رحل الداعية اليمني الشهير عبدالمجيد الزنداني، عن 82 عامًا، بعدما ظل أحد رجال الدين المثيرين للجدل، على مختلف المراحل، منذ مستهل تسعينيات القرن المنصرم، حين تولى عضوية المجلس الرئاسي الذي حكم بدايات دولة الوحدة في اليمن ممثلًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، المتفرع من تنظيم الإخوان المسلمين، والذي ظل يشغل رئاسة مجلس شوراه حتى العام 2007.
ولُد الزنداني عام 1942 في مديرية الشعر بمحافظة إب، وسط البلاد لأصول تعود إلى منطقة زندان بمديرية أرحب في العاصمة اليمنية صنعاء، تلقى تعليمه الأولي فيما كان يُسمى بـ"الكُتّاب"، إبان الحكم الإمامي، وهو أحد أشهر رجال الدين في المنطقة العربية، أسس جامعة الإيمان ما تسمى بـ"الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة"، فيما يعد من كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
أقام في مصر، والتحق هناك بكلية الصيدلة التي درسها لعامين فقط قبل أن يتجه إلى الدراسات الدينية، والتي على ضوئها اتصل للمرة الأولى بجماعة الإخوان المسلمين، قبيل تعرضه للاعتقال الذي أدى إلى خروجه من هناك.
شارك ضمن الجماعات الجهادية، ثمانينيات القرن المنصرم، في أفغانستان، وكان أحد أهم المحرضين للشباب للمشاركة في القتال ضد الشيوعية السوفيتية آنذاك، ما أدخله لاحقًا ضمن لائحة الإرهاب الخاصة بالحكومة الأمريكية.
عاد إلى اليمن، تسعينيات القرن المنصرم، مع التحول السياسي الأهم بتحقيق الوحدة على يد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، والأمين العام للحزب الاشتراكي حينها علي سالم البيض، ليقف لاحقًا مع حرب صيف 1994 ضد خيار الجنوبيين في إعلان الانفصال.
حين اندلعت ما باتت تعرف بـ"ثورة الشباب"، 11 فبراير/شباط 2011، كان الزنداني مؤيدًا للإطاحة بنظام صالح، لكن الأمر لم يطل به في صنعاء التي وقعت بيد الحوثيين، سبتمبر/أيلول 2024، ليتعرض منزله لاحقًا في أبريل/نيسان 2015 لعملية اقتحام طالت عديد القادة في حزب الإصلاح، وهو ما اضطره اللجوء إلى المملكة العربية السعودية، التي خرج منها هي الأخرى مضطرًا عام 2020 ليستقر في الأراضي التركية حتى رحيله، الاثنين 22 أبريل/نيسان 2024.
اشتهر الزنداني على نطاق واسع كونه أحد كبار الشيوخ المسلمين الذين نشروا ما يسمونه "الإعجاز العلمي في القرآن"، إلى جانب ادعائه عبر قناة الجزيرة ابتكاره علاجًا من الأعشاب الطبيعية لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وهي المزاعم التي ظلت دون إثبات حتى رحيله.