بثت قناة عدن المستقلة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تحقيقًا مصورًا مع أحد عناصر خلية تجسسية تعمل لصالح الحوثيين في مدينة عدن، المعلنة عاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وكشف التحقيق عن تورط "عبده محمد أحمد البعداني"، من إدارة أمن محافظة ذمار، شمالي البلاد، في العمل مع خلية تابعة لرئيس الاستخبارات العسكرية للحوثيين، اللواء عبدالله يحيى المعروف بـ"أبي علي الحاكم"، بقيادة مدير مكتبه "أبو عماد".
وتم القبض على البعداني أثناء وجوده في شقته المستأجرة بمديرية خور مكسر، قرب المطار الدولي، شرقي عدن، بسبب تورطه في نقل معلومات مباشرة إلى مكتب الاستخبارات العسكرية بصنعاء.
وأوضح البعداني في اعترافاته أنه كان يعمل ككاتب مرتبات في إدارة أمن ذمار، قبل انتقاله إلى عدن في 2018، حيث تعاون مع الحكومة المعترف بها دوليًا في ضم الأفراد والضباط الوافدين من المحافظات الشمالية، والذين وصل عددهم إلى 480 شخصًا.
وكشف أن عملية استقطابه للعمل مع الاستخبارات الحوثية بدأت عن طريق اتصال من شخص يُدعى "أبو سيف القادري"، الذي يعمل في الأمن السياسي بذمار، حيث التقى بقيادات حوثية قبيل تكليفه بمهمة التجسس لصالح مكتب أبي علي الحاكم.
وأضاف أن مهمته الأساسية كانت مراقبة مطار عدن وتحركات القيادات الحكومية، بما في ذلك رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس الوزراء السابق معين عبدالملك، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
وأشار البعداني إلى نقله معلومات حساسة من داخل وزارة الداخلية في عدن لصالح الحوثيين، منها كشوفات تتعلق بالترقيات في الوزارة، والتي تمكن من إرسال بعضها إلى صنعاء.
كما تحدث عن كاميرا مخفية داخل جهاز mp3 مزودة بشريحة تحكّم عن بعد عبر الإنترنت، قال إنها ثُبتت في عمارة "باعبيد" المطلة على مطار عدن.
وكشف ضمن اعترافاته عن تورط الحوثيين في استهداف المطار الدولي بقصف صاروخي أثناء وصول رئيس وأعضاء الحكومة السابقة، ديسمبر/كانون الأول 2020، عبر عنصر آخر في الخلية كان يعمل قبله في العمارة السكنية ذاتها قرب المرفأ الحساس.
وتضمن التحقيق تسجيلات صوتية تُظهر محادثات مع مدير مكتب الاستخبارات العسكرية في صنعاء المدعو "أبو عماد" (دون الكشف عن اسمه الحقيقي)، أشاد هذا الأخير في إحداها بعمل البعداني، معتبرًا إياه "أكثر أهمية من القتال في الجبهة"، لما أتاحه لهم من معلومات حيوية حول التحركات المهمة داخل المدينة الجنوبية.