ناشدت الأمم المتحدة، الجهات المانحة، بضرورة توفير التمويل اللازم لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الجاري 2024، من أجل درء الجوع المحدق بملايين الأشخاص، وإبقائه "تحت السيطرة".
وقالت مدير العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)؛ إيديم وسورنو، في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، في نيويورك: "يعيش اليمن أزمة إنسانية غاية في السوء، واحتياجات واسعة النطاق، بسبب استمرار الصراع وتدهور الاقتصاد والخدمات العامة التي بالكاد تعمل، والنزوح الذي طال أمده، الأمر الذي يتطلب من المانحين بذل ما في وسعهم من أجل توفير التمويل المطلوب بشكل عاجل لبرنامج المساعدات لضمان تلبية الاحتياجات الماسة لملايين الناس".
وأضافت وسورنو، أنه في ظل الاحتياجات الهائلة، فإن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يحتاجون إلى المزيد من التمويل من أجل تحسين الاستجابة الأنسانية ودرء خطر الجوع الذي يتربص بملايين اليمنيين، وبالتالي فإن "الدعم النشط والموحد لأعضاء المجلس أمر بالغ الأهمية لتهيئة بيئة تمكينية تساعدنا في تنفيذ هذا العمل الحيوي".
وكررت المسؤولة الأممية تحذيراتها من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والتغذوي في اليمن، والتي من المتوقع أن تزداد سوءاً خلال الأشهر المقبلة في ظل العجز المستدام في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، والتي "على الرغم من العمل المكثف الذي قام به المجتمع الإنساني لتحديد أولويات الاستجابة وخفض الطلب المالي إلى 2.7 مليار دولار من 4.3 مليار دولار في عام 2023، إلا أن الخطة ممولة بنسبة 10% فقط مع دخولنا الربع الثاني من العام".
وأكدت وسورنو، أن الحوثيين والحكومة المعترف بها لا يزالون يفرضون العديد من القيود والتدخلات في وجه العمل الإنساني في مختلف مناطق البلاد، وقالت: "أبلغت وكالات الإغاثة عن وجود 137 قيوداً على الوصول، أغلبها كانت تدخل في البرامج الإنسانية والقيود على الحركة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين الحوثية، خاصة بالنسبة للعاملات في مجال الإغاثة، وفي مناطق الحكومة، يستمر انعدام الأمن والمتطلبات الإدارية المجزأة، بما في ذلك الموافقة على الاتفاقيات الفرعية، في تأخير استجابتنا".
وأوضحت المسؤولة الأممية أن أكثر القضايا إلحاحاً في الوقت الراهن تتمثل في انعدام الأمن الغذائي والتغذوي والعودة المثيرة للقلق لمرض الكوليرا، "ونعمل مع شركائنا في المجال الإنساني وبشكل وثيق مع السلطات المعنية لمعالجتها، غير أن مخزونات الطوارئ من الإمدادات الأساسية قد استنفدت تقريباً، وتحتاج أنظمة دعم المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى تعزيز عاجل، لذا نناشد المانحين مساعدتنا في سد هذه الفجوات الملحة، بما في ذلك التمويل والإمدادات الحيوية".