واشنطن: الولايات المتحدة تُفكر برفع تصنيف الحوثيين على قدم المساواة مع تنظيم القاعدة
يمن فيوتشر - ABC New- ترجمة: ناهد عبدالعليم الاربعاء, 24 يوليو, 2024 - 03:38 مساءً
واشنطن: الولايات المتحدة تُفكر برفع تصنيف الحوثيين على قدم المساواة مع تنظيم القاعدة

تبادل الحوثيون وإسرائيل القصف لأول مرة، ما زاد من التوتر بعد تسعةِ أشهر من اندلاع الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر من قِبل الجماعة المتمردة، في الممر المائي الذي تحميه البحرية الأمريكية بدوريات منذ بدء الحرب في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة اليمنية أن الضربة التي شنتها إسرائيل على ميناء الحديدة في اليمن، السبت، أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة 87 شخصًا في هجومٍ بطائرة حربية على بعد أكثر من ألف ميل من تل أبيب.
وتقول إسرائيل إن الضربة كانت ردًا على هجومٍ بطائرة مُسيّرة حوثية يوم الجمعة أسفر عن مقتل شخص واحد في تل أبيب. 
ويعتبر تبادل إطلاق النار الأول من نوعه في النزاع الذي يشهده البحر الأحمر، حيث أدت هجمات الحوثيين إلى إغلاق ميناءٍ إسرائيلي لكنها لم تستهدف أراضيها.
وتشارك البحرية الأمريكية في اشتباكاتٍ مسلحة ضد الحوثيين منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث استهدفت مواقع إطلاق وأسقطت طائرات مُسيّرة وصواريخ باليستية. 
وتُشير تقديرات تقارير القيادة الوسطى الأمريكية إلى أن البحرية الأمريكية دمرت 14 من هذه الصواريخ وقرابة 60 طائرة مُسيّرة أطلقها الحوثيون خلال شهر يونيو/حزيران وحده، ما جعل هذا الصراع البحري أطول صراع بحري للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي يناير/ كانون الثاني، قامت الولايات المتحدة بتصنيف الحوثيين كمجموعةٍ إرهابية عالمية، وزادت من ضمانات الأمان على البحر الأحمر -حيث ضربت هجمات الحوثيين السفن التي تحمل علم دول مختلفة- وزادت الضغط على الجماعة المتمردة لوقف إطلاق النار.
وفي مقابلة مع شبكة ABC News قبل سلسلة الهجمات خلال نهاية الأسبوع، قال المبعوث الأمريكي الخاص وكبير الدبلوماسيين إلى اليمن (تيم ليندركينغ)، إن تصنيفًا رسميًا أشد للحوثيين يُعتبر تحت النظر بشكل كبير.
وأضاف، "هناك مزيد الأحاديث الآن حول التصنيف تحت (المنظمة الإرهابية الأجنبية)، والذي نعتقد أنه سيكون له بعض التنازلات في قدرتنا على دعم النشاط الإنساني والتجاري في اليمن".
ويمكن أن يجعل تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية من قبل وزارة الخارجية، الذي سيضع الحوثيين على قدم المساواة مع الجماعات المتشددة مثل تنظيم القاعدة وحماس، من الصعب على المجموعات الإنسانية الدولية العمل داخل اليمن من خلال الحاجة إلى ترخيص للتفاعل مع الحوثيين، الذين يسيطرون على موانئ رئيسية بما في ذلك الحديدة والعاصمة صنعاء.
وأشار ليندركينغ إلى "أن الحوثيين الذين يقودون هذا الحديث ويجعلون هذه الخيارات على الطاولة والتي اعتقدنا جميعًا، قبل أشهر، عندما دخل جو بايدن إلى المنصب للمرة الأولى، أنها ليست الطريقة الصحيحة للسير بها، لكن عندما يتصرف الحوثيون بوضوح كمنظمة إرهابية، فإنهم يضعون هذه الأسئلة في المقدمة."
ويبدو 24 مليون شخص من الشعب اليمني، يشكلون 80٪ من السكان، في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، مع 4.5 مليون نازح داخليًا. ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، يعاني 20 مليون شخص من نقص التأمين الغذائي.
وقالت نائبة رئيس الوفد للصليب الأحمر الدولي في اليمن (فريا رادي)، لشبكة ABC News إن التصنيف الإرهابي الأولي في يناير/كانون الثاني بشأن الحوثيين لم يكُن له "تأثير ملموس" على عمل المنظمة الإنسانية. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحالة ستظل كما هي في الأشهر القادمة، حيث تسبب التصعيد المستمر في البحر الأحمر بتأخير استيراد المساعدات الخاصة بالصليب الأحمر الدولي إلى اليمن، حسبما أوضحت رادي.
