تعتبر الولايات المتحدة أن قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على مقدمي الخدمات المقرّة في ماليزيا، حيث يتم نقل النفط بالقرب من سنغافورة وفي جميع أنحاء المنطقة، وفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية صرّح به يوم الثلاثاء.
حيث فرضت واشنطن عقوباتٍ كبيرة على إيران ووكلائها بهدف قطع التدفقات المالية التي قالت إنها تُستخدَم لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتعتمد إيران على ما يُعرف بـ"أسطول الأشباح" من الناقلات التابعة لأطرافٍ غامضة بهدف تصدير النفط وتجاوز العقوبات الأمريكية، التي أعاقت صادرات إيران منذ مايو/ أيار 2019، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015.
ويتواجد براين نيلسون، نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، ونيل ماكبرايد، المستشار العام للخزانة، في سنغافورة وماليزيا من الاثنين حتى الخميس.
وقد أعلنت الوزارة أن الزيارة تهدف إلى تعزيز جهودها في مكافحة تمويل إيران وتوليد الإيرادات من قبل وكلائها.
وذكر المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن مبيعات النفط الإيراني في شرق آسيا قد تمول وكلاء طهران المسلحين، بما في ذلك حركة حماس الفلسطينية وجماعة الحوثي في اليمن، وفقًا لوكالة (AFP).
لذا تزيد وزارة الخزانة الأمريكية تركيزها على تمويل الجماعات المتطرفة، التي تمر عبر جنوب شرق آسيا، بما في ذلك جهود جمع التبرعات وبيع النفط الإيراني بطرق غير قانونية.
وقال المسؤول للصحفيين في إحاطةٍ إعلامية إن الولايات المتحدة تحاول منع ماليزيا من أن تصبح سلطة قانونية يمكن لحماس أن تستخدمها لجمع التبرعات وتحويل الأموال.
وقال المسؤول: "سيكون إيقاف هذه الشحنات النفطية ضربة حاسمة لقدرة إيران على تمويل هذه الهجمات حول العالم، بما في ذلك هجمات الحوثيين التي تهدد حالياً شحنات التجارة البحرية".
وأضاف: "نحن قلقون بشأن قدرة حماس على جمع التبرعات في المنطقة، بما في ذلك في ماليزيا، لذا نرغب في إجراء حوار مباشر حول تلك المخاوف".
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الأمريكي قوله: "من المروع أن يسعوا للاستفادة من التضامن القوي مع الشعب الفلسطيني لسحب الأموال لأنشطتهم العنيفة والمثيرة للفوضى"، مع عدم ذكر أسماء المؤسسات الخيرية المشتبه بها.
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة ترى أن إيران تقوم بنقل النفط بالقرب من سنغافورة وفي جميع أنحاء المنطقة.
وقال: "تعتمد قدرة إيران في نقل النفط على مقدمي هذا النوع من الخدمات، الذي يتمتع بمقر في ماليزيا. لذلك نرغب في إجراء حوار مباشر مع الماليزيين حول هذه المسألة".
وفي ديسمبر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أربع شركات مقرها في ماليزيا، اتهمتها بأنها واجهاتٍ تدعم إنتاج إيران للطائرات المُسيّرة.
كما صرحت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الشهر الماضي، بأن واشنطن تعمل على تقليص قدرة إيران على تصدير النفط، مشيرة إلى أنه قد يكون هناك "المزيد مما يمكننا القيام به".
ووفقاً للمسؤول، فإن العقوبات وضوابط التصدير المفروضة على روسيا تحقق تقدماً، مشيراً إلى أن سقف أسعار النفط الروسي يضعف قدرة موسكو على الربح من مبيعات النفط مع الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وتُعد سنغافورة مركزاً رئيسياً للشحن البحري. لذا حذرت شركات التأمين ومقدمو الخدمات البحرية الأخرى العاملة في سنغافورة من تهرب سقف أسعار النفط الروسي، مشتكية من صعوبة التحقق مما إذا كانت الأوراق الرسمية التي تعد بشراء النفط بالسقف البالغ 60 دولاراً صحيحة أم لا.