اليمن: هجوم مميت من قبل المتمردين الحوثيين قد يكون "خطًا أحمر" في أزمة الشحن في البحر الأحمر
يمن فيوتشر - CNN BUSINESS- ترجمة ناهد عبدالعليم: الجمعة, 08 مارس, 2024 - 11:08 مساءً
اليمن: هجوم مميت من قبل المتمردين الحوثيين قد يكون

أظهر أول هجوم مميت على سفينة تجارية في البحر الأحمر منذ بدء المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في استهداف السفن في وقت متأخر من العام الماضي التحدي الكبير امام استعادة المرور الآمن عبر واحدة من أهم طرق التجارة في العالم.
حيث قُتل ثلاثة من أفراد الطاقم على الأقل وأصيب أربعة آخرون في الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء على سفينة "مي في ترو كونفيدانس"، وهي سفينة شحن تابعة لدولة ليبيريا، وتقوم بنقل البضائع الجافة مثل الحبوب وخام الحديد.
و يُشكّل هذا الهجوم القاتل تصعيدًا كبيرًا لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ويأتي على الرغم من وجود تحالفٍ بحري بقيادة الولايات المتحدة لحماية هذا الممر المائي الحيوي. كما يأتي بعد هجوم في وقت متأخر من الشهر الماضي أدى إلى غرق سفينة شحن تفرغ حاليًا الأسمدة في المحيط.
و يبدو أن أقل عدد من السفن يعبرن البحر الأحمر وقناة السويس المجاورة بعد الهجوم الأخير، وفقًا لشركة Windward لتحليل مخاطر الملاحة. و قد انخفضت عمليات العبور بشكل كبير بالفعل منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 عندما بدأت شركات الشحن تتجنب المنطقة وتُعيد توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.
و كلما استمرت الاضطرابات وتحويل المزيد من السفن، زادت فترات التأخير في تسليم الموارد والسلع الأساسية والوقود، وهو ما يزيد من خطر ارتفاع الأسعار.
و وفقًا لشركة Windward، فقد زاد عدد سفن الحمولة الجافة التي ترسو خارج الموانئ شمالًا وجنوبًا من قناة السويس بنسبة 225٪ يوم الأربعاء مقارنة باليوم السابق، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة Windward، (آمي دانيال)، لشبكة CNN: "تُشير بياناتنا إلى أن 61٪ من هذه السفن (المرسوة) بعد الساعة 13:30 بتوقيت التنسيق العالمي (18:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وهي الوقت الذي وقع فيه الهجوم".
ويتوقع أن يؤدي الهجوم إلى زيادة أعداد أكبر من سفن الحمولة الجافة إلى تجنب قناة السويس، التي تمر من خلالها 10-15٪ من التجارة العالمية و30٪ من تجارة الحاويات. وأضاف: "الاحتمالية التي سيحدث فيها شيء ما أعلى مما كان يعتقده الناس، وشدة التأثير، بمجرد حدوث شيء، أسوأ مما كان الناس يعتقدون".
و توضح بيانات Windward أن عدد سفن الحمولة الجافة في البحر الأحمر كان في فبراير/ شباط الماضي على أدنى مستوى له في عامين.


