أكد مسؤول عسكري إسرائيلي، الجمعة، أن مسيرة "كبيرة جداً" استخدمت في هجوم تل أبيب الذي أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بإصابات طفيفة، مشدداً على أن "خطأ بشرياً" وراء عدم اعتراض المسيرة.
وقال المسؤول للصحفيين إن "مسيرة كبيرة جداً يمكنها التحليق لمسافات طويلة" استخدمت في الهجوم، مشدداً على أنها "اصطدمت بمبنى سكني، ولم تكن مسيرة يمكن شراؤها" عبر الإنترنت.
وأوضح المسؤول العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المسيرة رُصدت لكن "خطأ بشرياً... تسبب في عدم تشغيل أنظمة الاعتراض والدفاع"، مضيفاً "لم يصدر أي إنذار في تل أبيب لأنه لم يتم تفعيله".
من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، برصد تلك المسيرة التي وقعت بالقرب من القنصلية الأمريكية ، قائلة "لم يتم اعتراضها لعدم تصنيفها هدفاً معادياً".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن الطائرة المسيرة التي انفجرت في مدينة تل أبيب في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أُطلقت من اليمن، مشيراً إلى أنها صناعة إيرانية، أدخلت عليها "تحسينات"، بحسب تعبيره.
وأضاف هاغاري بالقول، إن الجيش الإسرائيلي اعترض مُسيَّرة أخرى، حاولت التسلل من الحدود الشرقية، بالتوازي مع انفجار مُسيَّرة تل أبيب، مؤكدا أنه سيُجرى تقييم لـ "تحديد طبيعة الرد بشأن مهاجمة من يهدد أمن دولة إسرائيل"، على حد قوله.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "مسيرة استهدفت وسط تل أبيب في وقت مبكر من صباح الجمعة، وإن القوات الجوية زادت دورياتها الجوية من أجل حماية المجال الجوي الإسرائيلي".
وقالت الشرطة في بيان إن "قوات الشرطة وصلت إلى المكان وتُفتّش المنطقة بحثاً عن أجسام مشبوهة (...)، داعية "السكان إلى احترام تعليمات السلامة وعدم الاقتراب أو لمس حطام أو شظايا قد تحتوي على متفجّرات".
وأعلن رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي، الجمعة، رفع حالة التأهب بالمدينة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن حولدائي قوله إن "حالة التأهب في المدينة تتزايد".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنها "نجحت، خلال الساعات الـ24 الماضية، في تدمير صاروخين أرض جو وأربع طائرات من دون طيار وهي على الارض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأضافت أن هذه الأسلحة "تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة"، مؤكدةً أنه يتم "اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية محمية وأكثر أمناً".
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع قد أعلن صباح الجمعة، أن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية في تل أبيب بطائرة مسيرة جديدة اسمها "يافا"، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، مؤكداً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
وأضاف المتحدث في كلمة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين: "نعلن أن مدينة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهدف أساسي في مرمى أسلحتنا (...) وسنركز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".
وأشار يحيى سريع إلى أن الجماعة "تمتلك بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلة منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة وسنمضي في ضرب تلك الأهداف رداً على مجازر العدو وجرائمه اليومية في قطاع غزة".
وجدد أيضاً التأكيد أن عمليات الحوثيين "لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، قائلين إن هذه الاستهدافات تأتي "تضامناً مع قطاع غزة".
وفي إيران، أشاد إمام الجمعة في طهران بالهجوم بطائرة مسيرة على تل أبيب.
وقال محمد حسن أبو ترابي فرد في خطبة الجمعة التي أعقبها هتاف المصلين "الموت لإسرائيل"، إن "المسيّرة اليمنية الشبح الحديثة صنعها شباب يمني ذكي وموهوب وقادر ومتحمس".
وقال أبو ترابي إن المسيّرة ضربت هدفاً "بالقرب من السفارة الأمريكية" في تل أبيب.
