تقرير: الصين تقدم دعمًا خفيًا للحوثيين
يمن فيوتشر - The National Interest- ترجمة ناهد عبدالعليم: الإثنين, 13 يناير, 2025 - 06:34 مساءً
تقرير: الصين تقدم دعمًا خفيًا للحوثيين

قامت البحرية الأمريكية بحماية حركة الشحن التجاري في الشرق الأوسط من هجمات الحوثيين لأكثر من 15 شهرًا، ولكن خلال هذه الفترة لم تتعرض السفن الصينية لأي هجوم. ويعود ذلك إلى الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من الصين، وهم الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن.
وكما أفادت (مايا كارلين) في تقريرها لمجلة The National Interest، نقلاً عن تقرير لقناة i24 News الإسرائيلية، فإن الحوثيين استخدموا أسلحة صينية التصميم في تنفيذ هجماتهم.
وأضافت كارلين: "في المقابل، تتوقف الجماعة الإرهابية عن مهاجمة السفن التي ترفع العلم الصيني. إن التعاون بين بكين وطهران يبدو منطقيًا في ظل عدائهما المشترك للغرب".
و قد ضمنت الصين، من خلال دعمها لهذه الجماعة المسلحة، تجنب تعرض سفنها لهجمات الحوثيين، رغم أن ناقلة نفط مرتبطة بالصين تعرضت لإطلاق نار في مارس/ آذار من العام الماضي، ولكن هذا الدعم يتجاوز مجرد تقديم أموال للحوثيين.
وأوضح (كليفورد دي. ماي)، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في منشور حديث: "لدينا الآن تقارير موثوقة تشير إلى أن الحكام الشيوعيين في الصين يمدون الإسلاميين الحوثيين في اليمن بالأسلحة، بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران".
وأضاف ماي: "يجب أن يكون واضحًا الآن أن الغرب يتعرض فعليًا لإطلاق نار من محور المعتدين: بكين، موسكو، طهران ووكلائها، وبيونغ يانغ. هؤلاء عازمون على إقامة نظام دولي جديد قائم على قوتهم وقواعدهم. ولم تستجب الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بفاعلية لهذه الحقيقة. ربما تتمكن الإدارة القادمة من التعامل مع هذا الواقع بشكل أفضل".

• اللعبة الكبرى للصين في الشرق الأوسط:
حقيقة أن جمهورية الصين الشعبية قد اتخذت مثل هذا الموقف تجاه الحوثيين لا ينبغي أن تكون مفاجئة لأي شخص يتابع الأحداث الجارية عن كثب، وفقًا لما ذكرته المحللة الجيوسياسية (إيرينا تسوكيرمان)، رئيسة مؤسسة Scarab Rising، لمجلة The National Interest.
وأوضحت تسوكيرمان: "قدمت الصين مساعداتٍ للحوثيين في الماضي لأسباب تجارية براغماتية، مثل بيع طائراتها المُسيّرة التي تُعتبر أقل كفاءة مقارنةً بنظيراتها الغربية والتركية، ويُزعم أن قطر دفعت ثمنها، دون أن تتحمل الصين أي مساءلة".
وأشارت إلى أن بكين لديها تاريخ طويل من التعامل مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط، وذلك جزئيًا لتعزيز نفوذها الاقتصادي على نطاق واسع، وجزئيًا لتمويل أولوياتها الداخلية والدولية من خلال مثل هذه الصفقات التجارية.
وحذرت تسوكيرمان قائلة: "مع مرور الوقت، ازداد انجذاب الحزب الشيوعي الصيني إلى تعاون أوثق مع إيران وروسيا، وهو ما أثّر على جميع جوانب أولوياته الداخلية والدولية". وأضافت: "يستخدم الحزب الشيوعي الصيني منصات مثل تيك توك ومنصات أخرى مرتبطة بالحكومة لنشر دعاية معادية للسامية ومعادية لإسرائيل بشكل صريح، بالإضافة إلى تقديم دعم سياسي علني لحماس، والدعاية الإيرانية، وحزب الله، والدعاية الروسية".
و لهذه الأسباب، لا ينبغي أن يكون من المفاجئ على الإطلاق أن تكون الصين جزءًا من شبكة أوسع بين هذه الدول التي تفضل وكلاء إحدى أكبر مورديها للنفط وشركائها المناهضين للغرب.
كما أن مصالح الصين الذاتية على المحك أيضًا.
وقد أوضحت تسوكيرمان بصراحة: "جزء من أسباب التعاون المتزايد مع الحوثيين هو الحاجة إلى حماية السفن الصينية في البحر الأحمر من الهجمات، وهذا المستوى من الدعم يعكس أجندة تخدم مصالح الصين الذاتية على حساب الآخرين".
علاوة على ذلك، تواصل الصين التزامها بمواجهة المصالح الغربية كلما كان ذلك ممكنًا، وزيادة وجودها في البحر الأحمر وتنسيقها مع الحوثيين يوفران فرصة للضغط على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل عسكريًا وماليًا. كما يسهم ذلك في جمع معلوماتٍ استخباراتية قيّمة عن منافسيها وأعدائها، واستغلال المشكلات التي تواجه شركات التأمين الغربية وشركات الشحن، لتعزيز نشاطها التجاري في تلك المناطق، فضلاً عن تعزيز مكانتها كقوة بحرية جديدة في الشرق الأوسط، كما أكدت تسوكيرمان.


التعليقات