القدس: إسرائيل تضرب إيران رداً على الهجوم الصاروخي مما يهدد بتصعيد حروب الشرق الأوسط
يمن فيوتشر - اسشوييتد برس- ترجمة: ناهد عبدالعليم السبت, 26 أكتوبر, 2024 - 11:56 صباحاً
القدس: إسرائيل تضرب إيران رداً على الهجوم الصاروخي مما يهدد بتصعيد حروب الشرق الأوسط

قصفت إسرائيل إيران بسلسلة من الغارات الجوية في وقتٍ مبكر من يوم السبت، قائلة إنها كانت تستهدف مواقع عسكرية رداً على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية على إسرائيل في وقت سابق من الشهر.
 وسُمع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، رغم إصرار الجمهورية الإسلامية على أنها لم تسبب سوى "بأضرار محدودة".
 ويخاطر الهجوم بدفع الأعداء إلى حرب شاملة في وقت يتصاعد فيه العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تخوض الجماعات المسلحة المدعومة من إيران - بما في ذلك حماس في غزة وحزب الله في لبنان - حربًا بالفعل مع إسرائيل.
 كان يوم السبت هو المرة الأولى التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي إيران علنًا، والتي لم تواجه وابلًا مستمراً من النيران من عدو أجنبي منذ حربها مع العراق في الثمانينيات.
 وانتهى الهجوم الإسرائيلي الذي استمر لساعات قبيل شروق الشمس في طهران، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “منشآت تصنيع الصواريخ المستخدمة لإنتاج الصواريخ التي أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الماضي”.  وقالت أيضًا إنها ضربت مواقع صواريخ أرض جو وقدرات جوية إيرانية إضافية".
 ولم تقدم إسرائيل أي تقييم أولي للأضرار.
في البداية، كان يُنظر إلى المنشآت النووية والمنشآت النفطية جميعها على أنها أهداف محتملة للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، حصلت إدارة بايدن على تأكيدات من إسرائيل بأنها لن تضرب مثل هذه الأهداف، وهو ما سيكون بمثابة ضربة أكثر خطورة و دافعة للتصعيد.
 وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال (دانييل هاغاري) في بيانٍ بمقطع مصور تم تسجيله مسبقًا في وقت مبكر من يوم السبت: “إن النظام في إيران ووكلائه في المنطقة يهاجمون إسرائيل بلا هوادة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول بما في ذلك الهجمات المباشرة من الأراضي الإيرانية. و مثل أي دولة أخرى ذات سيادة في العالم، فإن دولة إسرائيل لديها الحق وواجب الرد”.
وقال الجيش الإيراني إن الضربات استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران وتسببت في “أضرار محدودة” دون الخوض في تفاصيل.
 وحذرت الولايات المتحدة من المزيد من الانتقام، مشيرة إلى أن الضربات الليلية يجب أن تنهي التبادل المباشر لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
 وقال الجيش الإسرائيلي إنه سُمع دوي انفجارات في شمال إسرائيل عقب نشاطه في جنوب لبنان، لكن "لا يوجد مؤشر على وقوع حادث أمني".

• إيران تقلل من الهجوم الإسرائيلي:
 أقرت وسائل الإعلام الإيرانية التي تديرها الدولة بإمكانية سماع انفجارات في طهران، وقالت إن بعض الأصوات جاءت من أنظمة الدفاع الجوي حول المدينة.
 لكن، باستثناء إشارة موجزة، لم يقدم التلفزيون الرسمي الإيراني لساعات أي تفاصيل أخرى، بل وبدأ في عرض ما وصفه بلقطات حية لرجال يقومون بتحميل الشاحنات في سوق الخضار في طهران في محاولة واضحة للتقليل من أهمية الهجوم.
 وقال أحد سكان طهران لوكالة أسوشيتد برس إنه أمكن سماع سبعة انفجارات على الأقل في الموجة الأولى من الهجمات التي هزت المنطقة المحيطة، وتحدث المواطن شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام.
 ومع دوي الانفجارات، تمكن الناس في طهران من رؤية ما بدا أنه أثر نار يضيء السماء.  وأظهرت لقطات أخرى ما يبدو أنه إطلاق صواريخ أرض جو.
وقد أغلقت إيران المجال الجوي للبلاد في وقت مبكر من يوم السبت، وأظهرت بيانات تتبع الرحلات التي حللتها وكالة أسوشيتد برس أن شركات الطيران التجارية غادرت السماء على نطاق واسع فوق إيران، وعبر العراق وسوريا ولبنان.
و تحرك إيران للتقليل بسرعة من أهمية الهجوم قد يوفر لها وسيلة لعدم الرد، الأمر الذي قد يحد من التصعيد.
 وقال هاغاري في مقطع فيديو لاحق: “لقد أنجز الجيش الإسرائيلي مهمته”. وأضاف: “إذا ارتكب النظام في إيران خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسنكون ملزمين بالرد”.

