أسفرت معارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين قرب مدينة مأرب الاستراتيجية الشمالية عن 111 قتيلا بين الخميس وصباح الأحد، بعدما شن الحوثيون هجمات مكثفة لم تؤدّ إلى اختراق، حسبما أفادت مصادر عسكرية.
وصعّد المتمردون الموالون لإيران حملة في شباط/فبراير للتقدم نحو مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب، بهدف وضع يدهم على كامل الشمال اليمني رغم جهود الامم المتحدة وواشنطن لوقف الحرب.
وقُتل مئات من الطرفين في المعارك الدامية وسط سعي الحوثيين الحثيث للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة غنية بالنفط، ما قد يعزز موقعهم في أي مفاوضات مستقبلية محتملة.
وقال مسؤولون في القوات الحكومية إنّ الحوثيين شنوا منذ الخميس هجمات مكثفة من الشمال والجنوب والغرب، إنما من دون أن يتمكنوا من اختراق دفاعات القوات الحكومية المدعومة بغطاء جوي من تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد منذ 2015.
وذكر مسؤول في قوات السلطة أنّ "هذه المناطق شهدت قتالا عنيفا وسط قصف مدفعي متبادل وغارات جوية مكثفة للتحالف".
وبحسب المسؤول، أسفرت المعارك عن مقتل 29 من القوات الحكومية و82 من المتمردين الحوثيين منذ الخميس وحتى صباح الأحد. وأكد مسؤولان آخران الحصيلة.
وتدور المواجهات على وقع مساع دبلوماسية تقودها الأمم المتحدة وواشنطن.
ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
وبينما تدفع الامم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس الى طاولة المفاوضات.
وأقرّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث هذا الشهر بفشل جهوده في وضع حد للحرب الدائرة في البلاد، وذلك في ختام مهمّة استمرت ثلاث سنوات.
ولم تُعرف بعد هوية خلف المبعوث البريطاني، لكن قائمة المرشحين للمنصب تضم بريطانيا وسويديا ويابانيا.