قال المبعوث الأميركي لليمن، تيم ليندركينج، إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر "عطلت خارطة الطريق التي عملوا بأنفسهم من أجلها"، على صلة بتبعات الحرب في غزة.
وأبدى ليندركينج، في مقابلة مع قناة "الحدث" السعودية، قلق بلاده من التقارير التي تشير إلى دعم روسيا لجماعة الحوثيين، بهدف تكثيف الهجمات في الممرات المائية وخطوط الملاحة، إلا أنه أكد اتفاق واشنطن مع موسكو وبكين على ضرورة الحل السلمي للصراع اليمني.
وفيما أعرب عن ثقته في الجهود الإقليمية لإنهاء الصراع، أشار إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات جادة مع الصين للتهدئة في اليمن، مؤكدًا التزام بلاده بتحقيق تقدم ملموس واستغلال كافة الفرص الممكنة لتهدئة الأوضاع.
وأعرب المبعوث الأمريكي عن قلقه من الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية والمدنية في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرًا إلى أنها تمثل انتهاكًا للمعايير الدولية.
وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها هذه الهجمات، استبعد خسارة الولايات المتحدة لمعركة البحر الأحمر، كونها "مشكلة مؤقتة"، حد تعبيره، كما شدد على ضرورة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب، معتبرًا تأخر القرار إضعافًا للجهود الدولية في وقف التهديدات.
ورغم تقليله من تأثير الهجمات الحوثية على الاقتصاد الأميركي، لفت ليندركينج إلى أن الصين هي الأكثر تضررًا من تلك الهجمات، كما أشار إلى المعاناة المصرية من انخفاض كبير في إيرادات قناة السويس التي تراجعت إلى النصف.
وأضاف أن تلك الهجمات تعمق الأزمة الإنسانية في البلد العربي الأفقر، وتعرقل وصول المساعدات لدول أخرى مثل السودان، إلى جانب ما تلحقه بإثيوبيا وجيبوتي.
وأكد مبعوث البيت الأبيض أن جهود الإدارة الأمريكية تركز حاليًا على تقليص القدرات العسكرية للحوثيين التي شهدت تراجعًا مؤخرًا، لكنه شدد على ضرورة وقف إمدادات الأسلحة الإيرانية للحوثيين، مشيرًا إلى أن طهران هي اللاعب الرئيسي الذي يمكنه الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم في البحر الأحمر.
ووصف ليندركينج هجوم المتمردين اليمنيين على الناقلة "سونيون" بالكارثة البيئية المحتملة، حيث يمكن أن يتسبب تسرب نفطي ضخم في اليمن أكبر بأربعة أضعاف من تسرب "إكسون فالديز"، الذي شهده المحيط الهادي، نهاية ثمانينيات القرن الماضي، غربي الولايات المتحدة، داعيًا الحوثيين إلى الامتناع عن استهداف الناقلة ومهمة إنقاذها.
وحث الحوثيين، في ختام حديثه، على ما أسماه "التخلي عن المكاسب الشخصية"، والإفراج عن أكثر من 100 من موظفي الإغاثة المختطفين، إلى جانب الكف عن تعقيد الأزمة الإنسانية في البلد الرازح تحت وطأة النزاع للعام العاشر على التوالي.