قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الجمعة، منذ إطلاق العملية "أسبيدس" في شباط/ فبراير، "رافقت بنجاح أكثر من 170 سفينة تجارية ودمرت 19 طائرة مسيرة وصاروخًا أطلقها الحوثيون ضد أهداف مدنية"، مضيفًا أن هجمات الجماعة المدعومة من إيران، "اعتداء مباشر على مصالح الاتحاد الأوروبي".
وأضاف بوريل، في بيان أصدره خلال زيارة يجريها إلى لاريسا اليونانية حيث يقع مقر العملية الأوروبية "اسبيدس" في البحر الأحمر، إن الاتحاد سيواصل العمل للحد من قدرات الحوثيين، التي تفسد فرص السلام وتهدد المدنيين وتعرض الأمن البحري للخطر، مستدركًا أن المهمة رغم ذلك "لن تكون كافية"، و"علينا أن نعزز عملنا بالمساعي السياسية والدبلوماسية للمساعدة في خفض التصعيد، وبالوساطة، لدعم حل سلمي للنزاع في اليمن".
وأوضح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي أن الحوثيين يشنون "هجمات متزايدة التعقيد، وقد طوروا قدرات أكبر لمهاجمة سفننا التجارية، ويهددون الأمن البحري والتجارة الدولية، ويعرضون السلام والأمن الإقليميين للخطر".
وبالأرقام، قال ممثل الاتحاد الأوروبي إن إعادة توجيه حركة المرور البحري عبر رأس الرجاء الصالح تؤدي إلى إضافة 10 إلى 14 يومًا لكل رحلة، "وهذا يعني تكاليف أعلى، وتعني التكاليف الأعلى ارتفاع الأسعار، ويعني ارتفاع الأسعار مزيد التضخم، وارتفاع أسعار المواد المشحونة والتأمين"، مضيفًا، "الأمر مقلق للغاية، حيث تضاعفت تكلفة الحاوية من الصين إلى أوروبا مرتين، وانخفض عدد السفن التي تعبر قناة السويس يوميًا إلى النصف، ما يعني خسارة كبيرة لمصر وعديد المشاكل للاقتصاد العالمي".
وقال: "لهذه الهجمات أيضًا عواقب وخيمة على دول المنطقة... وكما هو الحال دائمًا، فإن أفقر الناس هم الأكثر تضررًا، وهذا ينطبق على اليمن... ما أدى إلى تراجع تدفق البضائع بشكل كبير، بنسبة 50% مقارنة مع السنة الماضية"، إلى جانب معاناة "السكان من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل ملحوظ".
وأكد أن "هذا هو سبب إطلاقنا عملية أسبيدس"، إذ "تتمثل مهمتها في حماية السفن التي تتعرض للهجوم ومرافقة السفن وتعزيز الوعي بالوضع البحري".
وأعاد بوريل التأكيد أن "العملية أسبيدس لها تفويض دفاعي بحت. نحن لا نشارك في أي عملية ضد الحوثيين على الأرض. تعمل سفننا للدفاع عن النفس وحماية السفن المستهدفة".
وقال إن "أسبيدس حظيت بدعم كبير منذ اليوم الأول. منذ بداية المهمة، نشرت ست دول أعضاء فرقاطات في المياه الدولية بالمنطقة، وساهمت 15 دولة عضوًا بأفراد يعملون بالمقر التشغيلي"؛ مستدركًا، "لكننا لا نتصرف بمفردنا، إذ تنسق عملية أسبيدس جهودها مع العملية الفرنسية أجينور [لمكافحة القرصنة البحرية]، ومع شركاء آخرين في المنطقة. ولدينا اتصالات منتظمة مع عملية ’حارس الازدهار’ التي تقودها الولايات المتحدة".
كما قال أيضًا إن "العملية أسبيدس مثال واضح على قدرة الاتحاد الأوروبي على العمل بشكل فعال كضامن للأمن البحري"، مشيرًا لذهابه إلى جيبوتي، "أتطلع لزيارة سفنكم صباح غد، لتشجيعها على مواصلة العمل لهذه الأغراض".