وصلت سفينة تدميرية تابعة للبحرية الملكية البريطانية، إتش إم إس دانكان، إلى جبل طارق صباح يوم الاثنين لإجراء فحص لوجستي في طريقها إلى البحر الأحمر، حيث ستنضم إلى قوة مهمة دولية لحماية طرق التجارة الحيوية من هجمات الحوثيين المدعومين من إيران.
و ستحل سفينة إتش إم إس دانكان محل شقيقتها إتش إم إس دايموند، التي كانت تؤدي نفس المهمة من قبل عيد الميلاد، بما في ذلك إسقاط تسعة طائراتٍ مُسيّرة وصاروخ واحد أطلقه الحوثيون من ساحل اليمن على سفن الشحن.
و تحمل كلتا السفينتين صواريخ سي فيبر ومجهزتان بأنظمة رادار قوية قادرة على اكتشاف التهديدات البعيدة بدقة.
وصول السفينة إلى جبل طارق يأتي بعد أيام قليلة من تنفيذ طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني ضربات ضد متمردي الحوثيين.
ففي الخميس الماضي، قامت القوات البريطانية والأمريكية بتنفيذِ ضرباتٍ على أهداف الحوثيين في اليمن في العملية المشتركة الخامسة منذ يناير/ كانون الثاني.
و قال رئيس الوزراء (ريشي سوناك) في ذلك الوقت: "تم تنفيذ هذه الضربات لتفكيك قدرات الحوثيين العسكرية بشكل أكبر ولمنع المزيد من الهجمات على الملاحة الدولية". وأضاف: "تم تنفيذ الضربات في إطار الدفاع الذاتي تجاه التهديد المستمر الذي يشكله الحوثيون".
و عندما سُئِل عمّا إذا كانت هذه الجولة الجديدة من الضربات تشكّل خطرًا للتصعيد مع إيران التي تدعم الحوثيين، قال السيد سوناك: "لقد قلنا دائمًا أننا لن نتردد في حماية المصالح البريطانية في الخارج وفي الداخل".
وأضاف: "هناك تهديد مستمر يشكله الحوثيون، 197 هجومًا منذ نوڤمبر/ تشرين الثاني، وتشير جميع معلوماتنا الاستخباراتية إلى أن الجولات السابقة من الضربات نجحت في تفكيك قدرات الحوثيين العسكرية، استهداف الإمدادات ومواقع القيادة والسيطرة ومواقع إطلاق الصواريخ، وهناك أيضًا خطر في عدم القيام بأي إجراء قد يؤدي إلى إلحاق ضرر بالاقتصاد العالمي وزيادة المخاطر على أمننا الدولي".
و قبل الانتشار، أنهى طاقم إتش إم إس دانكان المكون من 200 رجل وامرأة تجاربهم وتدريباتهم الأسبوع الماضي استعدادًا لفترة مكثٍ مكثفة في العمليات.
و قال قائد السفينة، القائد (دان لي) في بيان صادر عن البحرية الملكية: "أنا فخور جدًا بالعمل الذي قام به فريق السفينة لإعداد إتش إم إس دانكان لهذا الانتشار الهام".
و أضاف: "ستكون إتش إم إس دانكان جاهزة للتعامل مع العمليات على مدار الساعة حيث ننضم إلى جهود حماية ممرات التجارة من هجمات الحوثيين، مستكملين بذلك العمل الممتاز الذي قامت به إتش إم إس دايموند وإتش إم إس ريتشموند في المنطقة. لقد قضينا الأسبوع الماضي في إعداد السفينة ووداع العائلات والأحباء الذين حضروا لتوديعنا من برج راوند في بورتسموث. و إنه شرف أن أخدم على مدمرة النوع 45 الأخيرة والأفضل في البحرية الملكية، وأنا واثق تمامًا من أن السفينة وفريقنا سينجحان في العمليات وسيدعمان الاستقرار حيثما يتم تكليفنا به."
و قضت إتش إم إس دانكان خمسة أشهر قائدة مجموعة المهام الرئيسية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط في العام الماضي، حيث قادت حلفاءها في دوريات وعملت من أجل سلامة واستقرار المنطقة حتى تسليم واجب السفينة الرائدة للبحرية الإيطالية في ديسمبر/ كانون الأول.
و بعد 22 أسبوعًا فقط، تمتلئ السفينة بالجاهزية للمزيد من العمليات، ولديها أكثر من 60 عضوًا جديدًا في الطاقم ينتظرون الفرصة للانطلاق.
من بينهم، (تشارلز هندرسون 18 عامًا)، جندي متخصص في البحرية، وهذه هي أول سفينة يعمل عليها وأول انتشار له.
و قال هندرسون: "أنا متحمس بشكل كبير للانتشار، ولكنني مركز جدًا على العمليات المقبلة ومستعد لتطبيق كل تدريباتي عمليًا".
و في البداية، ستقوم السفينة بتنفيذ تدريبات محددة للأسلحة ومكافحة الأضرار والبقاء على قيد الحياة من خلال سيناريوهات تشغيلية واقعية ولكن محاكاة، قبل إجراء مزيد من التجارب في البحر الأبيض المتوسط والابحار في النهاية عبر قناة السويس والدخول إلى المسرح التشغيلي.