يبحث مجلس الأمن الدولي (UNSC)، الخميس، مستجدات جهود إحياء الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق لعملية السلام في اليمن، والتي لا تزال مجمدة منذ عدة أشهر في ظل استمرار هجمات الحوثيين على ممرات الملاحة الدولية، وتداعيات التوترات الإقليمية على البلاد.
ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك (الخامسة عصراً بتوقيت اليمن)، بجلسة إحاطة مفتوحة، تليها مشاورات مغلقة، لبحث التطورات الأخيرة في اليمن، بما فيها الجهود القائمة على تشجيع الأطراف لتنفيذ التدابير التي تم الاتفاق عليها لخفض حدة التصعيد الاقتصادي، وإمكانية استخدام زخم هذه العملية لإعادة التركيز على عملية سياسية أوسع.
وسيقدم كل من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، ومديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ ليزا دوتن، إحاطتين حول مستجدات الوضع السياسي والعسكري والإنساني في البلاد، فيما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، اللواء مايكل بيري؛ في جلسة المشاورات المغلقة، تقرير موجز حول عمل البعثة.
ومن المتوقع أن يتناول المبعوث الأممي في إحاطته، آخر التطورات في جهود الوساطة التي يقوم بها من إجل دفع الأطراف إلى التعاطي الإيجابي مع المقترحات الأخيرة التي تضمنتها تدابير خفض التصعيد الاقتصادي، ومنها عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية على أساس خارطة الطريق الأممية للعملية السياسية اليمنية، إضافة إلى التأثيرات السلبية لتداعيات التصعيد الإقليمي على جهود السلام في اليمن والتي كانت في المتناول قبل اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فيما، من المقرر أن تركز مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ ليزا دوتن، في إحاطتها، على استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، في ظل أزمة نقص التمويل الحاد، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وكارثة الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة التي ضربت عدة محافظات يمنية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، وأضراراً فادحة بأكثر من 34 ألف أسرة، معظمها نازحة، ودمار واسع النطاق للبنية التحتية الأساسية والمنازل، مما يزيد حجم التحديات ونقاط الضعف القائمة، ويؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المعرضين للخطر بالفعل.
وسيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة؛ مايكل بيري، خلال المشاورات المغلقة، تقريراً موجزاً حول مهام البعثة في ضمان التزام أطراف الصراع بوقف إطلاق النار في المحافظة الساحلية والحفاظ على مدنية موانئها وخلوها من المظاهر المسلحة، إضافة إلى استمرار مخاطر المتفجرات من مخلفات الحرب التي تواصل حصد أرواح المزيد من المدنيين في المحافظة.
ومن المتوقع أن تتركز المشاورات المغلقة على عدد من القضايا الهامة، منها جهود السلام المتعثرة، واستمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وقضية نظام العقوبات، في أعقاب ورود تقارير "تفيد بأن عشرات السفن الإيرانية دخلت إلى ميناء الحديدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 دون إبلاغ آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة، التي تمنحها الإذن بالذهاب إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون لضمان الامتثال لحظر الأسلحة المفروض على الجماعة".
كما أن قضية أوضاع حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، ستظل إحدى القضايا الرئيسية التي سيتناولها المجلس في اجتماع اليوم، بما فيها التصعيد الأخير المتمثل باقتحام الجماعة مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ونهب محتوياته من الأثاث والوثائق، في الوقت الذي لا تزال تحتجز فيه عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية منذ أكثر من شهرين.