صعد الحوثيون استهدافهم ناقلات النفط في البحر الأحمر، في أفعال ليست معولة عن نمط التأثير على اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وهاجموا، في 2 سبتمبر/أيلول، ناقلات النفط السعودية المملوكة للسفن "أمجاد" و"بلو لاجون 1" ومقرهما في اليونان، ما يؤكد نيتهم عرقلة الشحن في طريق استراتيجي لإمدادات النفط العالمية.
وفقًا لـ (ماجد المذحجي)، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، تهدف الهجمات إلى جذب الانتباه الدولي وتأثير القرارات السياسية العالمية.
وتكشف المشاركة الإيرانية، بدعم ضمني لهذه الأفعال، عن بعد أوسع في جغرافيا سياسية الطاقة.
وطهران، التي تسعى للحفاظ على أسعار النفط المرتفعة، تستخدم هذه التوترات لتعزيز موقفها في مواجهة العقوبات الدولية ولمحاولة التفاوض مع واشنطن مجددًا.
وتشير (بريندا شافير) من مدرسة ما بعد الدراسات العسكرية البحرية الأمريكية، إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تمنع مزيدًا من الإجراءات المباشرة ضد بنية النفط الإيرانية، طالما بقيت تقلبات أسعار النفط مواتية لمصالح طهران.
• الاستجابة العسكرية وتأثيرها على سلامة الملاحة البحرية:
كانت استجابة الولايات المتحدة لهذه الهجمات فورية، حيث دُمّرت عدة أنظمة صواريخ في مناطق سيطرتهم في اليمن، بهدف حماية حركة السفن في منطقة حيوية لتجارة الطاقة العالمية.
ومع ذلك، فإن عدم وجود سياسة واضحة ومترابطة للولايات المتحدة في اليمن، كما يشير المذحجي، يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
وتحديد الموقف الأمريكي، الذي يحفزه اعتبارات جيوسياسية واسعة النطاق، بما في ذلك المفاوضات النووية مع إيران، يحد من فعالية الإجراءات العسكرية الفردية ضد الحوثيين.
وتسبب الضرر في السفن مثل إن ڤي دلتا سونيون، التي تعرضت للاشتعال بعد هجوم، والسفينة أمجاد، التي كانت تحمل ما يقرب من مليوني برميل من النفط، في زيادة المخاوف بشأن سلامة طرق الشحن.
وتشمل هذه الأحداث زيادة المخاطر المترتبة عن اضطراب تدفقات إمدادات النفط الخام، ما يمكن أن يؤثر على الأسعار في الأسواق العالمية.
وتوضح عمليات الإنقاذ المتواصلة، التي تشمل قوات دولية، التحدي الذي تمثله هذه الهجمات على استقرار المنطقة.
• التأثير على أسواق الطاقة والتوجه الإقليمي:
تلقي الهجمات الحوثية تأثيرًا مباشرًا على أسواق النفط، ما يخلق شكوكًا حول أمان الإمدادات.
ويحافظ المستثمرون على متابعة دقيقة لهذه التطورات، حيث يمكن أن يؤثر أي اضطراب مطول على أسعار النفط الخام.
ويظهر الوضع أيضًا كيف أصبحت اليمن ميدانًا للصراع بالوكالة، حيث يمارس عديد اللاعبين الإقليميين والدوليين تأثيرهم، وهو ما يعقد أكثر فأكثر إدارة أمان الطاقة وصياغة سياسات مترابطة من قبل الدول المعنية، فيما لا يزال التوجه الإقليمي المتوسط المدى للمنطقة غير مؤكد.
كما يعتبر التعاون الدولي أمر حاسم في حال لم تتصاعد التوترات.
ومع ذلك، طالما رأى اللاعبون الإقليميون هذه الهجمات كوسيلة لممارسة الضغط السياسي، سيستمر البحر الأحمر في تمثيل خطر على الشحن والإمدادات العالمية للطاقة.
ويبدو أن النهج الموحد، الذي يشمل جميع أصحاب المصلحة، ضروري لإدارة الديناميكيات المعقدة المتداولة وللحد من الآثار على أسواق النفط العالمية.