اقتصاد: تدهور قطاع الدواجن في اليمن رغم الإجراءات الحكومية
يمن فيوتشر - العربي الجديد- محمد راجح: الإثنين, 26 فبراير, 2024 - 03:41 مساءً
اقتصاد: تدهور قطاع الدواجن في اليمن رغم الإجراءات الحكومية

تشهد أسواق الدواجن في صنعاء ومدن أخرى في اليمن حركة اهتمام واسعة لدى السلطات التي كثفت جهودها وقراراتها لتنظيم عملية التداول في الأسواق في ظل تفاقم الأزمة الغذائية والمعيشية.
واستقبلت الأسواق المحلية والمسالخ الخاصة باللحوم خلال الفترة الماضية، سلسلة من القرارات المتواصلة التي تلزم تجار الدواجن بنظام التداول وفق الآلية الجديدة وبيع الدواجن بالأوزان ومعاقبة المخالفين لهذه الآلية التي تشرف على لجان تابعة للسلطات المحلية في المدن.
وحسب مسؤولين في وزارات الزراعة والري والصناعة والتجارة بصنعاء، فإن هذه الآلية التي تم تدشينها خلال النصف الثاني من العام الماضي تستهدف حفظ حقوق صغار المنتجين والمستهلكين وملاك مزارع الدواجن والمسوقين.
يأتي ذلك بعد قرار منع استيراد الدواجن المجمدة من الخارج لمدة ستة أشهر الذي أثار جدلا واسعا في الأسواق والأوساط التجارية التي تحفظت على تنفيذ مثل هذا الإجراء في ظل التدهور الحاصل في إنتاج الدواجن وضعف قدرات هذا القطاع الذي تطاوله الجبايات.
ويجهل كثير من المواطنين اليمنيين في المناطق المعنية بتنفيذ مثل هذه القرارات، ما يجري في الأسواق بسبب عدم قدرتهم على شراء الدواجن التي يصل متوسط سعرها إلى نحو 3000 ريال للدجاجة الواحدة، وهو مبلغ لا يستطيع المواطن الأربعيني هاشم المنعي، العامل بالأجر اليومي، توفيره بحسب حديثة لـ"العربي الجديد"، ليس فقط بشكل يومي بل حتى في الأسبوع.

من جانبه، يبدي المواطن الثلاثيني سمير عبدالصمد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، استغرابه من تركيز السلطات في اليمن على قضايا ومواضيع هامشية لأنها مرتبطة بمصالحها الخاصة، في حين تتنصل من مسؤوليتها في قضايا أهم كصرف رواتب الموظفين وتوفير الخدمات العامة.
ويشكو تجار وباعة دواجن من الجبايات المفروضة عليهم وتراجع مبيعاتهم في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج بالتوازي مع انخفاض القدرات الشرائية للمستهلكين مع تفاقم الأزمات الغذائية والمعيشية والاقتصادية.
يؤكد تاجر الدواجن في صنعاء، فتحي أحمد، لـ"العربي الجديد"، أن أسعار الدواجن المتداولة حالياً أقصى ما يمكن تقديمه من قبل التجار والتي يتم فيها مراعاة وضعية المواطنين وتراجع القدرات الشرائية وتدهور الأوضاع المعيشية، وذلك من خلال تقليل هامش الربح إلى أدنى مستوى بالرغم من الجبايات والإتاوات وتكاليف الإنتاج والنقل التي تضاعفت خلال الفترة الماضية.
ويرى مسؤول في وزارة الزراعة والري بصنعاء، تحدث لـ"العربي الجديد"، أن قرار منع استيراد الدواجن الصادر العام الماضي يهدف لتطوير هذا القطاع الغذائي المهم وتحسين إنتاجيته في ظل هذه الظروف الراهنة وما تمر به البلاد من أزمات غذائية تستوجب الاهتمام بالإنتاج الغذائي المحلي كقطاع الدواجن وغيرها بما يسهم في تعزيز دوره في الأمن الغذائي، في حين ينتقد تجار ومستوردون ومتعاملون في الأسواق القرارات الأخيرة في قطاع الدواجن.
يوضح تاجر الدواجن، علي حارث، لـ"العربي الجديد"، أن كثيرا من القرارات الاقتصادية والتجارية لا تعكس الواقع الحقيقي ووضع بيئة العمل والمتغيرات الواسعة الحاصلة في البلاد منذ ثماني سنوات والتي أثرت على مختلف الأنشطة الاقتصادية وليس فقط قطاع الدواجن.
بدوره، لا يعتقد المحلل الاقتصادي فؤاد نعمان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هناك ركوداً وخسائر وانهياراً يطاول قطاع الدواجن واللحوم وأسواقها، مشيراً إلى أن هناك طبقة ثرية ساهمت الحرب في تكوينها تنفق ببذخ على استهلاكها من الدواجن واللحوم كما يلاحظ ذلك في المطاعم التي تزدحم بصورة يومية بمثل هؤلاء المستهلكين.
لكنه يشير إلى اصطدام هذا القطاع بعديد التحديات والتعقيدات والصعوبات التي ساهمت في إضعاف وتراجع قدراته الإنتاجية، إضافة إلى ما يسميه "الاقتصاد الجبائي" المعتمد على استحداث سلسلة طويلة من الإتاوات بمسميات مختلفة.
وتقدر بيانات صادرة في العام 2021، عن الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات في وزارة الزراعة والري، إنتاج اليمن بنحو 187.600 طن من اللحوم البيضاء وحوالى مليون و400 ألف بيضة.


التعليقات