ردًا على الهجوم بواسطة طائرة مُسيّرة استهدف كبرى المدن الإسرائيلية، وتبناه الحوثيون، نفذت الدولة العبرية للمرة الأولى في تاريخها ضربات جوية على الجغرافيا اليمنية، أصابت مستودعات للنفط والديزل في ميناء الحديدة الخاضع لسلطة الجماعة الدينية، غربي البلاد.
وأفادت وسيلة إعلام تابعة للحركة المدعومة إيرانيًا أن الضربات الجوية أصابت أيضًا شركة كهرباء محلية، فيما ذكرت قناة المسيرة التلفزيونية أن العملية غير المسبوقة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، دون تفاصيل، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، مشيرة إلى نشوب حريق هائل في الميناء المطل على البحر الأحمر، صاحبه انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وقال المتحدث باسم الحوثيين (محمد عبد السلام) إن اليمن تعرض لما سماه "عدوان إسرائيلي صارخ".
وأضاف في حسابه على منصة إكس، "أن الهجمات تهدف لزيادة معاناة الشعب والضغط على اليمن لكي يتوقف عن دعم غزة"، مشيرًا إلى أن "الهجمات ستزيد فقط من إصرار شعب اليمن وقواته المسلحة على دعم غزة".
وأفاد مسؤولو الصحة في اليمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين، لكنهم لم يدلوا بتفاصيل.
وقالت القوات الجوية الإسرائيلية في بيانٍ، السبت، إن طائرات حربية ضربت أهدافًا عسكرية للحوثيين في ميناء الحديدة، مشيرة إلى أن الضربات جاءت "ردًا على المئات من الهجمات التي نُفذت ضد دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة".
وأكد مسؤول أمريكي لشبكة سي بي إس نيوز أن إسرائيل نفذت الضربات الجوية في اليمن ردًا على الهجوم بواسطة طائرة مُسيّرة للحوثيين في تل أبيب، الجمعة، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن ثمانية آخرين، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تشترك في الضربات الجوية التي وقعت السبت.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف غالانت) إنهم ردوا على الهجمة الأخيرة التي قُتل فيها مواطن إسرائيلي للمرة الأولى جراء الهجوم القادم من اليمن، مشيرًا إلى عشرات الهجمات الأخرى التي تم اعتراضها.
وأضاف، "سنفعل ذلك في أي مكان قد يكون مطلوبًا. دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن. هذا أصبح واضحًا في لبنان وفي غزة وفي اليمن وفي أماكن أخرى، إذا قاموا بمهاجمتنا، فإن النتيجة ستكون متطابقة."
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، من جهته، إن الميناء الذي تعرض للهجوم ليس "ميناءً بريئًا"، وأنه تم استخدامه كـ"نقطة دخول للأسلحة القاتلة التي يزود بها إيران الحوثيين".
وأضاف، "لدي رسالة لأعداء إسرائيل: لا تفهمونا بشكل خاطئ، سنحمي أنفسنا بكل الطرق وعلى كل الجبهات. سيدفع أي شخص يؤذينا ثمنًا ثقيلًا جدًا عن اعتدائه".
وهزّ انفجار كبير وسط تل أبيب في ساعات مبكرة صباح الجمعة، أيقظ الإسرائيليين من أسرَّتِهم بهلع، جراء تحطم النوافذ وتساقط الشظايا، قبل أن يعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون، في وقت لاحق، أن الانفجار ناجم عن طائرة مسيرة أُطلقت من اليمن.
وأعلنت جماعة الحوثيين، التي تقاتل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حرب أهلية دامت عقدًا من الزمن، مسؤوليتها عن العملية، كما أكدت في رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تشكل "مرحلة جديدة" في عملياتها ضد إسرائيل؛ ردًا على الحرب المستمرة للإسرائيليين ضد حركة حماس، التي تعد حليفًا للحوثيين من الناحية العقائدية.
وأفاد الحوثيون أن الضربة استخدمت "طائرة مُسيّرة جديدة تسمى 'يافا'، تتمتع بقدرة على تجاوز أنظمة اعتراض العدو"، لكن مسؤولًا أمريكيًا قال لشبكة سي بي إس نيوز، الجمعة، مؤكدًا تحليل الجيش الإسرائيلي، إن المسيّرة "كانت إحدى طائرات الحوثيين الموجودة بالفعل، مع خزان وقود معدل لزيادة مداها".
ووقع الانفجار قرب القنصلية الأمريكية في تل أبيب، دون أن يتضح بعد ما إذا كانت القنصلية هي الهدف.
واستنادًا إلى مقاطع الڤيديو الموثقة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت شبكة سي بي إس نيوز أن الانفجار وقع على بُعد ما يقارب 200 ياردة من القنصلية الأمريكية في تل أبيب، فيما أكد مسؤول أمريكي للشبكة ذاتها أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أمريكية.
ومنذ يناير/ كانون الثاني، قامت القوات الأمريكية والبريطانية بضرب أهداف في اليمن، ردًا على هجمات الحوثيين على السفن التجارية، ردًا، كما يقولون، على أفعال إسرائيل في حرب غزة، ومع ذلك، فإن عديد السفن المستهدفة لم تكن مرتبطة بإسرائيل.
وحتى الآن، لم تتمكن الغارات المشتركة للقوات من ردع القوة المدعومة من إيران، والمصنفة من قبل الإدارة الأمريكية على لائحة الإرهاب.
وعادة، ما قام الحوثيون بإطلاق طائرات مُسيّرة وصواريخ على إسرائيل، اُعترضت بالكامل باستثناء الهجوم الأخير، إلى جانب استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر والمياه المحيطة طوال تسعة أشهر من الحرب، تضامنًا مع حماس.