وأضافت، "اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقة بشأن أي إجراءات إضافية قد يكون لها تأثيراتٍ سلبية على السكان المتأثرين وتوفير المساعدة الإنسانية النزيهة"، مشيرة إلى أن 90٪ من الغذاء في اليمن يتم استيراده وأن "تدابير مكافحة الإرهاب قد تخلق عبء إداري ولوجستي إضافي، فيما لا يمكن للمنظمات الإنسانية أن تحل محل النظام التجاري للاستيراد".
وتقول إسرائيل إنها تصرفت بمفردها في هجومها يوم السبت ضد الحوثيين، الذين تعتبرهم جزءًا من "محور الشر" الإيراني، إذ اتصل وزير الدفاع الإسرائيلي بوزير الدفاع الأمريكي (لويد أوستن) قبل الهجوم لإبلاغه، لكن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت مرارًا أن الولايات المتحدة لم تكن لها أي دور في الضربات الإسرائيلية.
وفي يناير/كانون الثاني، اعترضت الولايات المتحدة شحنات أسلحة قالت إنها كانت موجهة للحوثيين من إيران، التي انتخبت للتو رئيسًا جديدًا، وفرضت عقوبات على شبكات الحوثيين المالية، لكن ليس واضحًا ما إذا كان الحوثيون يتلقون توجيهات من طهران أو أحيانًا يتصرفون خارج إرشادات أو توصيات إيران، وفقًا لما قاله ليندركينغ.
وقال ليندركينغ عن الرئيس الإيراني الجديد (مسعود بزشكيان): "لم نرَ أي تغيير من القيادة الجديدة في إيران حتى الآن في أي جانب، لكن بالتأكيد ليس فيما يتعلق بالصراع في اليمن، حيث هناك التزام قوي من قبل الإيرانيين، أعتقد، بمواصلة دعم الحوثيين".
وأدانت القوى الإقليمية بما فيها إيران والسعودية وسلطنة عمان المجاورة -التي تعمل كوسيط في المحادثات بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا- الهجوم الجوي الإسرائيلي على الميناء الواقع على البحر الأحمر، غربي البلاد، والذي التهمته النيران على نطاق واسع.
وتهدد التوترات المستمرة في البحر الأحمر بشكل متزايد السلام الهش داخل حدود اليمن، حيث جمدت هدنة في أبريل/نيسان 2022 حربًا أهلية دامت ثماني سنوات بين الحوثيين والحكومة السابقة في صنعاء. 
وقال ليندركينغ إن الهدنة "ظلت قائمة بشكل كبير"، وإن "خارطة الطريق" بقيادة الأمم المتحدة في ديسمبر/تشرين الأول 2023 جلبت الحوثيين والحكومة المنفية إلى طاولة واحدة واتفقوا على مسار مستقبلي.
ومع ذلك، هناك "أسئلة جدية جدًا حول مدى التزامهم [الحوثيين] بعملية سلام في اليمن"، وفقًا للمبعوث الأمريكي الخاص.
وأضاف ليندركينع، "يبدو أنهم أكثر تفانيًا في تعزيز أوراق اعتمادهم كعضو في محور المقاومة [الإيراني]، وبناء علاقات مع منظمات إرهابية أخرى، وتعميق علاقاتهم مع إيران. ويبدو أن هذا كان تركيزهم بدلًا من الشعب اليمني، الذي هو بالضبط المكان الذي نرغب في رؤية تحسين الدعم المقدم له".

وقال الحوثيون إنهم سيوقفون إطلاق النار في البحر الأحمر، حال التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أكده الرئيس جو بايدن مرارًا أنه أولويته الرئيسية جنبًا إلى جنب مع إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. ويريد أن يستمر هذا العمل بكامل طاقته خلال الستة أشهر القادمة، وفقًا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر عن بايدن، يوم الاثنين.
كما قام الرئيس بتشكيل تحالف من عديد دول لحماية الملاحين والشحن التجاري في البحر الأحمر عندما بدأ الحوثيون في نشر الطائرات المُسيّرة والصواريخ.
وقال ليندركينغ إن الاتفاقية الدفاعية متعددة الأطراف، التي تشمل دولًا بعيدة مثل أستراليا وقريبة كالبحرين، يمكن تعزيزها.
"بالطبع، تبقى الخيارات للولايات المتحدة والحلفاء السبعة الذين يشاركون في هذا التحالف لإعادة النظر في ذلك"، كما قال.


التعليقات