قالت جماعة الحوثي، الاثنين، إن أجهزتها الأمنية ألقت القبض على "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، قامت بأدوارٍ تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية" في اليمن، بعد أيام من تنفيذهم حملة اختطافات غير مسبوقة طالت العشرات من الموظفين العاملين في المنظمات الدولية والوكالات الأممية.
وزعم البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء التابعة للجماعة، أن "عناصر الخلية التجسسية" مرتبطون "بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA"، التي زودتهم "بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة، تمكنهم من تنفيذِ أنشطتهم التجسسية والتخريبية في الجمهورية اليمنية، وتسهّل نقلهم للمعلومات إلى ضباط أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بشكل سري"،
واتهم البيان من أسماهم بـ"عناصر الشبكة التجسسية"، باستغلال "صفاتهم الوظيفية في السفارة الأمريكية"، مشيرًا إلى أنهم "بعد خروج السفارة الأمريكية من صنعاء مطلع العام 2015، استمروا بتنفيذ الأجندة التخريبية ذاتها تحت غطاء منظمات دولية وأممية".
وجاء في البيان أن "الخلية التجسسية"، "تختلف في طبيعة عملها ومستوى تأثيرها، عما تم كشفه من خلايا سابقة، فلم يكن عملها منحصرًا على التجسس في جانب معين، بل امتدت أعمالها التجسسية والتخريبية إلى أغلب نواحي الحياة"، في إشارة إلى الدراسات والتقارير البحثية التي هي من صميم عمل منظمات المجتمع المدني.
وأضاف أن من أبرز الأدوار "التجسسية والتخريبية" لهذه "الشبكة" جمع "معلومات هامة عن مختلف الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والزراعية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وزوّدت بها أجهزة المخابرات المعادية، ولم يقتصر تجسسها على مؤسسات الدولة، بل تعدى ذلك إلى المجتمع والمؤسسات غير الرسمية في البلد".
وأشار إلى أن "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، تمكنت لعقود من الزمن، من التأثير على صانعي القرار، واختراق سلطات الدولة، وتمرير القرارات والقوانين التي تخدم المصالح والأجندة الصهيونية الأمريكية"، مضيفًا أن "الشبكة عملت على استقطاب الكثير من الشخصيات، والتنسيق للزيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للتأثير عليهم أو إسقاطهم وتجنيدهم للعمل مع المخابرات الأمريكية".
وتابع، "جندت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بالمخابرات الأمريكية، ووظّفتهم لتنفيذ التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي في كافة المحافظات اليمنية، وزوّدت أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية".
وقال: "نفذت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، أدوارًا تخريبية وتدميرية للجانب الزراعي، وركّزت على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور، وجندت عددًا من الجواسيس بوزارة الزراعة، ونفّذت العديد من المخططات الأمريكية، كان من أبرزها إنتاج وإكثار الآفات الزراعية، والسعي لضرب الإنتاج المحلي؛ من خلال تمرير سياسات محبطة للمزارعين، ومغرية لاستيراد المنتجات الحيوانية والزراعية من الأسواق الأجنبية".
وأضاف، "عملت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، على تنفيذ مشاريع وبرامج في المجال الصحي، تهدف إلى تدمير القطاع الصحي، وأسهمت في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات اليمنية".
وزاد، "نفذت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، مخططات تدميرية للعملية التعليمية بكل مكوناتها، وضربت دورها الهادف، وفصلت التعليم عن البناء والتنمية".
وتابع، "شاركت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، في تنفيذ مخططات تستهدف الهوية الإيمانية للشعب اليمني، وضرب قيمه وعاداته الأصيلة، وسعت لنشر الرذيلة والتفسخ، وصولاً إلى إدارة بؤر للإفساد الأخلاقي".
وزعم البيان أن "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية نفذت عمليات تقنية تجسسية مباشرة لمخابرات العدو، سعت من خلالها للحصول على المعلومات السرية في مختلف مؤسسات وقطاعات الدولة، كما قامت بالتنصت ومحاولة الاطلاع على خصوصيات المجتمع اليمني، وسخّرت تلك المعلومات لمخططاتها العدائية التي تستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا".
وقال إنها "قامت بتزويد المخابرات الأمريكية (CIA) والمخابرات الإسرائيلية (الموساد)، منذ عقود بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية والسرية والخطورة، أدت إلى إضعاف الجيش اليمني وقدراته قبل ثورة الـ21 من سبتمبر".
وأضاف أنها "جمعت لأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معلومات محدودة التداول عن الموازنة العامة للدولة، والخطط والسياسات المعتمدة لحكومة الإنقاذ، وسعت لكشف مصادر التمويل للجبهات العسكرية لأجهزة مخابرات معادية".
وزعم أيضا أنها "أدارت نشاطًا استخباراتيًا لصالح العدو، يستهدف القدرات العسكرية التي صنعتها القوات المسلحة اليمنية، في ظل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وعملت على رصد التحركات العسكرية والقدرات الاستراتيجية، ورصد مسرح العمليات، ورفع الإحداثيات، وعمل كل ما من شأنه تحقيق أهداف العدو، وتمكينه من احتلال اليمن، وجعله تابعًا للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية".
يأتي هذا على خلفية حملة اختطافات نفذتها الجماعة، المصنفة على قوائم الإرهاب، طالت العشرات من الموظفين الأمميين والدوليين والناشطين المدنيين، خلال الأيام الماضية بصنعاء.