ترجمة عبرية: الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين: بزوغ مرحلة جديدة من تهديدات البحر الأحمر
ترجمة عبرية: الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين: بزوغ مرحلة جديدة من تهديدات البحر الأحمر

 

أعادت الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وهي خطوة مهمة لتوفير الإطار والوسائل القانونية لمواجهة الجماعة. توضح إعادة التصنيف أيضًا سبب عدم شطب الحوثيين من القائمة في المقام الأول -لأنهم لم يعربوا مطلقًا عن نيتهم في وقف النشاط السابق الذي شاركوا فيه ولم يشجعهم إلا الاسترضاء.

الآن، يواصل الحوثيون تصعيد وتوسيع هجماتهم في البحر الأحمر والمناطق الواقعة قبالة سواحل عدن. ووفقًا لتقرير، نقل الحوثيون بعض صواريخهم وطائراتهم المسيّرة، وهو أمر قد يدل على إمكانية توسعة مناطق استهدافهم. وفي الوقت ذاته، تعمل الولايات المتحدة أيضًا على زيادة ضرباتها على الحوثيين مما يطرح تساؤلات حول ما قد يحدث بعد ذلك. لقد أظهر الحوثيون أنهم لن يتراجعوا، بل سيواصلون الهجوم على أهداف محتملة بالقرب من البحر الأحمر.

 

 *لماذا هذا الاستهداف مهم؟* 

إن ضرب صواريخ الحوثيين ومواقع إطلاقها قد يساعد في وقف الهجمات على السفن. ومع ذلك، هناك ضرورة أيضًا إلى القضاء على مستودعات الحوثيين. وقد أمضى الحوثيون السنوات السبع الماضية في تكديس الصواريخ. كانت ولا تزال إيران تساعدهم في هذا الجهد. لديهم ترسانة كبيرة من مختلف طرازات الطائرات المسيّرة والصواريخ، ولكنهم لا يملكون -على الأرجح -ما يكفي من الصواريخ الدقيقة للقيام بمهام مضادة للسفن. وسوف يعتمدون على طائرات كاميكازي المسيّرة -منخفضة التكلفة -لتنفيذ هذه الهجمات.

تقول الولايات المتحدة إن الضربات الأخيرة “إلى جانب الإجراءات الأخرى التي اتخذناها، ستؤدي إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة على الشحن الدولي والتجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن”. يأتي ذلك بعد قرار، تصنيف الحوثيين إرهابيين، وهو قرار اتخذته بالفعل إدارة ترامب، في حين فضلت إدارة بايدن التراجع عنه -على ما يبدو -في إطار الدفع لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والسعوديين.

وفي تطور غريب، تصالح السعوديون الآن مع إيران، وأصبحت الرياض حاليًا أكثر حذرًا بشأن قضية الحوثيين. دعمت السعودية الحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين منذ عام 2015. واستغل الحوثيون، المدعومون من إيران، الهدنة والاتفاق الإيراني السعودي لتركيز الهجمات على البحر الأحمر. كما تدفع إيران الجماعة اليمنية إلى تنفيذ مزيد من الهجمات.

ظاهريًا، يزعم الحوثيون أنهم بدأوا هجماتهم بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، فإن السياق الأعم هو أنهم يريدون إظهار أنهم قادرون على إغلاق البحر الأحمر أمام الشحن وتعريض الاقتصاد العالمي للخطر مع الإفلات من العقوبة.

