إنڤرتو: أزمة البحر الأحمر تجبر التجار على إعادة التفكير في مبيعات عيد الميلاد
يمن فيوتشر - Supply Chain Digital - ترجمة ناهد: الثلاثاء, 10 سبتمبر, 2024 - 05:52 مساءً
إنڤرتو: أزمة البحر الأحمر تجبر التجار على إعادة التفكير في مبيعات عيد الميلاد

تجبر الأزمة المستمرة في البحر الأحمر التجار على تسريع عمليات التخزين استعدادًا لفترة التداول المزدحمة بمناسبة عيد الميلاد.
هذا ما ذكرته إنڤرتو، الذراع المتخصصة في إدارة سلسلة التوريد التابعة لمجموعة بوسطن للاستشارات الاستراتيجية، التي تقول إن الشركات في المملكة المتحدة من بين الذين يجب عليهم ضمان مستويات تخزين كافية ومبكرة اكثر من المعتاد.
وبالفعل، اضطرت صناعة الشحن إلى بذل جهودٍ كبيرة طوال فترة الهدوء التقليدي في الصيف لنقل البضائع من الصين وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا إلى المملكة المتحدة وأوروبا.
ولكن تُجار التجزئة قلقين من أن فترة الذروة التقليدية قبل عيد الميلاد قد تتعرض للتعطيل حيث تحاول شركات الشحن تخفيف تأثير اضطرابات البحر الأحمر.
و يوضح (باتريك ليبيرهوف)، المدير الرئيسي في إنڤرتو: "لا تزال سلاسل التوريد هشة للغاية، و تأثير اضطرابات البحر الأحمر المطولة تتسبب في تأثيراتٍ غير مباشرة عبر سلاسل التوريد."
و عادةً، يعتبر الصيف وقتًا هادئًا لصناعة الشحن والتخزين. ومع ذلك، وحتى في الوقت الحالي، تعج صناعة الشحن بالنشاط، حيث يتم تقديم عملية تعقيدية لتزويد المتاجر بالسلع لفترة عيد الميلاد الرئيسية مبكرًا بشهرين.
و أضاف باتريك: "و قد أدى هذا إلى الضغط على التجار أنفسهم بينما يقومون بتلقي المزيد من البضائع مبكرًا، والتي قد لا يكون لديهم مساحة مستودعية لها. لذا سيحتاجون إلى البحث عن مساحة تخزين احتياطية مؤقتة، والتي يمكن أن تكون مكلفة للغاية."

• تقلب الأسعار يزيد من مشاكل التجار:
بينما كان من المعتاد على التجار أن يتوقعوا استلام البضائع لفترة عيد الميلاد بعد سبتمبر/ أيلول، كانت الطلبات هذا العام مرتفعة منذ يوليو/ تموز، مما يضع ضغطًا على الموردين لتنفيذ الطلبات المتفق عليها مسبقًا بشهور.
و هناك أيضًا شعور متزايد بحالة من الطوارئ بين التجار نظرًا لتقلب أسعار الشحن.
فقد أدت هجمات الحوثيين على سفن الشحن خلال الـ 10 أشهر الماضية إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن، حيث ارتفع مؤشر دروري العالمي لحاويات الشحن بنسبة 270% منذ بداية أزمة الشرق الأوسط الأوسع نطاقًا من 1389.5 دولار أمريكي (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) إلى 5182 دولار أمريكي (29 أغسطس/ آب 2024).
و قد تحدث ذروات أخرى، حيث يتوقع محللو إنڤرتو أن الطلب على الشحن سيظل مرتفعًا على الأقل حتى فبراير/ شباط 2025 (بعد احتفال رأس السنة الصينية).
و قد تؤدي النزاعات العمالية المحتملة على سواحل شرق الولايات المتحدة وخليج الولايات المتحدة إلى تعطيل سلاسل التوريد وزيادة أسعار الشحن.
و يضيف باتريك: "بينما انخفضت أسعار النقل بعض الشيء خلال الأسابيع القليلة الماضية، لا يمكن للشركات الانتظار لمزيد من التخفيف. فليس لديهم سوى خيار تسريع  الإنتاج وشحن سلعهم، مما يتطلب ذلك علاقات قوية مع الموردين وشركات الشحن."


•كيف يجب على الشركات الاستجابة لارتفاع الأسعار؟
طريقة واحدة توصي بها إنفرتو للشركات للتعامل مع هذه الظروف الصعبة في مجال الشحن هي الانخراط في اتفاقيات مساحة الكتلة، حيث يتفاوض التجار وشركات الشحن على سعر لحجم/وزن معين من البضائع في المستقبل.
و يمكن أن تساعدهم هذه الاتفاقيات في تأمين بعض اليقين بشأن التكلفة وضمان قدرة الشحن، مما يعمل على التحوط الفعّال لسعرهم.
كما يشير باتريك إلى أن اتفاقيات مساحة الكتلة يمكن أن تؤدي إلى توفيراتٍ على سعر النقل الحالي على طرق الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا، مع إمكانية توفيرات أكبر حتى على طرق عبر المحيط الأطلسي.
و يواصل القول: "كثير من التجار استجابوا لهذه التحديات في مجال الشحن من خلال دخولهم في اتفاقيات مساحة الكتلة. عيد الميلاد فترة تجارية حاسمة بالنسبة للتجار، لذا من الضروري التأكد من توافر المخزون والتكاليف المسبقة."


توصيات إنڤرتو الأخرى للتجار تشمل:
• إنشاء فريق عمل لوجستي لتحسين التكاليف من خلال مراقبة أسعار الشحن وأوقات التسليم.
• تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي لتحديد طرق الشحن الأمثل استنادًا إلى الظروف الفعلية وتقلبات الأسعار.
• تقييم العلاقات بين الموردين والمشتريات، بهدف استكشاف خيارات القرب من مواقع التصنيع لجعل سلاسل التوريد أكثر مرونة تجاه مخاطر سلاسل التوريد المستقبلية.
و مع استمرار التوتر في الشرق الأوسط، حان الوقت المناسب للتجار لوضع خطط طويلة المدى لحماية سلاسل التوريد الهشة لديهم من الانقطاع.


التعليقات