طالبت منظمة حقوقية دولية، بالتحقيق الفوري في ملابسات وفاة عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة أثناء احتجازه في سجن بمحافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين، شمال اليمن.
وقالت منظمة العفو الدولية (Amnesty International) في بيان صحفي أصدرته الأربعاء: "إن الأنباء التي تفيد بوفاة أحمد باعلوي، أحد العاملين في المجال الإنساني لدى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في مركز احتجاز يديره الحوثيون، مروعة حقاً، ويجب إجراء تحقيق عاجل ومستقل وفعال ونزيه في الظروف التي أدت إلى وفاته".
وأضاف البيان أن سلطات الحوثيين لديها سجل حافل في استخدام التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لها، مما يثير المخاوف من أن باعلوي ربما يكون قد توفي نتيجة للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة.
وأوضحت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية؛ ديالا حيدر، أن هذه الحادثة "تزيد من المخاوف بشأن سلامة ورفاهية جميع العاملين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز التعسفي لدى الحوثيين، بما فيهم أكثر من 65 موظفاً من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني اليمنية والدولية".
وأكدت حيدر أن موجات الاعتقالات التي تستهدف العاملين المحليين والدوليين في المجال الإنساني والمجتمع المدني تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري بالفعل في اليمن، و"ملايين المدنيين الذين في حاجة ماسة إلى المساعدات هم من سيدفعون ثمن هذه الحملة الوحشية".
ودعا البيان، جماعة الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن جميع الأفراد الذين تحتجزهم تعسفياً، وقال: "بدلاً من تهديد وعرقلة العاملين في مجال حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية الذين يشعرون بشكل متزايد بخطر الاعتقال والانتقام بسبب قيامهم بعملهم، يجب على الجماعة تسهيل قيامهم بمهامهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى ملايين الأشخاص في اليمن الذين هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة".
وكانت جماعة الحوثيين قد بدأت في 31 مايو/آيار 2024، ولمدة أسبوعين، سلسلة من المداهمات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، اعتقلت فيها 13 موظفاً من الأمم المتحدة، وما لا يقل عن 50 من العاملين في منظمات المجتمع المدني اليمنية والدولية، "وفي أواخر الشهر الماضي نفذت موجة أخرى من الاعتقالات شملت ثمانية موظفين أمميين، بينهم باعلوي الذي تم الإبلاغ عن وفاته أثناء الاحتجاز في 11 فبراير/شباط الجاري".