نيويورك: روسيا والصين تتصادمان مع الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب الضربات على الحوثيين في اليمن
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 15 فبراير, 2024 - 09:08 مساءً
نيويورك: روسيا والصين تتصادمان مع الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب الضربات على الحوثيين في اليمن

وجهت، روسيا والصين اتهاما للولايات المتحدة وبريطانيا بشنِّ هجماتٍ غير قانونية على مواقع عسكرية تستخدمها جماعة الحوثي في اليمن ردا على استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعرقل الشحن العالمي.
ورد نائب السفير الأمريكي (روبرت وود) والسفيرة البريطانية (باربرا وودوارد) بأن هجمات الحوثيين غير قانونية، وأن الإجراءات "المتناسبة والقانونية" التي تتخذها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد المسلحين في اليمن تتم في إطار الدفاع عن النفس.
وأضافت وودوارد أن هجمات الحوثيين "ترفع تكاليف الشحن العالمي، بما في ذلك تكاليف إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية في المنطقة".
ومع ذلك، أكد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة (دميتري بوليانسكي) ومندوب الصين لدى الأمم المتحدة (تشانغ جون) أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يأذن أبدًا باتخاذ إجراءات عسكرية ضد اليمن.
وقد جاءت التصادمات خلال اجتماعٍ لمجلس الأمن حيث أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن (هانز غروندبرغ) أن الجهود الواعدة لاستعادة السلام في اليمن تعثرت بسبب تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة و"بالأخص التصعيد العسكري في البحر الأحمر".
و منذ نوڤمبر/ تشرين الثاني، استهدف الحوثيون السفن في البحر الأحمر للمطالبة بوقف إطلاق النار في الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقد هاجموا بشكلٍ متكرر حتى السفن التي لا تمتلك علاقة واضحة بإسرائيل، مما يعرض الشحن في هذا الطريق الحيوي للتجارة بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا للخطر.
و في الأسابيع الأخيرة، شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعمٍ من حلفائهما الآخرين، ضرباتٍ جوية تستهدف مخازن الصواريخ للحوثيين ومواقع إطلاق الصواريخ التي يستخدمونها في هجماتهم.
و قال السفير الأمريكي وود إن الضربات الأمريكية ردًا على الهجمات على السفن البحرية الأمريكية "تهدف إلى عرقلة وتقليل قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة على السفن والشحن التجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
وقال إن إيران قدمت للحوثيين "ترسانة متزايدة من الأسلحة المتطورة" منذ عام 2014، واستخدموها لاستهداف السفن التجارية، وأن "إيران لا يمكن أن تنكر دورها في تمكين ودعم الهجمات التي يقوم الحوثيون بتنفيذها".
وقد اتهم وود الحوثيين بـ"محاولة فرض قبضتهم على الشحن العالمي عبر البحر الأحمر" وحث جميع الدول، وخاصة تلك التي لديها قنوات مباشرة مع إيران، "على التأثير على قادة إيران للحد من الحوثيين ووقف هذه الهجمات غير المشروعة".
كما أكد بوليانسكي من روسيا أن موسكو "تدين بشكل قاطع الهجمات والاستيلاء على السفن التجارية و أن أي هجمات تقوم بعرقلة حرية الملاحة". وقال إن روسيا قد وجّهت رسائل إلى قادة الحوثيين للتركيز على جدول أعمال اليمن الداخلي ومتابعة السعي لتحقيق السلام.
وأضاف المبعوث الأممي غروندبرغ أن الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة وجزء كبير من الشمال اليمني، والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في اليمن، "تعهدوا في أواخر ديسمبر/ كانون الأول بوقف إطلاق النار في البلاد بأكملها واتخاذ تدابير لتحسين ظروف المعيشة وإعادة بدء عملية سياسية داخلية في اليمن".
ومع ذلك، أشار إلى أن عملية السلام في اليمن لا يمكن أن تعزل عن الأحداث في المنطقة، وأن الهجمات الأمريكية والبريطانية على أهداف الحوثيين، وتصنيف الحوثيين من قبل الولايات المتحدة كـ "مجموعة إرهابية" مثيرة للقلق.
وقال: "بغض النظر عن التعقيدات المحتملة، ستستمر جهودي بصرف النظر عن أي شيء آخر"، وأضاف: "لذلك، من الضروري أن نحمي المساحة السياسية، وأن تبقى قنوات الاتصال مفتوحة وأن يظل جميع الفاعلين مشاركين بنشاط في جهودي".
كما قال بوليانسكي أيضاً إن السبب الجذري للوضع الحالي هو العدوان العسكري الإسرائيلي في غزة عقب الهجوم المفاجئ لحماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الأمر الذي أثار ردود فعلٍ تسلسلية في الشرق الأوسط بما في ذلك من قبل الحوثيين.
و أضاف: "وقف فوري لإطلاق النار في غزة سيساعد في استقرار الوضع في البحر الأحمر، وسيؤدي تخفيف التصعيد في تلك المياه بدوره إلى إزالة العقبات أمام جهود المبعوث الخاص السيد غروندبرغ".
وقد بدأت الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014 عندما هاجم الحوثيون من معقلهم في الشمال وطردوا الحكومة المعترف بها دولياً من العاصمة صنعاء. و تدخل تحالف بقيادة السعودية في العام التالي نيابة عن الحكومة، ومع مرور الوقت تحول الصراع إلى حرب وكالة بين السعودية وإيران.
لذا فإن الحرب دمرت اليمن -البلد الأفقر في المنطقة العربية بالفعل- وأحدثت إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
و قد أخبرت (إديم ووسورنو)، مديرة عمليات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المجلس أن اليمن يواجه "احتياجات ضخمة مستمرة".
وقالت إنه في هذا العام، سيحتاج أكثر من 18 مليون شخص - أكثر من نصف سكان البلاد - إلى مساعدة إنسانية.
وتوقعت الأمم المتحدة أن 17.6 مليون شخص سيعانون من "عدم الأمن الغذائي الشديد" ، و سيواجهون الجوع الشديد، وقالت: "يواجه ما يقرب من نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة تأخراً معتدلاً إلى شديدٍ في نموهم".
وأضافت أن الأمم المتحدة تلقت فقط 40٪ من ندائها الإنساني بقيمة 4.3 مليار دولار في العام الماضي. وهذا العام، يستهدف النداء لليمن مبلغ 2.7 مليار دولار للوصول إلى 11.2 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن.


التعليقات