قال سكان بمدينة عدن إن عدد ساعات انقطاع الكهرباء بالمدينة الساحلية جنوبي اليمن تضاعف بحلول مساء اليوم الأحد نتيجة انخفاض التوليد في محطات الطاقة لأدنى مستوياته، مما أدى إلى تفاقم حالة الغضب الشعبي في المدينة التي تتخذها الحكومة المعترف بها دوليا عاصمة مؤقتة للبلاد.
كانت مؤسسة الكهرباء الحكومية في عدن قد أشارت في وقت سابق إلى أن جميع محطات التوليد ستتوقف بشكل كامل خلال أقل من 24 ساعة بسبب نفاد وقود محطات الطاقة التي تغذي المدينة الساحلية.
وقال سكان في عدن لرويترز إن ساعات الانقطاع وصلت مساء اليوم إلى 12 ساعة مقابل ساعتين تعود فيهما الخدمة وسط درجات حرارة عالية نسبيا. وكانت ساعات الانقطاع في الأيام السابقة تتراوح من أربع إلى خمس ساعات فقط مقابل ساعتين تعود فيهما الخدمة.
وتعاني مدينة عدن، مقر الرئاسة والحكومة المدعومة من السعودية، والتي تضم خمس محطات لتوليد الطاقة من استمرار تردي الخدمات العامة خصوصا الكهرباء منذ سنوات.
وقال نوار أبكر المتحدث الرسمي باسم مؤسسة كهرباء عدن في بيان إن محطة الرئيس الكهربائية بمنطقة الحسوة بالعاصمة عدن ستتوقف عن الخدمة كلية صباح غدا الاثنين بسبب نفاد النفط الخام.
وأشار إلى أن المدينة قد تغرق في ظلام دامس بحلول الغد في حال عدم توفير الوقود اللازم.
وأوضح أن الوقود الذي تقله إحدى السفن الراسية منذ أيام في ميناء عدن لم يتم ضخه حتى الآن بسبب عدم استكمال الإجراءات المالية بين الجهات المعنية والتاجر. وأضاف أن شحنة المازوت أيضا لا تزال في البحر وستصل ميناء المكلا بحضرموت في غضون يومين الى ثلاثة أيام، فضلا على ما سيستغرقه تفريغها ونقل جزء منها إلى عدن.
وشهدت مناطق عدة في مدينة عدن مساء اليوم احتجاجات شعبية غاضبة جرى خلالها إشعال النيران في إطارات سيارات وإغلاق شوارع تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمات خصوصا في قطاع الكهرباء وانهيار العملة المحلية لأدنى مستوياتها إذ وصل الدولار إلى 1700 ريال وهو أعلى سقف منذ عامين.
ويخشى مراقبون من أن يشعل تردي الأوضاع الخدمية وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة في صيف قائظ شرارة موجة غضب عارم وخروج الناس للتظاهر فيما قد يزيد الأمور تعقيدا في بلد بات على شفا المجاعة.
قالت أم سيف (60 عاما) وهي من سكان مدينة عدن لرويترز إن استمرار انقطاع التيار الكهربائي يتسبب في معاناه كبيره لا توصف للأهالي حيث تعاني والدتها من ارتفاع ضغط الدم وتعاني من حالات اختناق بسبب ارتفاع درجة الحراره الشديده ورطوبة لا تطاق.
وتساءلت أم سيف وهي أم لأربعة أبناء “إلى متى هذا العذاب والاستهتار واللا مبالاة بأرواح الناس؟ الناس يموتون والسبب الكهرباء… لقد طفح الكيل”.
وطالبت برحيل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المشتركة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال محمد عبدالله سعيد أحد سكان عدن “الناس لم تعد قادرة على تحمل درجة الحرارة المرتفعة والكهرباء تأتي ساعتين كل 12 ساعة نحن نعيش في جحيم غير مسبوق لم يسبق له مثيل في بلاد الدنيا”.
وقال مواطن آخر يدعى محمد عبد الكريم أحمد (50 عاما) إن استمرار أزمة الكهرباء التي تشهدها عدن حاليا “أظهر عجز وفشل إدارة المجلس الرئاسي والحكومة لعدن والمحافظات الجنوبية المحررة من قوات الحوثيين منذ تسع سنوات”.
وقال مواطن آخر يدعى سالم علي صالح “الوضع صعب لا يطاق، وما يحدث ظلم كبير، لا كهرباء لساعات طويلة في ظل صيف ساخن، ولا يوجد مياه وهناك تدهور في الخدمات والأوضاع الاقتصادية والمعيشية تزاد سوءا يوما بعد يوم، ما يضاعف من معاناة الناس”.
وتقول مؤسسة كهرباء عدن إن “قطاع الكهرباء يواجه تحديات وصعوبات كبيرة ومتراكمة منذ سنوات وزاد معدل أحمال الطاقة الكهربائية في عدن مع التوسع العمراني والكثافة السكانية الكبيرة حيث أن إجمالي الطاقة التي تحتاجها عدن يصل إلى 650 ميجاوات بينما تنتج المحطات أقل من 150 ميجاوات يوميا أي ما يقارب 30 بالمئة فقط من الاحتياج”.
وتقول الحكومة اليمنية إنها تنفق ما يعادل 1.200 مليار دولار سنويا بواقع 100 مليون دولار شهريا من أجل توفير الوقود واستئجار محطات توليد الكهرباء لكن الإيرادات لا تصل إلى 50 مليون دولار سنويا.