كشفت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس عن إنشاء مهبط طائرات غامض على جزيرة يمنية نائية، يقترب من الاكتمال. يأتي هذا التطور في سياق الحرب المستمرة في اليمن، والتي تهدد بالتصاعد مجددًا.
يُعتقد أن مهبط الطائرات في جزيرة عبد الكوري، الواقعة في المحيط الهندي قرب خليج عدن، يمكن أن يشكل قاعدة رئيسية للعمليات العسكرية.
الموقع ذو أهمية استراتيجية بسبب قربه من مسارات الشحن في الخليج والبحر الأحمر، وهما ممران رئيسيان لنقل البضائع والطاقة إلى أوروبا. وقد تعرضت هذه المسارات للتهديد بسبب هجمات الحوثيين المدعومين من إيران، إضافةً إلى تهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين.
•دور الإمارات في بناء المدرج
تشير التحليلات إلى أن الإمارات العربية المتحدة، التي دعمت التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين، قد تكون الجهة المسؤولة عن بناء هذا المدرج. الإمارات سبق أن وسّعت وجودها العسكري في المنطقة، وقامت بمشاريع مماثلة، منها بناء قاعدة في إريتريا ومحاولة إقامة مهبط طائرات على جزيرة ميون في مضيق باب المندب.
بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، صعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية، مستهدفين إسرائيل وسفنًا حربية أمريكية في البحر الأحمر. ويثير ذلك مخاوف من خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وصف وولف كريستيان بايس، زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الحوثيين بأنهم "يتغذون على الحرب". وأشار إلى شعارهم المعلن: "الموت لأميركا، الموت لليهود"، الذي يعتبرونه جزءًا من معركتهم ضد أعدائهم.
•صور الأقمار الصناعية والتطورات الميدانية
أظهرت صور التقطتها شركة Planet Labs PBC في يناير 2024 اكتمال المدرج بشكل شبه كامل، حيث يبلغ طوله 2.4 كيلومترًا وعرضه 45 مترًا. يمكن استخدامه لهبوط الطائرات الخاصة والعسكرية الصغيرة. كما أظهرت الصور شاحنات تعمل على تسوية الجزء المتبقي من المدرج.
وأكد خبير الشؤون اليمنية محمد الباشا أن موقع المدرج في عبد الكوري يمنع الحوثيين من الاستيلاء عليه بسهولة، رغم وقوعه ضمن مدى صواريخهم وطائراتهم المسيّرة.
تشرف الإمارات على أرخبيل سقطرى، بما في ذلك جزيرة عبد الكوري، وتربط ذلك بالمساعدات الإنسانية. كما تُسيّر الإمارات رحلات جوية أسبوعية إلى الأرخبيل. وأشارت في بيان إلى أن وجودها في المنطقة يتم بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية.
•تهريب الأسلحة
يُعتقد أن المطار قد يكون جزءًا من الجهود لمراقبة طرق تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين. وذكر تقرير للأمم المتحدة أن الجيش الأمريكي صادر أسلحة قبالة سقطرى في يناير 2024، في عملية أسفرت عن فقدان عنصرين من قوات النخبة البحرية الأمريكية.
في ظل تصاعد التوترات، قد يعيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مما يزيد من احتمالات التصعيد. ويرى المحلل محمد الباشا أن الأوضاع في اليمن متوترة للغاية، مع احتمالية اندلاع حرب جديدة في المستقبل القريب.