توصلت الصين وروسيا إلى تفاهم مع الحوثيين في اليمن بأنّ سفنهما يمكنها الإبحار عبر البحر الأحمر وخليج عدن من دون التعرّض لهجماتهم، وفقاً لما كشفته شبكة بلومبيرغ الأميركية، اليوم الخميس، نقلاً عن عدد من المصادر المطلعة على مناقشات بين هذه الأطراف.
وتوصلت الصين وروسيا إلى تفاهم بعد محادثات بين دبلوماسييهما في سلطنة عُمان مع الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لـ"بلومبيرغ"، لكون المناقشات لا تزال في دوائر خاصة.
في المقابل، تقدم الدولتان الدعم السياسي للحوثيين في هيئات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقاً لما ذكرته المصادر، فيما ليس من الواضح تماماً كيف سيظهر هذا الدعم، لكنه قد يشمل منع اتخاذ المزيد من القرارات ضد الجماعة.
ولم يرد المتحدثون باسم حكومتي الصين وروسيا، ولا الحوثيون، بما في ذلك عبد السلام، على طلبات "بلومبيرغ" التعليق على هذه المعلومات.
وبينما أشار الحوثيون إلى أنه لن يتم استهداف أصول موسكو وبكين، فإن المحادثات تسلّط الضوء على التوتر المتزايد بين القوى العالمية بشأن الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر وما حوله، منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ومع ذلك، يبدو أنهم أخطأوا في تحديد هوية بعض السفن، وربما أرادت روسيا والصين الحصول على ضمانات أقوى منهم، بحسب "بلومبيرغ".
وخلال الشهر الجاري، ضرب الحوثيون سفينة "ترو كونفيدنس"، وهي ناقلة للبضائع العامة (السائبة)، مما تسبب في أول حالة وفاة منذ أن بدأوا هجماتهم البحرية، معتبرين أن السفينة أميركية. ومع أن السفينة المملوكة لشركة Oaktree Capital ومقرها لوس أنجليس، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، إلا أنّ شركة جديدة غير أميركية استحوذت عليها في الفترة الأخيرة.
في أواخر يناير/كانون الثاني الفائت، انفجرت صواريخ بجوار سفينة كانت تنقل النفط الروسي بالقرب من اليمن، بعد أيام من تصريح متحدث باسم الحوثيين لصحيفة روسية بأنّ السفن التجارية الروسية والصينية لا داعي للخوف عليها من الهجمات.
و"تضامناً مع غزة" التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبدأ الحوثيون باستهداف السفن التجارية الدولية بطائرات مسيّرة وصواريخ منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وقالوا إنّ هجماتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة بوجه الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
في المقابل، يشنّ تحالف تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع الحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني، رداً على هجماتها في البحر الأحمر.
ومع تدخل واشنطن ولندن، واتخاذ التوتر منحى تصعيدياً، أعلن الحوثيون أنهم باتوا يعتبرون كلّ السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافهم العسكرية.
وتُعد الممرات المائية، بما في ذلك مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن، ضرورية للاقتصاد العالمي، وعادة ما تتدفق عبرها نحو 30% من بضائع الحاويات. كما أنها تتعامل مع نسبة كبيرة من تدفقات النفط والغاز الطبيعي المسال.
بيد أنه منذ بدء الهجمات، تجنبت معظم شركات الشحن الغربية المرور عبر المضيق، وبدلاً من ذلك تلتف حول الجنوب الأفريقي، بما يضيف أياماً للوصول إلى مقاصدها ومزيداً من تكاليف الشحن الكبيرة بالنسبة لعمليات النقل البحري بين آسيا وأوروبا.