اليمن: هجوم مشتبه به من قبل الحوثيين اليمنيين يتسبب في تضرر سفينة في خليج عدن
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الاربعاء, 06 مارس, 2024 - 08:00 مساءً
اليمن: هجوم مشتبه به من قبل الحوثيين اليمنيين يتسبب في تضرر سفينة في خليج عدن

 أعلنت السلطات أن هجوماً مشتبهاً من قِبل الحوثيين اليمنيين ألحق أضراراً بسفينةٍ في خليج عدن يوم الأربعاء، وذلك في أحدث حملةٍ من الهجمات التي تقوم بشنِّها المجموعة احتجاجاً على حرب إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة.
وجاء الهجوم في وقتٍ قامت فيه مُدمرة أمريكية بإسقاط طائراتٍ مُسيّرة وصاروخ أطلقهما الحوثيون بشكل منفصل، وفي الأثناء، أصدرت البحرية الهندية صوراً تظهر مكافحتها حريقا على متن سفينة حاويات استهدفها المسلحون الحوثيون سابقا.
وفي غضون ذلك، أعلنت إيران، الأربعاء، أنها ستصادر شحنة من النفط الخام الكويتي بقيمة 50 مليون دولار تعود لشركة الطاقة الأمريكية "شيفرون كورب" على متن ناقلة نفط استولت عليها منذ ما يقرب من عام. ويعد ذلك آخر تطور في حرب مظلمة تستمر منذ سنوات في الممرات البحرية في الشرق الأوسط قبل بدء الهجمات الحوثية.
واستهدف الهجوم يوم الأربعاء في خليج عدن ناقلة بربادوسية العلم تسمى "ترو كونفيدانس"، تحدث إليها عبر الراديو سابقا أشخاص يدّعون أنهم من الجيش اليمني، وفقا للمسؤولين. ومنذ بدء هجماتهم، يتحدث الحوثيون عبر الراديو إلى السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما يدفع المحللين إلى الاشتباه في أن المسلحين يرغبون في احتجازِ هذه السفن.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن السفينة "ترو كونفيدانس" تعرضت لضربة في الهجوم وتعاني من أضرار. ولا يزال غير واضح مدى الأضرار التي لحقت بالسفينة ذات العلم الليبيري.
ولم يعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم على الفور، رغم أنه عادة يستغرق عدة ساعات للإقرار بالهجوم.
ومنذ نوڤمبر/ تشرين الثاني، استهدف الثوار الحوثيون بشكلٍ متكرر السفن في البحر الأحمر والمياه المحيطة نتيجة للحرب بين إسرائيل وحماس. وقد شملت تلك السفن واحدة على الأقل كانت تحمل شحنة متجهة إلى إيران، الراعي الرئيسي للحوثيين، وسفينة مساعدات متجهة لاحقا إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ورغم أكثر من شهر ونصف من الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة، استمر الحوثيون في تنفيذ هجماتٍ كبيرة. وتشمل هذه الهجمات هجوما الشهر الماضي على سفينة حاويات تحمل أسمدة، وهي "روبيمار" التي غرقت يوم السبت بعد أن تم نسيانها لعدة أيام، وإسقاط طائرة مُسيّرةٍ أمريكية تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.
ولم يكُن واضحا لماذا قام الحوثيون باستهدافِ السفينة "ترو كونفيدانس". ومع ذلك، تم إدراجها كملكية لشركة إدارة رأس المال "أوكتري"، وهي عبارة عن صندوق مقره لوس أنجلوس، ويقوم بشراء السفن وإعادة بيعها للشركات على أقساط. ولم تستجب "أوكتري" على الفور لطلب التعليق.
وفي الوقت نفسه، بدا أن الهجوم الحوثي المنفصل يوم الثلاثاء قد استهدف بشكل واضح سفينة حربية أمريكية تدعى "يو إس إس كارني"، وهي سفينة مدمرة من فئة "أرلي بيرك" شاركت في الحملة الأمريكية ضد الثوار.
كما أفادت قيادة القوات المركزية الأمريكية بأن الهجوم الحوثي على "كارني" يوم الثلاثاء شمل طائراتٍ مُسيّرة تحمل قنابل وصاروخ مضاد للسفن.
