أكدت مسؤولة أممية رفيعة أن المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في شمال اليمن، تشهد انتشاراً سريعاً وتفشياً واسع النطاق لحالات الاصابة بالكوليرا والتي تجاوزت الـ10 آلاف حالة وعشرات الوفيات الناجمة عن المرض في غضون شهر فقط.
وقالت مدير العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)؛ إيديم وسورنو، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين: "منذ شهر مارس الماضي، شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، انتشاراً سريعاً لوباء الإصابة بالكوليرا، وحتى 7 أبريل الجاري، تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه بها في هذه المناطق مع 75 حالة وفاة مرتبطة بها".
ويأتي ذلك في ظل استمرار الجماعة برفض إجراء حملات التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، في مناطق سيطرتها، تحت مزاعم أن اللقاحات "غير مأمونة"، ما أدى إلى انتشار وتفشي العديد من هذه الأمراض، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
وأشارت وسورنو إلى أنه، بالمقابل، تم رصد حوالي 3,200 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا وحالتي وفاة مرتبطة بالمرض، في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها، وذلك منذ أكتوبر الماضي وحتى أبريل الجاري.
وأكدت المسؤولة الأممية أن انخفاض عدد الحالات في مناطق الحكومة مقارنة بمناطق الحوثيين، يعود إلى الاستجابة التي قادتها الحكومة بدعم من المجتمع الإنساني، والتي أدت إلى "تحقيق النجاح في كبح تفشي المرض وإبطاء انتشاره وضمان توافر العلاج للأشخاص المتضررين".
وشددت وسورنو على ضرورة توفير التمويل والإمدادات الحيوية اللازمة لمواجهة التفشي المتسارع لحالات الإصابة بالكوليرا، وقالت: "منذ أكتوبر الماضي، شهدنا عودة مثيرة للقلق للمرض في جميع أنحاء اليمن، وبينما نعمل مع شركائنا في المجال الإنساني لتوسيع نطاق الاستجابة، إلا أن مخزونات الطوارئ من الإمدادات الأساسية قد استنفدت تقريباً، وهو ما يستدعي تدخل من قبل المجتمع الدولي والجهات المانحة لدعم جهودنا في مواجهة الوباء".