أعلنت إسرائيل، السبت، أنها قتلت نصر الله في ضربة على مقر حزب الله، ولكن حتى الآن لم يصدر اي رد فعل من حزب الله على هذا الادعاء.
و أسفرت الضربة عن مقتل وجرح العشرات من الأشخاص وتعتبر أكبر ضربة في العاصمة اللبنانية منذ ما يقارب عام من القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله.
و قاد (حسن نصر الله) الجماعة اللبنانية على مدى الثلاثة عقود الماضية، محولًا إياها إلى واحدة من أقوى الجماعات شبه العسكرية في الشرق الأوسط.
و في بعد ظهر يوم الجمعة، أسقطت الضربات الجوية الإسرائيلية ستة مبانٍ في ضاحية جنوب بيروت، حارة حريك.
وقد خاض حزب الله حروبًا عديدة ضد إسرائيل وشارك في الصراع في سوريا المجاورة، مما ساعد ذلك في تحويل توازن القوى لصالح الرئيس (بشار الأسد).
و باعتباره استراتيجياً حاذقاً، أعاد نصرالله تشكيل حزب الله ليصبح عدواً رئيسياً لإسرائيل، ورسخ تحالفات مع قادة دينيين شيعة في إيران ومجموعات مقاومة فلسطينية مثل حماس.
و نال نصرالله حب أتباعه الشيعة اللبنانيين واحترام ملايين آخرين في العالم العربي والإسلامي، ويحمل لقب "سيد"، وهو لقب شرفي يعبر عن نسبة الشيعة إلى النبي محمد، مؤسس الإسلام.
و يُنظر إليه كخطيب متحمس و متطرف في الولايات المتحدة وغرب أوروبا، إلا أنه يُعتبر واقعياً مقارنة بالمقاتلين الذين سيطروا على حزب الله بعد تأسيسه في عام 1982، خلال الحرب الأهلية في لبنان.
و على الرغم من النفوذ الذي يمتلكه، يعيش نصرالله بشكلٍ كبير في الخفاء خوفاً من اغتيال إسرائيلي.

• صعود نصرالله إلى السلطة:
ولد نصرالله في عام 1960 في عائلة شيعية فقيرة في ضاحية شمال بيروت المعدمة، ثم نزح إلى جنوب لبنان. درس اللاهوت وانضم إلى حركة أمل، وهي منظمة سياسية وشبه عسكرية شيعية، قبل أن يصبح أحد مؤسسي حزب الله.
و تأسس حزب الله من قبل أعضاء الحرس الثوري الإيرانيين الذين وصلوا إلى لبنان في صيف عام 1982 لمواجهة القوات الإسرائيلية الغزاة. و كانت هذه الجماعة الأولى التي دعمتها إيران واستخدمتها كوسيلة لتصدير نمطها من الإسلام السياسي.
و بنى نصرالله قاعدة سلطته مع تضمين حزب الله ضمن مجموعة من الفصائل والحكومات المدعومة من إيران تعرف بمحور المقاومة.
و بعد يومين من مقتل زعيمه، البالغ من العمر 39 عامًا، السيد (عباس موسوي)، في هجوم بمروحية إسرائيلية في جنوب لبنان، اختار حزب الله نصرالله كأمين عام له في فبراير/ شباط 1992.
و بعد خمس سنوات، قامت الولايات المتحدة بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية.
تحت قيادة نصرالله، نُسب إلى حزب الله الدور الرئيسي في الحرب التي أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، بعد احتلال دام 18 عامًا. وقد قتل ابن نصرالله الأكبر، هادي، في عام 1997 خلال مواجهة مع القوات الإسرائيلية.
و بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، ارتفعت شهرة نصرالله لتصبح رمزية داخل لبنان وفي جميع أنحاء العالم العربي. و كانت رسائله تُبث عبر إذاعة حزب الله الخاصة وقناة التلفزيون الفضائية.
و رُسخت هذه الشهرة بشكل أكبر عندما خاض حزب الله حربًا مع إسرائيل ووصل إلى نقطة متعادلة خلال الحرب التي استمرت 34 يومًا في عام 2006.
و عندما اندلعت حرب سوريا الأهلية في عام 2011، تدخل مقاتلو حزب الله بسرعة، موقفين إلى جانب قوات الأسد،  على الرغم من تراجع شعبية حزب الله حيث نبذ العالم العربي الأسد.

• انضمام حزب الله إلى حرب إسرائيل وحماس:
في اليوم التالي لبدء حرب إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بدأ حزب الله بشنِّ هجماتٍ على المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود، معتبرًا ذلك "جبهة احتياطية" لقطاع غزة.
و في خطاباته خلال الصراع، أكد أن الضربات العابرة للحدود التي نفذها حزب الله قد جذبت قوات إسرائيلية كان ينبغي أن تكون مركزة على حماس في غزة وأصر على أن حزب الله لن يتوقف عن هجماته على إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
و بقي نصرالله على نبرة التحدي، حتى مع ارتفاع التوتر بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة مع إسرائيل التي أعلنت مرحلة جديدة في الصراع تهدف إلى دفع حزب الله إلى الوراء عن الحدود للسماح لآلاف النازحين من شمال إسرائيل بالعودة.
و شنّت إسرائيل ضربات أسفرت عن مقتل قادة عسكريين بارزين في الجماعة ونُسب لها انفجار الآلاف من أجهزة الاتصال، تستخدم في الغالب من قبل أعضاء حزب الله، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة الآلاف.