•تراجع عبور ناقلات النفط:
أطلق الحوثيون أكثر من 45 هجومًا بصواريخ وطائرات مُسيّرة على السفن التجارية، بالإضافة إلى السفن البحرية الأمريكية والحلفاء الذين يعملون في البحر الأحمر، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وغربيين آخرين.
و تم اعتراض معظم هذه الهجمات أو سقوطها بلا ضرر في المياه، مما يجعل الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء أكثر صدمة، وبالتالي يجعل شركات الشحن التي لا تزال تعبر الممر المائي تعود للتفكير من جديد.
و قال (بيتر ساند)، رئيس التحليل الاستراتيجي في شركة Xeneta لتحليل الشحنات والتي تتخذ من النرويج مقرًا لها: "ربما تم الآن تجاوز خطًا أحمراً في وقوع الخسائر".
و وفقًا لساند، يعبر الآن فقط 30% من السعة الشحنية المعتادة، بما في ذلك سفن الحاويات وسفن الشحن الجافة وسفن نقل السيارات وناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال، عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وقال لشبكة CNN: "أتوقع أن يرى هذا الهجوم القاتل انخفاضًا جديدًا في تلك المستويات. فهي وبشكل رئيسي تمثل ناقلات النفط التي لا تزال تعبر و نتوقع الآن انسحابها بأعداد أكبر".
و على أقل تقدير، يوضح الهجوم أنه قد يستغرق عدة أشهر قبل أن يتم حل الأزمة.
وهذا يعني أن الشركات الرئيسية لشحن الحاويات، بما في ذلك ميرسك وإم إس سي وهاباغ لويد، ستواصل إرسال سفنها عبر المسار الأطول والأكثر تكلفة حول القارة الأفريقية، مما يرفع ذلك تكاليف نقل البضائع.
وقد أبرزت رئيسة البنك المركزي الأوروبي (كريستين لاجارد)، يوم الخميس التهديد الذي تشكله الأزمة الإقليمية على الاقتصاد.
وقالت: "تشمل المخاطر الصاعدة في التضخم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، خاصة في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تدفع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن إلى الارتفاع في المدى القريب وتعطل التجارة العالمية".


•البحارة على "الجبهة الأمامية ":
تُشير بيانات من شركة الاستشارات الشحنية المقرَّة في لندن (دروري) إلى أن تكاليف شحن الحاويات على بعض أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم ما زالت أكثر من ضعف تلك التي كانت عليها في ديسمبر/ كانون الأول.
كما أعلنت شركة الشحن الفرنسية سي إم إيه سي جي إم الأسبوع الماضي أنها ستستأنف " العبور" عبر البحر الأحمر "حسب الحالة"، ولم ترد الشركة على استفسار شبكة CNN بشأن ما إذا كانت تخطط لتغيير نهجها بعد هذا الهجوم القاتل.


•هجمات البحر الأحمر تعطل الشحن العالمي:
تتجنب شركات الشحن الحاويات عبور البحر الأحمر وإعادة توجيه السفن حول القارة الأفريقية، حيث يتصاعد المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن التجارية.
و في يوم الأربعاء، جدد الاتحاد الدولي لعمال النقل نداءه إلى صناعة الشحن لتحويل السفن حول رأس الرجاء الصالح حتى يتم ضمان عبور آمن عبر البحر الأحمر.
وقال الأمين العام للمنظمة، (ستيڤن كوتون)، في بيان: "لقد حذرنا بشكل مستمر المجتمع الدولي وصناعة النقل البحري من التهديدات المتزايدة التي يواجهها البحارة في خليج عدن والبحر الأحمر".
وأضاف كوتون في حديثه لشبكة CNN أنه قد يصعب توظيف البحارة بعد الهجوم، على الرغم من أن الأجر الأساسي للعديد من العاملين في البحر الأحمر وخليج عدن جنوب شرقيها قد ارتفع بالفعل إلى ضعفه عقب اتفاقات التفاوض الأخيرة.
وقد أخذ (ديفيد أشمور)، محامي العمل في شركة المحاماة العالمية ريد سميث، يعيد هذا الرأي. وقال: "في عالم يعاني من نقص في القوى العاملة البحرية، تضيف هذه المخاوف الأمنية طبقة أخرى من التعقيد إلى مهمة صعبة بالفعل".
و أضاف (جون ستوبرت)، كبير المديرين للبيئة والتجارة في الغرفة الدولية للشحن: "يوضح هذا الحادث ما قلناه منذ بداية الأزمة، وهو أن أكبر تأثير هو على البحارة، حيث إنهم على الجبهة الأمامية، و شعرنا دائمًا أنها لن تكون سوى مسألة وقت حتى تصل هجمات الحوثيين إلى هذا الاستنتاج".


التعليقات