قالت السفارة الأمريكية لدى اليمن إن الهجمات الحوثية حرمت آلاف الصيادين اليمنيين من مصدر رزقهم، وحولت البحر الأحمر إلى "مصدر رعب"، حسبما قال أحدهم.
وذكرت السفارة، في بيان لها على منصة "إكس"، أنه "منذ أن بدأ الحوثيون، المدعومون من إيران، هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تضرر آلاف الصيادين".
وأضاف بيان السفارة أنه في الحديدة وحدها، تسببت هجمات الحوثيين على السفن التجارية بحرمان 10 آلاف صياد من مصدر رزقهم، وأجبرت العديد منهم على الانتقال إلى أماكن أخرى، أو الاستسلام للجوع.
وأوضحت أن الهجمات المتكررة للجماعة، المصنفة في قوائم الإرهاب، على السفن التجارية تسببت أيضا بارتفاع أسعار الوقود، مما زاد المشكلة سوءا، وزاد حياة اليمنيين صعوبة إلى الصعوبات التي أنتجتها الحرب التي يشهدها البلد منذا عقد من الزمن.
كما أشارت إلى أن الحوثيين هاجموا، في شباط/ فبراير، سفينة شحن تحمل الذرة ومواد غذائية أخرى كانت مخصصة للشعب اليمني.
ونقل بيان السفارة عن الصياد واري وليد قوله لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية: “نعيش هذه الأيام في خوف. لم يعد هناك أمان. الصيادون هم الضحايا”.
كما نقلت عن محمد ناصر قوله لـ"ناشونال نيوز": “في الحُديدة، تحول البحر إلى مصدر رعب، وليس مصدر رزق”، لافتة إلى أن هجمات الحوثيين وعنفهم أجبر العديد من الصيادين على نقل عملهم وعائلاتهم جنوبا وشرقا، بعيدا عن البحر الأحمر.
أضافت أن ذلك هو ما حدث لمحمد ناصر، الذي يدير قاربا كبيرا بطاقم يتراوح عدد أفراده بين 10 و15 شخصا، والذي قال إنه اضطر إلى الانتقال للعيش في محافظة المهرة، شرق اليمن، وممارسة الصيد قبالة ساحلها الجنوبي.
وأوضح رمزي يُسر، من مدينة الخوخة الساحلية، لـ"ناشونال نيوز": "لم يعد بإمكان أصحاب القوارب الصغيرة مثلي توفير الطعام على المائدة. الصيادون مثلي ليس لديهم أي مصدر للدخل سوى البحر. إذا بقينا في المنزل سنموت من الجوع”.
وأضاف البيان: "إن خطر الوقوع في مرمى النيران يعني أن الصيادين، مثل يُسر ووليد، لا يستطيعون الصيد في المياه العميقة في البحر الأحمر"، وهو ما أكده مدير الثروة السمكية في البحر الأحمر، مثنى هبة أحمد، بقوله: "البحار العميقة خطرة، لذلك يضطر الصيادون إلى الالتزام بالصيد في المياه الضحلة”، والصيد بالقرب من الشاطئ "لا يُكسِب سوى القليل من المال لا يغطي التكلفة".
وقالت السفارة إن الهجمات الحوثية تزيد الأمور سوءا في بلد كاليمن، حيث يقدّر البنك الدولي أن 17 مليون شخص يعانون من الجوع، ويستورد البلد حوالى 90% من المواد الغذائية الأساسية وفقا للأمم المتحدة، ويعتمد بشكل كبير على شحنات المساعدات.