شنت الجماعة الحوثية في اليمنية ثلاث هجمات بطائراتٍ مُسيّرة على إسرائيل في غضون ساعة واحدة مساء الخميس، مستأنفةً بذلك هجماتها بعد توقف دام أربعة أيام.
وقد تم اعتراض جميع الطائرات دون أن تسفر عن أي إصابات أو أضرار.
ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، فإن الطائرة الأولى فقط هي التي أدت إلى إطلاق صافرات الإنذار في عدة مجتمعات صغيرة على الأطراف الجنوبية لمحيط غزة، بينما أسقطت الطائرتان فوق البحر الأبيض المتوسط دون تفعيل صافرات الإنذار، تماشيًا مع السياسة المتبعة.
و تشير هذه الهجمات بالطائرات المُسيّرة إلى عودة التصعيد الحوثي بعد نحو أربعة أيام من الهدوء النسبي. وقد صعّدت الجماعة اليمنية من هجماتها على إسرائيل بشكل ملحوظ تزامنًا مع بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
و كانت آخر سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الحوثيين قبل أسبوعين، ومنذ ذلك الحين أطلقت الجماعة الإرهابية خمس صواريخ باليستية وأربع طائرات مُسيّرة باتجاه إسرائيل دون أن يتبع ذلك رد مباشر من سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن القيادة الإسرائيلية تعمل على إقناع التحالف الدولي المناهض للحوثيين بقيادة الولايات المتحدة بتكثيف ضرباته في اليمن.
و قالت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأربعاء، إنها نفذت ضربات استهدفت مستودعات أسلحة تستخدمها جماعة الحوثي في هجماتها على السفن الحربية والتجارية في البحر الأحمر.
وأفاد بيان القيادة المركزية: "قامت قوات القيادة المركزية الأمريكية بتنفيذ عدة ضربات دقيقة استهدفت منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة المتقدمة التقليدية (ACW) في مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن، وهما منشأتان تدعمهما إيران".
وأضاف البيان: "تأتي هذه الضربات في إطار جهود القيادة المركزية لإضعاف محاولات الحوثيين المدعومين من إيران لتهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة".
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد أطلق الحوثيون حوالي 40 صاروخًا باليستيًا وما يقرب من 320 طائرة مُسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بدء الحرب، وقد اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظمها.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن نظام الحوثيين يُعد "فرعًا رئيسيًا في محور إيران، وهو مسؤول عن تقويض النظام الإقليمي وتعطيل حرية الملاحة العالمية".
ويعاني الجيش الإسرائيلي من تحديات في التعامل الفعّال مع تهديد الحوثيين حتى الآن، حيث يُعد البُعد الكبير بين إسرائيل واليمن أحد العوامل الرئيسية التي تصعّب جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة.
و لم يكن جمع المعلومات الاستخبارية حول الحوثيين أولوية للجيش الإسرائيلي، حيث بدأت الجماعة مؤخرًا فقط بشن هجماتٍ مباشرة على إسرائيل.
وفي إطار سعيه لتعزيز قدراته في هذا المجال، بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا حملة تجنيد تستهدف الإسرائيليين من أصول يمنية ممن يتحدثون اللهجة العربية المميزة للمنطقة، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية.
و تشمل حملة التجنيد يهودًا وُلدوا في اليمن وهاجروا إلى إسرائيل مؤخرًا، بالإضافة إلى أفراد نشأوا في عائلات لا تزال تتحدث اللهجة اليمنية في المنازل.
ويعيش اليوم حوالي 400 ألف يهودي من أصول يمنية في إسرائيل. أما في اليمن، فقد تم طرد آخر عشرات اليهود المتبقين من البلاد على يد قوات الحوثيين المتمردة في عام 2021.