• الهجوم الإسرائيلي رد على الهجمات الإيرانية:
 أطلقت إيران موجة من الصواريخ والطائرات المُسيّرة على إسرائيل في أبريل/نيسان بعد مقتل جنرالين إيرانيين في غارة جوية إسرائيلية على ما يبدو في سوريا على موقع دبلوماسي إيراني. و تسببت الصواريخ والطائرات المُسيّرة في الحد الأدنى من الأضرار، وردت إسرائيل – تحت ضغط من الدول الغربية لإظهار ضبط النفس – بضربة محدودة لم تعلن مسؤوليتها عنها علنًا.
و أطلقت إيران ما لا يقل عن 180 صاروخًا على إسرائيل مساء الأول من أكتوبر/تشرين الأول، مما دفع الإسرائيليين إلى التدافع إلى الملاجئ، لكنه لم يتسبب إلا في أضرار طفيفة وبضع إصابات.  وقالت إيران إن القصف كان ردًا على الهجمات التي وقعت في الأشهر الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل قادة حزب الله وحماس والجيش الإيراني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور إن إيران “ارتكبت خطأ كبير”.
و قبل الهجوم الإيراني في أكتوبر/تشرين الأول، كانت إسرائيل قد وجهت سلسلة من الضربات المدمرة ضد حزب الله، الذي ظل يطلق الصواريخ على إسرائيل بشكل شبه يومي لأكثر من عام، منذ هجوم حماس المميت ضد إسرائيل والذي أشعل شرارة الحرب في غزة.
و قُتل العشرات وجُرح الآلاف في سبتمبر/أيلول عندما انفجرت أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله خلال يومين من الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل. و أدت غارة جوية إسرائيلية ضخمة في الأسبوع التالي خارج بيروت إلى مقتل زعيم حزب الله منذ فترة طويلة، حسن نصر الله، والعديد من كبار قادته.
ثم صعدت إسرائيل الضغوط على حزب الله من خلال شن غزو بري على جنوب لبنان.  وقد نزح أكثر من مليون لبناني، وارتفع عدد القتلى بشكل حاد مع ضربات جوية في بيروت وما حولها.
وقالت إسرائيل إنها ستواصل ضرب حزب الله حتى يصبح الوضع آمنًا لعودة المواطنين الإسرائيليين الذين نزحوا من منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية.  وتعهد حزب الله بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

• الولايات المتحدة تحذر من الانتقام:
 أشار البيت الأبيض إلى أن الضربات الإسرائيلية على إيران يجب أن تضع حداً للتبادل المباشر لإطلاق النار بين البلدين العدوين، فيما حذرت طهران من "عواقب" في حال ردت.
 وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الإدارة تعتقد أن العملية الإسرائيلية يجب أن "تنهي" التبادل العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران، وقال إن الحلفاء الآخرين موافقون.
 وقال المسؤول إنه تم إبلاغ الرئيس الأمريكي جو بايدن طوال العملية الإسرائيلية، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم.
 وقال المسؤول، الذي أطلع الصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البيت الأبيض، إن العملية الإسرائيلية “كانت واسعة النطاق، وكانت مستهدفة، و دقيقة”.
و قال الجنرال بات رايدر في وقت متأخر من يوم الجمعة إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت حول الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية في إيران.
 وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون في بيان له إن أوستن أكد مجدداً أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن حليفتها وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، على الرغم من أن واشنطن مصممة على منع توسع الصراع.

• الضربة الإسرائيلية الأحدث في حروب الشرق الأوسط:
 عندما هاجمت حماس ومسلحون آخرون إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلوا 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا حوالي 250 رهينة في غزة. و رداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً مدمراً ضد حماس، وتعهد نتنياهو بمواصلة القتال حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن.  ولا يزال نحو 100 منهم على قيد الحياة، ويُعتقد أن ثلثهم تقريبًا قد ماتوا.
و قُتل أكثر من 42 ألف فلسطيني في غزة، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين، الذين لا يحددون بين المدنيين والمقاتلين، لكنهم يقولون إن أكثر من نصف القتلى هم من النساء والأطفال.
 وإسرائيل وإيران تعتبران عدوتان لدودتان منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وتعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد لها، مستشهدة بدعوات قادتها لتدمير إسرائيل، ودعمهم للجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل والبرنامج النووي للبلاد.
و خلال حرب الظل التي استمرت لسنوات، أدت حملة اغتيالات إسرائيلية مشتبه بها إلى مقتل كبار العلماء النوويين الإيرانيين وتم اختراق المنشآت النووية الإيرانية أو تخريبها، كل ذلك في هجمات غامضة ألقي باللوم فيها على إسرائيل.
 وفي الوقت نفسه، تم إلقاء اللوم على إيران في سلسلة من الهجمات على الشحن في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، والتي تطورت فيما بعد إلى هجمات شنها المتمردون الحوثيون في اليمن على الشحن عبر ممر البحر الأحمر.
و منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، خرجت حرب الظل إلى النور بشكل كبير.


التعليقات