اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة الحوثيين بالعمل على إفشال الحل السياسي في اليمن، عبر ممارسة العديد من التجاوزات كانتهاك قرار حظر دخول السلاح إلى البلاد، والهجمات البحرية المستمرة وحملة الاعتقالات ضد العاملين الإنسانيين.
وقال الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة؛ روبرت وود، في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن، الخميس في نيويورك: "إن التجاوزات التي تقوم بها جماعة الحوثيين توضح بجلاء أنهم الفاعل الرئيسي الذي يهدد الحل السياسي بين الأطراف اليمنية".
وأضاف وود أن حملة الاعتقالات التي نفذتها الجماعة مؤخراً وشملت ما لا يقل عن 50 موظفاً في وكالات الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء والشركات الخاصة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، تؤثر بشكل مباشر وسلبي على قدرة عمال الإغاثة على تقديم المساعدات الإنسانية، و"تزيد من التشكيك في التزام المتمردين الحوثيين بفعل ما هو في مصلحة الشعب اليمني؛ وتظهر تركيزهم على أهدافهم الأيديولوجية الخاصة".
وعبر الدبلوماسي الأمريكي عن إدانة بلاده الشديدة لحملة الاعتقالات، ونشر المعلومات المضللة بشأن الموظفين الأمريكيين الحاليين والسابقين المحتجزين من خلال الاعترافات المتلفزة القسرية والزائفة، في "ممارسات تشكل إهانة للمعايير الدولية، يسعون من خلالها صرف الانتباه عن فشلهم في تلبية احتياجات الشعب اليمني".
ودعا وود، جماعة الحوثيين إلى إطلاق سراح كافة الموظفين الإنسانيين والدبلوماسيين المحتجزين في سجونها، وقال: "نكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة؛ أنطونيو غوتيريش القوية والواضحة للإفراج عن هؤلاء المعتقلين على الفور، ونشعر بخيبة الأمل لأن هذا المجلس لم يتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذا الأمر".
وأكد الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية، ضرورة التزام الحوثيين بالقرار 2722 والتوقف فوراً عن هجماتهم "المتهورة" على السفن التجارية والتجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والممرات المائية المحيطة بها، نظراً للآثار السلبية المتزايدة لهذه الهجمات على السلام والأمن والتجارة العالمية، وإعاقة وصول المواد الغذائية والإمدادات الحيوية للفئات المحتاجة في البلاد.
وطالب وود، مجلس الأمن باتخاذ إجراءات جادة لوضع حد لانتهاكات إيران المستمرة و"الوقحة" لحظر الأسلحة، والتي قال إنها "تواصل دعم وتمكين هجمات الحوثيين بشكل مباشر في منطقة البحر الأحمر، وبالتالي لا ينبغي السماح لها بالاختباء خلف الحوثيين، وعليها الالتزام بالقرارات والتوقف عن تزويد الجماعة بالأسلحة".
وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أهمية دعم وتعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) وضمان توفير الدعم المالي لها للقيام بمهمها وعملها الحيوي، وقال "نحن نتطلع إلى إجراء محادثات مع أصحاب المصلحة حول كيفية تعزيز ولاية الآلية الأممية لضمان وصول السلع الأساسية، وليس الأسلحة إلى اليمن".
وجدد وود التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال: "ما زلنا نعتقد أن خريطة الطريق الأممية الشاملة تظل المسار الأفضل الذي نأمل أن يؤدي إلى نهاية دائمة للصراع تلبي الدعوات المجتمعية لتحقيق العدالة والمساءلة والتعويض عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف في اليمن".