تشهد مدينة عدن المُتخذة عاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية، واحدة من أكبر التجمعات المدنية الحافلة، مع انعقاد القمة النسوية السابعة التي انطلقت اعمالها اليوم الاثنين بمشاركة أكثر من 200 امرأة من جميع المحافظات، للدفع نحو مشاركة النساء بمراكز صنع القرار وعملية السلام المتعثرة في البلاد.
واختارت القائمات على القمة، قاعة منتجع كراون للمؤتمرات المطل على ساحل البحر العربي والواقعة على مقربة من قصر معاشيق الرئاسي الذي تتخذه الحكومة المعترف بها مقرًا لها، مكانًا لإقامة تجمعهن السنوي على أمل أن تسمع الحكومة الذكورية صوتهن الشاحب المطالب باستعادة حقوقهن السياسية في مراكز صناعة القرار المسلوب منهن منذ بداية النزاع في البلاد قبل أكثر من عشرة أعوام.
والقمة التي حضرها نائب المبعوث الاممي وسفراء الاتحاد الاوروبي وهولندا وممثلة هيئة الامم المتحدة في اليمن، شهدت في يومها الأول خمس جلسات حوارية حول الملف السياسي وعملية السلام والدور الرقابي والاصلاحي للبرلمان والعدالة الانتقالية وحماية حقوق المرأة وملف انتهاكات حقوق الانسان ومستويات العنف ضد النساء ووحدة الفقر والمساواة.
وقالت رئيسة مؤسسة وجود للامن الإنساني، مها عوض، ان القمة النسوية الفعالية المدنية الأكثر واقعية بنسختها السابعة تمضي في تحقيق أضخم عمل نسوي؛ مشيرة الى انها تكرس عملا سياسياً ومجتمعياً قوياً للشراكة؛ في إحداث نقطة تحول نحو العمل التشاركي، ويجسد فيه الرجل شريكاً وحليفاً في خطى السلام والأمن والاستقرار وبناء الإنسان؛ وفي ترجمة التحول المنهجي للمشاركة كخطوة إيجابية كبيرة نحو الشمولية وهذه الميزة الجديدة للقمة النسوية.
وبدورها، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن دينا زوربا، إن القمة تمثل أملًا لمستقبل تكون فيه أصوات النساء اليمنيات هي من تشكل مصير الأمة، مما يلهم التقدم نحو العدالة، والشمولية، والمساواة، مؤكدة التزامها بالمساواة بين الجنسين كأساس لسلام وازدهار اليمن.
وفي المقابل، أشار رئيس الحكومة أحمد بن مبارك، إلى ان انعقاد القمة في عدن للسنة السابعة على التوالي، يعكس المظهر الحضاري والريادي لهذه المدينة وانفتاحها وتبنيها المستمر لمشاركة الجميع في حوار بناء يسهم في صياغة حلول فعالة تعزز من مكانة المرأة في مجتمعنا.
وأكد انها منصة هامة لمناقشة الدور الحيوي للمرأة في الجوانب الإنسانية، والاقتصادية والسياسية، ودورها في مسار السلام الذي نطمح جميعاً لتحقيقه، وتوفير مساحة حقيقية لها للتعبير عن تطلعاتها وإسهامها في بناء اليمن الجديد والخروج برؤية جماعية نحو تمكين المرأة وجعلها ركيزة أساسية في عملية إحلال السلام والتنمية المستدامة في بلادنا.