تقول مصادر أمنية بحرية إن الحوثيين في اليمن يقومون بإرسال قوارب مُسيّرة محملة بالمتفجرات إلى البحر الأحمر مع تصعيد هجماتهم على سفن التجارة التي تفتقر إلى دفاعات قوية ضد هذا التحول "المعقد" في التكتيك.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، قام الحوثيون المدعومون إيرانيًا، بتنفيذ أكثر من 70 هجومًا، أغرقوا خلاها سفينتين، واستولوا على ثالثة، كما قتلوا على الأقل ثلاثة بحارة، تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حد زعمهم.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت ما لا يقل عن ثلاث سفن لهجمات من قبل مركبات سطحية غير مأهولة (USVs)، أغرقت إحداها سفينة توتور.
وقال (ديمتريس مانياتيس)، الرئيس التنفيذي لشركة Maritime Risk Managers MARISKS: "تمثل هذه المركبات السطحية غير المأهولة المحملة بالمتفجرات تحولًا معقدًا في تكتيكات الحرب غير المتكافئة، مما يتيح للحوثيين الضرب بدقة وعلى مسافة، وبالتالي يقللون من تعرضهم للهجمات المضادة".
ووفقًا لمصادر الأمن البحري وتحليل رويترز، تم تنفيذ ما لا يقل عن ست ضربات دفاعية على مركبات سطحية غير مأهولة بواسطة سفن حربية تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ فبراير/شباط الماضي.
• هل تأثر الحوثيون بأوكرانيا؟
في 27 و30 يونيو/حزيران، استهدفت تكتيكات التجمع الهجومي للحوثيين سفينتين منفصلتين بما في ذلك طائرات الهجوم البحري المتعددة، وفقًا لوكالة الملاحة البحرية، العمليات التجارية البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO).
وقال (مونرو أندرسون)، رئيس العمليات في شركة Vessel Protect المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية والتأمين، التابعة لشركة Pen Underwriting: "تستهدف المركبات السطحية غير المأهولة السفن عند خط الماء، جنبًا إلى جنب مع حجم الرأس الحربي الكبير، إذ يمكن أن يتسبب ذلك في دخول كميات كبيرة من الماء ويؤدي إلى مشاكل وأضرار في التحكم".
ومن المرجح جدًا، نظرًا للنجاح الكبير الذي حققته تلك الأجهزة علنًا عند استخدامها من قبل القوات الأوكرانية في البحر الأسود، أن الحوثيين يسعون إلى استخدام تلك التكتيكات لتحقيق أهدافهم الخاصة.
ولم يرد المتحدث باسم الحوثيين على طلب للتعليق.
وفي تكتيك ناشئ آخر، تم تسجيل بعض المركبات السطحية غير المأهولة على أنها قد تحمل دمى تشبه القراصنة في تكتيك نفسي آخر يهدف إلى تشويش البحارة وإثارة البلبلة، وفقًا لمسؤول في شركة الأمن البحري اليونانية Diaplous.
وأضاف (ماريسكس مانياتيس): "في معظم الحالات، نفهم أن الحوثيين يستخدمون 'مراقبين' في البحر، الذين يسجلون غالبًا الهجوم من مسافة قريبة، وفي معظم العمليات (إن لم تكن جميعها) يقومون بتوجيه المركبة السطحية غير المأهولة عن بُعد نحو الهدف".
وذكرت مصادر في صناعة التأمين، تقديم مزيد الأقساط التأمينية لمخاطر الحرب، التي عادة ما تُدفع عند عبور السفن البحر الأحمر، بنسبة تصل إلى 0.7٪ من قيمة السفينة في الأيام الأخيرة مقارنة بحوالي 1٪ بداية هذا العام، ما يزيد من تكاليف إضافية بقيمة مئات آلاف الدولارات، فيما يمكن لتهديدات جديدة أن تدفع الأسعار إلى الارتفاع خلال الأسابيع القادمة.