حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، من مخاطر انزلاق البلاد إلى الصراع القائم في الشرق الأوسط، في ظل مواصلة جماعة الحوثيين هجماتهم البحرية واستهداف إسرائيل، والرد الأمريكي الإسرائيلي عليها.
وقال غروندبرغ، في إحاطته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن "استمرار هجمات الحوثيين البحرية ومحاولاتها المتعددة لاستهداف إسرائيل، والرد الأمريكي والإسرائيلي عليها، هذه الدورة من الانتقام تجر اليمن إلى عمق الصراع الإقليمي، مما يعرض آماله في السلام والاستقرار للخطر، كما أنها تصرف الانتباه عن الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الداخلية في البلاد".
وأضاف غروندبرغ أن مواصلة الحوثيين هجماتهم على طرق الملاحة الدولية، بما فيها الضربات الأخيرة على ناقلات النفط، التي زادت بشكل كبير من مخاطر وقوع كارثة بيئية، أمر "غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن تتوقف فوراً، البحر الأحمر هو ممر مائي دولي، ويجب أن يبقى ممراً آمناً يستفيد منه الجميع".
وأشار المبعوث الأممي إلى أن اليمنيين يشعرون بالفعل بوطأة هذا الصراع الإقليمي المتصاعد، لكنهم مع ذلك ما يزالون "يتطلعون إلى السلام ويبذلون الجهود لتحقيقه بعد أكثر من تسع أعوام من النزاع الذي أنهك البلاد، وهجّر الملايين، وفرق العائلات، ودمر الاقتصاد".
وأكد غروندبرغ أن السلام في اليمن لا يزال قابلا للتحقيق، رغم الصراع الإقليمي الأوسع نطاقا، وقال: "إن الحل السلمي للنزاع في اليمن ليس فقط الخيار الأكثر واقعية للمضي قدماً، بل الأهم من ذلك، أنه قابل للتحقيق، كما يحتاج الشعب اليمني إلى دعم دولي مستمر وموحد، وعلينا جميعاً أن نبقى ملتزمين بجعل السلام واقعاً ملموساً".
وشدد المسؤول الأممي على أن السلام المنشود "ليس مجرد تطلعات، ولدينا المقومات والأدوات اللازمة لتمهيد الطريق، ومنها الهدوء النسبي على خطوط المواجهة، والالتزامات التي تعهدت بها الأطراف تجاه وضع خارطة طريق تتضمن وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية والتحضير لعملية سياسية شاملة".
ودعا غروندبرغ، أطراف النزاع إلى تمكين النساء لتشكيل القرارات التي ستمهد الطريق نحو سلام دائم في اليمن، وقال: "يجب أن نعترف بالعبء الكبير الذي ما زالت اليمنيات يتحملنه في هذا النزاع ونقدر شجاعتهن. لطالما كن في طليعة جهود بناء السلام على مدى سنوات، واليوم بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نعزز أصواتهن، وضمان مشاركتهن الفعالة في المفاوضات، وإرساء الأسس لسلام أكثر شمولاً واستدامة".