توقع تقرير أممي أن يشهد انعدام الأمن الغذائي في اليمن المزيد من التدهور في النصف الأخير من العام الجاري 2024، مدفوعاً باستمرار الصراع وتذبذب أسعار الصرف والتصعيد في البحر الأحمر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في تقرير حديث بعنوان "المسح السابع للرصد عالي التردد لانعدام الأمن الغذائي": "من المرجح أن يتفاقم وضع الأمن الغذائي اعتباراً من شهر يونيو القادم، الذي يتزامن مع ذروة موسم العجاف، واستمرار الصراع المحلي، وتذبذب أسعار الصرف والمخاطر المتزايدة المتوقعة المرتبطة بالتصعيد في البحر الأحمر".
وأضاف التقرير أنه ورغم استقرار وضع الأمن الغذائي في فبراير الماضي، وللشهر الرابع على التوالي، إلا أن الاستهلاك الغذائي غير الكافي لدى الأسر ارتفع بشكل غير ملحوظ في سبع محافظات مقارنة بشهر نوفمبر 2023، أربع منها تقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين (SBA)، وثلاث ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها (IRG).
وتشير نتائج المسح الذي أجرته "الفاو" في الفترة بين 5 و14 فبراير 2024، وشمل 2500 أسرة من كل محافظات البلاد البالغة 22 محافظة، أن أكثر المحافظات التي سجلت ارتفاعاً في الاستهلاك الغذائي غير الكافي لدى الأسر هي: الجوف ومأرب وحجة وإب وأبين والمهرة ولحج.
ووفق التقرير فإن الجوف تصدرت قائمة أكثر المحافظات في تدهور الأمن الغذائي، حيث ارتفع فيها معدل استهلاك الغذاء غير الكافي بين الأسر من 51% في نوفمبر 2023 إلى 76% في فبراير 2024، أي بمقدار 25%، تليها أبين التي ارتفع فيها المعدل من 31% إلى 54%، أي ما نسبته 23%.
وجاءت محافظة مأرب في المركز الثالث، بنسبة زيادة قدرها 21%، بعد أن زاد معدل استهلاك الغذاء غير الكافي من 39% في نوفمبر إلى 60% في فبراير، فيما ارتفع المعدل في لحج بمقدار 9%، وفي حجة 8% وفي إب 6%.
وشددت المنظمة الأممية على ضرورة الاستئناف الفوري للمساعدات الغذائية العامة وتوسيع نطاق المساعدات المعيشية في المحافظات الضعيفة التي تعاني من تفاقم الوضع، مثل الجوف وحجة ومأرب وإب ولحج، مع إعطاء الأولوية أيضاً للمناطق الأكثر ضعفاً في المهرة والتي لا تزال تعاني من الدمار الذي خلفه إعصار "تيج" في أكتوبر الماضي.