يتزامن إعلان جماعة الحوثيين فتح طرق رئيسية في مدينة تعز، جنوبي غرب البلاد، مع حملة اختطافات غير مسبوقة، نفذتها في العاصمة صنعاء على مدى أيام بحق موظفين أممين وقيادات في المجتمع المدني اليمني.
الطرق المعلن عن فتحها من قبل الجماعة الشيعية للمرة الأولى منذ تسع سنوات، خُصصت للمسافرين ووسائل النقل الخفيفة في (الحوبان - سوفتل)، إلى جانب النقل الثقيل والمتوسط عبر (الستين - بئر باشا) مرورًا بـ(الخمسين - مدينة النور)، اعتبارًا من الجمعة، في خطوة غير مسبوقة، لمجاراة الموقف الحكومي الذي كان أزال سواتر ترابية، نهاية العام الماضي.
وذكرت مصادر محلية لـ"يمن فيوتشر" أن إعلان الجماعة المدعومة إيرانيًا، فتح الطرق إلى المدينة، بعد الاستمرار في إغلاقها منفردة طيلة الستة الأشهر الأخيرة، "مجرد عمل دعائي"، مشيرة إلى أن "جرّافة قامت بإزالة بعض الأتربة المكومة دون فتح الطرق أو السماح لأحد بالمرور"، فيما "قامت بالتحشيد القتالي أعلى الجبل المطل على الطريق".
إلى ذلك، استمرت طيلة الأيام الماضية حالة غير مسبوقة من الاختطافات والمداهمات نفذتها الجماعة المصنفة من قبل الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، شملت تسعة موظفين في وكالات الأمم المتحدة، منها المفوضية السامية لحقوق الإنسان واليونيسيف ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، وثلاثة موظفين في المعهد الديمقراطي الأمريكي، إلى جانب ثلاثة موظفين آخرين في منظمات محلية معنية بحقوق الإنسان، بينها "رنين"، "ديب روت" و"شركاء اليمن".
وفيما تستمر حالة من الصمت لدى الأمم المتحدة حتى الآن، أعادت الحملة المروعة إلى الأذهان قصصًا مأساوية راح ضحيتها تحت التعذيب، عديد العاملين في المنظمات الدولية، آخرهم "هشام الحكيمي"، الموظف في منظمة رعاية الأطفال الدولية باليمن (SAVE THE CHILDREN)، بعيد اختطافه بصنعاء، أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، فيما تشير المعلومات باستمرار الجماعة المسلحة احتجاز نحو 20 موظفًا يمنيًا من ثلاث سنوات لدى السفارة الأمريكية التي أوقفت عملياتها في البلد عام 2014.