ووصف الهجوم بأنه علامة أخرى على "انهيار الحكومة الإسرائيلية" و"الفوضى في جيشها" وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وغزة. كما تحدث حول "سوء أوضاع" الجنود الإسرائيليين في غزة.
وقد أظهرت مقاطع مصورة من موقع الانفجار تجمع إسرائيليين حول أحد المباني التي تناثر زجاجه جراء الانفجار.
وقال أحد سكان وسط تل أبيب لوكالة الأنباء الفرنسية إنه استيقظ على دويّ انفجار قوي، مضيفاً "كل شيء اهتزّ".
•" الخط الأحمر لإسرائيل تم اختراقه"
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن "الخط الأحمر لإسرائيل قد تم اختراقه"، مشيراً إلى أن "من يعمل على احتواء القصف على كريات شمونة وسديروت يتلقاه في تل أبيب"، بحسب قوله.
وتعليقاً على الهجوم، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن "انفجار المسيّرة دليل آخر على أن الحكومة لا تعرف ولا تستطيع توفير الأمن لمواطنيها"، وأضاف أن "من الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضا في قلب تل أبيب". كما جدد لابيد مطالبته برحيل الحكومة.
في حين قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إن "من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب أن لا يتفاجأ بتلقيها في تل أبيب".
•إسرائيل تعلن مقتل قائد ميداني بحزب الله
ويأتي الهجوم بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي مقتل قائد كبير في حزب الله جنوبي لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس عن مقتل حبيب معتوق القائد الميداني بوحدة الرضوان، إلى جانب قائد آخر مسؤول عن عمليات الوحدة في منطقة الحجر. وأضاف أن مقاتلين آخرين من وحدة الرضوان قُتلوا أيضا في الضربة.
وذكر مصدران أمنيان لوكالة رويترز أن معتوق قُتل في واحدة من عدة غارات استهدفت بلدتي صفد البطيخ والجميجمة الواقعتين على الحدود.
وأوضح المصدران أن حبيب معتوق الذي قتل في الغارة كان قد حل بديلا لقائد آخر في وحدة الرضوان، وهو علي أحمد حسين، الذي قُتل في ضربة إسرائيلية في أبريل/ نيسان الماضي.
وقال مدير مستشفى تبنين اللبناني الحكومي محمد حمادي لرويترز إن 18 جريحا وصلوا إلى المستشفى بعد الغارات.
وكان حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قد حذر في خطاب ألقاه يوم الأربعاء من أن الجماعة ستوسع نطاق هجماتها على إسرائيل إذا استهدفت المزيد من المدنيين.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، قالت حركة حماس إن قياديا بها قتل في ضربة إسرائيلية على البقاع الغربي بلبنان، كما قُتل عضو في حزب الله في غارة إسرائيلية على بلدة جبال البطم الجنوبية.
وأعلن حزب الله شن هجمات بعشرات الصواريخ والقذائف على إسرائيل على مدى يوم الخميس، بما في ذلك قاعدة فيلون في صفد الإسرائيلية للمرة الأولى.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار منذ أن أعلنت الجماعة تشكيل "جبهة إسناد" ودعم للفلسطينيين بعد وقت قصير من هجوم حماس على بلدات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تلاه من حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة على القطاع الفلسطيني منذ ذلك الحين.
وتشير إحصاءات رويترز إلى أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان تسبب في مقتل أكثر من 100 مدني وما يزيد على 300 من مقاتلي حزب الله، كما أدى إلى دمار في بلدات وقرى حدودية لبنانية لم تشهده المنطقة منذ حرب 2006.
وتزايدت المخاوف في الأسابيع القليلة الماضية بين المراقبين الدوليين من أن توسع إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان مما يهدد باندلاع حرب أوسع نطاقا.
وقالت إسرائيل إنها تقوم بالتحضيرات اللازمة لعملية أوسع لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.
وقال حزب الله إنه لا يريد الحرب مع إسرائيل لكنه مستعد لها.