قال متحدث عسكري إن إيران ترسل المزيد من الأسلحة إلى الحوثيين بعد انهيار مجموعاتها الوكيلة الأخرى في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وأوضح (عبدالباسط البحر)، المتحدث باسم الجيش اليمني في محافظة تعز، لصحيفة التلغراف أن الجمهورية الإسلامية قدمت للميليشيا الحوثية في اليمن إمداداتٍ كافية لمواصلة ضرباتها على إسرائيل وهجماتها على الشحن الدولي "لعدة سنوات قادمة".
وشهد الأسبوعان الماضيان وابلًا من الهجمات الحوثية على إسرائيل وعمليات استهداف للشحن البحري العالمي.
وأضاف البحر أن هذا التصعيد "دليل واضح على أن إيران تزيد من دعمها للحوثيين بعد ضعف حركة حماس وحزب الله وسقوط نظام الأسد في المنطقة".
وأكد أن الحوثيين يمتلكون "صواريخ وطائراتٍ متقدمة، ولديهم ورشات لتجميع وتصنيع الطائرات المُسيّرة وتطوير الصواريخ بخبراتٍ إيرانية".
وأشار إلى أن "عمليات التهريب المستمرة من إيران تشمل أجزاء الأسلحة، خصوصًا الطائرات المُسيّرة والصواريخ، التي يتم تجميعها داخليًا. و من الصعب تحديد رقم دقيق لكمية هذه الأسلحة، لكن بالنظر إلى العمليات التي نفذها الحوثيون، نعتقد أن المخزون كبير ويكفي لسنوات قادمة".
وقد شن الحوثيون، الخميس، هجومهم الصاروخي السادس على إسرائيل منذ عيد الميلاد، مع تزايد وتيرة الهجمات رغم الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على البنية التحتية الحيوية للجماعة.
و نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا أيضًا ضربات جوية استهدفت منشآت أسلحة الحوثيين منذ بدء الميليشيا استهداف طرق الشحن العالمية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لكن ذلك لم يكن كافيًا لوقف العمليات العسكرية المستمرة للحوثيين.
و يسيطر الحوثيون حاليًا على جزء كبير من اليمن يقطنه نحو 80% من السكان، فيما تستمر الاشتباكات مع الجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليًا والمتمركز في الجزء المتبقي من البلاد.
وقال عبدالباسط البحر إن نجاح الحملة ضد الجماعة يعتمد بشكلٍ أساسي على تصفية زعيمها (عبد الملك الحوثي).
وفي حديثه لصحيفة التليغراف، وافق مصدر أمني إسرائيلي على أن الحوثيين سيجدون صعوبة في التعافي من ضربة كهذه.
وأضاف المصدر: "نظام الحوثيين بأكمله يعتمد على قبيلة شيعية واحدة وزعيمها الذي يتمتع بجنون العظمة. و إذا تمكنت إسرائيل وحلفاؤها من القضاء على عبد الملك الحوثي وشقيقه، فسيسقط النظام برمته. فهو يمثل محور القبيلة ومركز العمليات بأكملها".
و أفاد المصدر بأن محاولة الاغتيال قد تحدث في حال استمرت الجماعة في استهداف المدن والبلدات المدنية الإسرائيلية.
واعترف مصدر استخباراتي إسرائيلي آخر بأن الحوثيين باغتوا الدولة اليهودية، لكنه شكك في قدرتهم على الحفاظ على شدة حملتهم الحالية.
وقال المصدر: "ليس لديهم القدرة التي يتمتع بها حزب الله، لكنهم ما زالوا يمتلكون قدراتٍ إنتاجية خاصة بهم. و بعض هذه القدرات تعرّضت لضربات من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن ليس جميعها. وهي منتشرة في مناطق مختلفة من اليمن، مما يجعل من الصعب تحديد مواقعها أو التعامل معها لأنها ليست مركزة في مكان واحد. ومع ذلك، لا أعتقد أن هذا الوضع يمكن أن يستمر لسنوات".
و من جانبه، قال (علي البخيتي)، المتحدث السابق باسم الحوثيين الذي انشق عن الجماعة في عام 2015، إن المخزونات ليست غير محدودة، وستنفد بالفعل مع استمرار العمليات الحالية بهذا المستوى.
متحدثًا من المملكة المتحدة حيث يسعى الآن للحصول على لجوء سياسي، قال علي البخيتي لصحيفة التيليغراف: "بالتأكيد، الحوثيون يمتلكون مخزونًا ضخمًا من الأسلحة يمكّنهم من القتال لسنوات ضد الأطراف اليمنية، لكن الأسلحة التي يستخدمونها ضد إسرائيل أقل عددًا وتأتي من إيران".
وأضاف أن طهران "تكثف دعمها للحوثيين بعد سقوط نظام الأسد واتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله. و هذا الدعم هو ما مكّن الحوثيين من استهداف تل أبيب، وطالما أن إيران لم تدفع ثمن هذا الدعم بعد، فستواصل دعمها، لأن الحوثيين هم الورقة الأخيرة لها في المنطقة".
وأشار المصدر الاستخباراتي الإسرائيلي لصحيفة التيليغراف إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في جمع المعلومات حول الحوثيين، حيث لم تكن تعتبرهم تهديدًا حتى هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
و قال المصدر: "لطالما اعتقدنا أن الحوثيين ليسوا مشكلة إسرائيلية، بل مشكلة تخص الولايات المتحدة والسعودية والإمارات أكثر".
وأشار إلى أن جمع المعلومات الاستخباراتية الآن "يبدأ من الصفر".
وأضاف: "لا توجد حدود مشتركة، والمسافة بعيدة جدًا، لذا فإن الخيارات البشرية محدودة. ومع ذلك، هناك العديد من القبائل، بالإضافة إلى الحكومة اليمنية الشرعية التي نتعاون معها، ويمكنهم تزويدنا بمصادر ومعلومات مهمة للغاية، حيث يشاركون إسرائيل بالكثير من البيانات".
و من جانبه، قال (مارك توث)، خبير الأمن الأمريكي والاقتصادي، إن تولي (دونالد ترامب) منصبه لاحقًا هذا الشهر قد يؤدي إلى تصعيد الضربات الأمريكية على الحوثيين.
وأوضح توث: "لا يمكن لترامب السماح باستمرار هذا الوضع إذا أراد الالتزام بتعهده بإعادة فرض سياسة 'الضغط الأقصى' على إيران".
وأضاف: "على عكس الوضع عند مغادرة ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021، أصبح الحوثيون الآن جزءًا لا يتجزأ من 'محور المقاومة' الإيراني ضد إسرائيل، وقد تعهد ترامب بإنهاء النفوذ الخبيث لطهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
واختتم بالقول: "سيواجه ترامب أيضًا قوة حوثية باتت قادرة على استهداف الأصول العسكرية الأمريكية في جيبوتي وإريتريا".
الرابط التالي للاطلاع على المادة من موقعها الأصلي: