في 3 أغسطس/ آب، اقتحم الحوثيون مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء واستولوا على ممتلكاته، بعدما اختطفوا منذ مايو/أيار، أكثر من 72 شخصًا من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، وسط أزمات إنسانية خطيرة تعيشها البلد، فيما قال المفوض السامي "وفولكر تورك"، إن الحوثيين "استولوا على الوثائق والممتلكات بالقوة".
وبقي المكتب تحت "احتلال" الحوثيين، على الرغم من الدعوات التي وجهتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان وغيرها للجماعة الدينية بمغادرة المبنى وإعادة كل الأصول المسروقة.
وفي بيانه، 13 أغسطس/ آب، وصف تورك احتلال مكتب وكالته بأنه "هجوم خطير على قدرة الأمم المتحدة على أداء ولايتها، بما في ذلك ما يتعلق بتعزيز وحماية حقوق الإنسان".
وقالت منظمة هيومن راتيس ووتش: "على الحوثيين أن يخلوا فورًا مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وأن يفرجوا دون قيد أو شرط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وأن يعيدوا جميع الأصول والممتلكات".
ومنذ 31 مايو/أيار، قامت الجماعة المسلحة التي تسيطر على جزءٍ كبير من اليمن، باعتقال موظفين من مختلف وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية.
وأضافت المنظمة الدولية، المعنية بحقوق الإنسان، "بصفتهم سلطة فعلية في اليمن"، في إشارة للحوثيين، "ينبغي عليهم أيضًا أن ينفذوا التزاماتهم بالكامل بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وأن يوفروا الخدمات التي تنقذ الأرواح للأشخاص الذين يعيشون في المناطق تحت سيطرتهم".
ونظرًا لعدم كشف الحوثيين عن مكان تلك الاعتقالات التعسفية، صنفتها هيومن رايتس ووتش على أنها إخفاءات قسرية.
وقال عامل في المجتمع المدني، يتتبع الاعتقالات، إنه حتى السابع من يوليو/تموز الماضي، كان الحوثيون قد اعتقلوا أكثر من 72 شخصًا.
ومن بين المعتقلين لا يزال 13 موظفًا تابعين للأمم المتحدة، بمن فيهم 6 موظفين من مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
ومنذ 2021، احتجز الحوثيون أيضًا بطريقة تعسفية موظفَين آخرين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان وعددًا من الموظفين السابقين في السفارة الأمريكية في صنعاء، لا يزالون قيد الاحتجاز حتى الآن.
وتأتي حملة القمع التي يشنّها الحوثيون على وكالات الأمم المتحدة ومكاتب المجتمع المدني، في وقتٍ تحتاج فيه اليمن بشدة إلى المساعدات الإنسانية، في خضم أزمات مدمرة.
ويفتقر أكثر من نصف سكان اليمن إلى وصول كافٍ إلى الغذاء والمياه، حيث تسببت عرقلة الحوثيين للمساعدات أيضًا في تفاقم تفشي وباء الكوليرا، الذي أدى إلى وقوع ما لا يقل عن 95 ألف حالة مشتبه في إصابتها ووفاة ما لا يقل عن 258 شخصًا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وإلى ذلك، أسفرت الفيضانات الأخيرة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عن مقتل العشرات من الأشخاص، وإصابة مئات آخرين، وتدمير منازل وبنية تحتية، ونزوح آلاف الأشخاص.