لطالما كان مكانه في حي الحَصِب بمدينة تعز، جنوبي غرب البلاد، معلومًا ومألوفًا للجميع، يوزع ابتسامته للعابرين بود وببساطة الإنسان اليمني الريفي، لكن تلك الابتسامات اختفت، إلى الأبد.
فؤاد غالب، الشهير والمعروف بـ"بائع المشاقر"، كان على موعد مع الموت، رحل في بلدته الريفية، غربي المدينة، حاملًا سنوات المعاناة، والكفاح.
كل صباح، كان يَقدِم من قريته البعيدة بمديرية "جبل حبشي" بأنواع الزهور والمَشَاقِر والروائح الطيبة، ليستقر به المقام على مطب في الشارع الرئيسي بحي الحَصِب، عارضًا بضاعته للعابرين، كسبًا لقوت أسرته.
منذ سنوات وفؤاد يبيع المشاقر في المكان الذي غدى من معالمه، وغدى هذا العمل عشقه ومتعته رغم ضآلة العائد المادي، مقارنة بالمشاق التي تبدأ مع ساعات الصباح الأولى، يقطع خلالها طرقًا طويلة ووعرة وصولًا إلى المدينة، قبل أن يقفل عائدًا إلى قريته عند الظهيرة.