تجنب منتجو الغاز الطبيعي المُسال المرور عبر البحر الأحمر خلال معظم عام 2024 بسبب الهجمات المتواصلة التي شنتها جماعة الحوثي. إلا أن هذا الوضع قد يكون في طريقه للتغير، حيث عبرت أول ناقلة غاز طبيعي مسال منذ خمسة أشهر المضيق الاستراتيجي باب المندب، الذي يشكل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وقد مرت السفينة صلالة (Salalah LNG)، التي تبلغ سعتها 148,173 مترًا مكعبًا، عبر المضيق في وقت متأخر من يوم 8 فبراير/ شباط، بينما لا تزال وجهتها النهائية غير معروفة وفقًا لبيانات نظام التعرف التلقائي (AIS). وغادرت الناقلة، المملوكة لسلطنة عمان، ميناء قلهات للغاز الطبيعي المسال في 5 فبراير/ شباط.
ويأتي ذلك في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس، حيث أعلنت جماعة الحوثي في اليمن تعليق هجماتها على السفن غير الإسرائيلية. كما أفرجت عن طاقم السفينة غالاكسي ليدر (Galaxy Leader)، المكون من 25 فردًا، بعد أكثر من عام من احتجازهم.
أما آخر ناقلة غاز طبيعي مسال عبرت البحر الأحمر بالكامل قبل الناقلة صلالة فكانت السفينة بايونير (Pioneer) التابعة للأسطول الروسي "المظلل" في نهاية سبتمبر/ أيلول 2024. وقبلها، عبرت الناقلة آسيا إنيرجي (Asya Energy)، التي تحمل حاليًا اسم إيست إنيرجي (East Energy)، في يونيو/ حزيران 2024، وكلاهما مرتبط بروسيا. وصنفتهما الولايات المتحدة لاحقًا ضمن السفن التي نقلت شحنات من مشروع أركتيك للغاز الطبيعي المسال 2 (Arctic LNG 2) الخاضع للعقوبات.
وظل مالكو السفن متحفظين، حيث أكدت عدة شركات، من بينها ميرسك (Maersk) وهاباغ-لويد (Hapag-Lloyd)، أنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر في الوقت الحالي. فمنذ نهاية عام 2023، تراجع عدد السفن المارة عبر المنطقة بنسبة 60%، حيث تعرّضت نحو 150 سفينة لهجمات خلال تلك الفترة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصبحت الناقلة كريساليس (Chrysalis)، التي تعرضت لهجوم من الحوثيين في يوليو/ تموز 2024، أول ناقلة نفط تعبر البحر الأحمر وقناة السويس منذ إعلان الحوثيين وقف استهداف السفن غير الإسرائيلية. وأكدت هيئة قناة السويس أن استئناف حركة ناقلات النفط يشير إلى عودة تدريجية للاستقرار. وكانت شحنات النفط عبر البحر الأحمر قد انخفضت بأكثر من 50%، حيث تراجعت من 8.7 مليون برميل يوميًا في عام 2023 إلى 4.0 ملايين برميل يوميًا في 2024.
وعلى مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، لجأت معظم حركة نقل الغاز الطبيعي المسال، الإقليمية والعالمية، إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا كطريق بديل. كما أرسلت روسيا عدة ناقلات عبر طريق بحر الشمال القطبي، الذي يختصر المسافة بين أوروبا وآسيا خلال فترة الصيف الخالي من الجليد.
وأرسلت شركة الغاز الروسية الكبرى غازبروم (Gazprom) الناقلة بسكوڤ (Pskov)، التي تبلغ سعتها 170,471 مترًا مكعبًا، من محطة التسييل بورتوفايا القريبة من سانت بطرسبرغ في بحر البلطيق إلى الصين في سبتمبر/ أيلول 2024. كما دفع الاضطراب في البحر الأحمر عدة شركات تشغيل سفن الحاويات إلى تجربة الملاحة في القطب الشمالي، بما في ذلك عدة سفن حاويات من فئة باناماكس (Panamax). وعبرت أيضًا عدة ناقلات نفط من فئتي أفراماكس (Aframax) وسويزماكس (Suezmax) عبر المحيط القطبي.