وقد قامت الولايات المتحدة في وقت لاحق بشنٍِ ضربةٍ جوية أدت إلى تدمير ثلاثة صواريخ مضادة للسفن وثلاثة قوارب مُسيّرة تحمل قنابل، وذلك بحسب ما أعلنته القيادة المركزية.
واعترف العميد العام يحيى سريع، المتحدث العسكري للحوثيين، بالهجوم، لكنه زعم أن قواته استهدفت سفينتي حرب أمريكيتين، دون أن يوضح بالتفصيل.
وقال سريع: "لن يتوقف الحوثيون حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ولم يعترف سريع بالضربات الجوية الأمريكية التي وقعت في وقتٍ لاحق. كما لم يقدم الحوثيون أي تقييم للأضرار التي تعرضوا لها في الضربات التي تقودها الولايات المتحدة والتي بدأت في يناير/ كانون الثاني، رغم أنهم قالوا إن 22 من مقاتليهم على الأقل قتلوا.
وفي الوقت نفسه، نشرت البحرية الهندية فيديو لبحارتها على متن "إن إن إس كولكاتا" وهم يواجهون حريقا على متن "إم إس سكاي الثانية"، التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن، الاثنين. وتصاعد الدخان من حاويةٍ واحدة على متن السفينة، وكذلك ظهور علامات الحريق الناتجة عن تأثير صاروخٍ حوثي.
كما أعلنت شركة الملاحة البحرية الوسطى، ومقرها في سويسرا، أن الصاروخ ضرب السفينة أثناء سفرها من سنغافورة إلى جيبوتي.
وقالت الشركة: "أدى الصاروخ إلى نشوب حريقٍ صغير تمت السيطرة عليه، ولم يُصَب أي من أفراد الطاقم بأذى".
وفي سياقٍ منفصل، أعلنت إيران احتجاز النفط الخام على متن "أدفانتيج سويت" من خلال إعلانٍ نقلته وكالة الأنباء الرسمية "ميزان" التابعة للسلطة القضائية. وفي ذلك الوقت، نزلت قوات القيادة الإيرانية من مروحية على السفينة، وزعمت أنها اصطدمت بسفينة أخرى، دون تقديم أي دليل.
أما الأمر القضائي الصادر بالاحتجاز، فقد قدم سبباً مختلفا تماما للمصادرة، حيث ذكرت وكالة "ميزان" أنه يأتي كجزء من أمرٍ قضائي بسبب العقوبات الأمريكية التي زعمت أنها تمنع استيراد دواءٍ سويدي يُستخدم في علاج المرضى الذين يعانون من حالةٍ وراثية نادرة تسمى "التقرح الجلدي المتفحم" والتي تُسبب ظهور بثور في جميع أنحاء الجسم والعينين. ولم يتم التوفيق بين الأسباب المختلفة للمصادرة.
وكانت "أدفانتيج سويت" في الخليج الفارسي في أواخر أبريل/ نيسان، ولكن تعقبها لم يظهر أي سلوك غير عادي أثناء مرورها عبر مضيق هرمز، حيث يمر خُمس إجمالي النفط المتداول في التجارة. وقدمت إيران اتهاماتٍ بشأن عمليات الاستيلاء الأخرى والتي انهارت لاحقا حينما أصبح من الواضح أن طهران تحاول استغلال الاحتجاز كورقة ضغط للتفاوض مع الدول الأجنبية.
ولم تستجب شركة (Chevron)، التي مقرها في سان رامون، كاليفورنيا، لطلب التعليق.
وتعصف بالمنطقة حاليا حالات احتجاز السفن والانفجارات منذ عام 2019، حيث بدأت هذه الحوادث بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب بشكلٍ مُنفرد من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، والذي شهد تقييدا كبيرا لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
كما اتهمت البحرية الأمريكية إيران أيضا بسلسلةٍ من الهجمات بالألغام على السفن التي تسببت في تلف خزانات الناقلات في عام 2019، بالإضافة إلى هجومٍ قاتل بواسطة طائرةٍ مُسيّرة على ناقلة نفطٍ مرتبطة بإسرائيل أسفر عنه مقتل اثنين من أفراد الطاقم الأوروبي في عام 2021. وتنفي طهران تنفيذ هذه الهجمات.


التعليقات