القاهرة: مختطف سابق في سجون الحوثيين يدعو لإنشاء محكمة عربية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين
يمن فيوتشر - يمن فيوتشر: الاربعاء, 05 فبراير, 2025 - 10:32 مساءً
القاهرة: مختطف سابق في سجون الحوثيين يدعو لإنشاء محكمة عربية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين

ناقشت ندوة حوارية مفتوحة في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الثلاثاء، المخاطر التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، وسبل تعزيز حمايتهم.
وشارك في الندوة التي نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين المصريين تحت عنوان “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات.. وسبل المواجهة”، نخبة من الصحفيين من عدة دول شرق اوسطية، من بينها اليمن وفلسطين ولبنان والسودان والعراق وسوريا.
وخلال الجلسة، استعرض الصحفي اليمني توفيق المنصوري، أحد الصحفيين المختطفين السابقين في سجون جماعة الحوثيين المصنفة أمريكيًا منظمة إرهابية، الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة بحق الصحافة والصحفيين في اليمن منذ انقلابها في سبتمبر/أيلول 2014.
وقال المنصوري إن الحوثيين حولوا الصحافة إلى “عدو يجب تصفيته”، مشيرًا إلى التقارير الحقوقية التي وثقت مئات الانتهاكات التي شملت القتل والاختطاف والتعذيب وإصدار أحكام الإعدام، فضلًا عن إغلاق الصحف وحظر المواقع الإخبارية ومصادرة المؤسسات الإعلامية.
وتحدث عن تجربته الشخصية التي امتدت لأكثر من ثماني سنوات في سجون جماعة الحوثيين ، كاشفًا عن تعرضه لتعذيب وحشي أدى إلى كسر جمجمته على يد القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى، كما روى بعضًا من أساليب التعذيب التي تمارسها الجماعة بحق الصحفيين المختطفين بشكل خاص.
وأشار الصحفي المنصوري أن الحوثيين لا يعتبرون التعذيب مجرد وسيلة انتقام، بل يتعاملون معه كسياسة ممنهجة لقمع أي صوت معارض، ونقل عن عبدالقادر المرتضى قوله للصحفيين المختطفين: “نحن نتعبد الله بتعذيبكم”، وهو ما يعكس  مدى وحشية الجماعة وتوظيفها الدين لتبرير جرائمها، حد تعبيره.

ووصف المنصوري وضع الصحافة في اليمن منذ انقلاب الحوثيين بأنه مرعب جداً، قائلًا، “لم يعد هناك إعلام مستقل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الصحفيون هناك إما في السجون، أو في المنافي، أو مهددون بالتصفية، الوضع كارثي، والميليشيات لا تكتفي بقمع الصحافة، بل تستخدم الإعلام كأداة تضليل لنشر خطابها الدعائي، أما في مناطق الحكومة الشرعية، فالوضع ليس مثاليًا أيضًا، حيث لا توجد حماية حقيقية للصحفيين وسط بيئة سياسية وأمنية مضطربة.”
وتطرق المنصوري، وهو أحد الصحفيين الذين أصدرت جماعة الحوثيين حكمًا بإعدامهم، إلى الأحكام التي أصدرها الحوثيون بحق الصحفيين المختطفين، مؤكدًا أن الجماعة بعد اختطاف الصحفيين وتعذيبهم وإخفائهم قسرًا تستخدم قضاءها المزعوم كأداة لإرهاب الصحفيين بشكل خاص والمجتمع اليمني بشكل عام.
كما أدان الصحفي توفيق المنصوري إعدام تنظيم القاعدة للصحفي محمد المقري، مؤكدًا أن الجماعات المتطرفة، سواء الحوثيين أو القاعدة أو داعش، تتعامل مع الصحفيين كأعداء لأنها تخشى الحقيقة وحرية الرأي والتعبير. 
وطالب المنصوري بإنشاء محكمة عربية خاصة لمحاكمة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين للحد من الإفلات من العقاب، مشددًا على ضرورة أن تتبنى المنظمات الصحفية العربية والدولية هذه المبادرة لضمان تحقيق العدالة وإيقاف مسلسل الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين. 
وقال المنصوري: “لا يمكن أن يستمر المجرمون في الإفلات من العقاب، ما تعرضنا له نحن الصحفيين في اليمن، وما يتعرض له زملاؤنا في سوريا والعراق وفلسطين وغيرها من مناطق النزاع، يفرض على الجميع التحرك لإنشاء كيان قضائي مستقل يلاحق منتهكي حرية الصحافة، ويضمن حماية الإعلاميين من أن يصبحوا أهدافًا سهلة للقمع والجماعات المسلحة.”
واختتم المنصوري حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في اليمن، مؤكدًا أن السكوت عن هذه الجرائم يشجع على تكرارها، ويهدد مستقبل الصحافة الحرة في المنطقة.


التعليقات