ويتضح الآن أن هذه الهجمات لا تتزايد فحسب، بل تستقر في نوع جديد من الروتين. وقد نفذت الولايات المتحدة حتى الآن ما لا يقل عن ثلاث رشقات من الهجمات، بينما يهاجم الحوثيون السفن يوميًا. حتى الآن، ومع القرارات المهمة التي اتخذتها القيادة المركزية الأمريكية، يمكن للجماعة اليمنية مواصلة عملياتها الخطيرة على الشحن. لقد دخلت مرحلة جديدة في الحرب على البحر الأحمر وخليج عدن. والسؤال الآن هو، هل الولايات المتحدة قادرة على وقف هجمات الحوثيين؟

 

وفي مقال للكاتب نفسه، نُشر في صحيفة جيروزاليم بوست، تطرق الكاتب إلى ما أوردته صحيفة “العين” الإخبارية -الإماراتية -أنها علمت من “مصادر عسكرية يمنية” كيف ينقل الحوثيون طائراتهم المسيّرة وذخائر أخرى لتنفيذ هجمات.

وذكرت الصحيفة أن “ترسانة الحوثيين تتحرك تحت جنح الظلام”، وأنها خطة الحوثيين “الجديدة” لتنفيذ هجمات على طرق الملاحة الدولية. نوعية هذه التقارير تستحق الدراسة؛ لأنه حتى لو لم تتحقق هذه المزاعم، فإن التقرير ذاته يوضح المخاوف المتزايدة في المنطقة بشأن تصعيد الحوثيين.

كما ذكرت أن الحوثيين نقلوا صواريخ باليستية متوسطة المدى وطائرات مسيّرة إلى المرتفعات الشرقية من محافظة تعز ومناطق جنوبي اليمن.

ونقلت عن مصادر قولها إن جماعة الحوثيين نقلت طائرات مسيّرة إلى جبال الأحكوم والمرتفعات المطلة على خط “تعز -لحج -عدن” ونصبت منصاتها، تمهيدًا لاستخدامها ضد سفن الشحن في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب”.

وهذا بمثابة إعادة تموضع للطائرات المسيّرة والصواريخ “في أعقاب الضربات الأمريكية والبريطانية التي استهدفت العشرات من أهداف الميليشيات”.

وحاليًا نقل الحوثيون الأسلحة باتجاه الساحل لتوسيع منطقة عملياتهم واستهداف القوات البحرية الغربية العاملة في المنطقة.

ويأتي ذلك “في إطار مخطط يستهدف توسيع مسرح العمليات من البحر الأحمر وباب المندب إلى بحر العرب وخليج عدن، وفق مراقبين”. وتبعد إحدى المناطق عن بحر العرب 130 كيلومترًا بينما المسافة إلى خليج عدن وباب المندب 160 كيلومترًا.

ويشير ذلك إلى أن الحوثيين ربما لا يفكرون في إطلاق صواريخ على سفن في البحر الأحمر، بل إطلاقها فوق سماء عدن. في حين أن عدة صواريخ سقطت بالفعل في اليمن، بسبب أعطال على الأرجح. وذكر أنهم ضربوا مناطق في لحج بالقرب من عدن.

ويشير التقرير إلى أن الحوثيين سوف يسعون إلى تصعيد الهجمات في مناطق جديدة بدلًا من مواجهة الأمريكيين مباشرة. ويمكن الافتراض أن يبدأ الحوثيون بمهاجمة السفن خارج البحر الأحمر. وهذا قد يوسّع التهديد ليشمل مساحة كبيرة من المياه الدولية قبالة اليمن.

ومع تحويل بعض السفن بالفعل حول أفريقيا، قد يمثل هذا تحديًا جديدًا للولايات المتحدة والدول الأخرى التي وقعت على محاولة وقف المزيد من هجمات الحوثيين. ويناقش التقرير أيضًا كيفية حصول الحوثيين على الأسلحة عن طريق التهريب.

ومن الممكن أن يعكس تقرير “العين” معلومات خطيرة جديدة حول الحوثيين ومواقع الصواريخ والطائرات المسيّرة. ويمكن أن يعكس أيضًا المخاوف الإقليمية الأوسع في الخليج بشأن اختيار الحوثيين للتصعيد. وفي كلتا الحالتين، فإن التقرير مهم لأنه يوضح التساؤلات المتداولة في المنطقة عما سيفعله الحوثيون المدعومون من إيران بعد ذلك.


التعليقات