عقدت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، مستهل فبراير/شباط الحالي، جلسة استماع خاصة حول دور المملكة المتحدة في اليمن، ضمن تحقيق مستمر شمل عديد جلسات، ضمنها ملفي إيران ومكافحة الإرهاب.
شارك في الجلسة الخاصة بالملف اليمني، كل من إليزابيث كاندل، المتخصصة بملف التطرف، وهيلين لاكنر، الباحثة في الشأن اليمني منذ 15 عامًا، إلى جانب الكاتب والناشط فارع المسلمي، الرئيس السابق لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، والباحث حاليًا في المعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتام هاوس في ملف الشرق الأوسط وإيران.
في مداخلته، أشار المسلمي إلى ضرورة استمرار جهود حماية التجارة الدولية في البحر الأحمر، لأجل استقرار المنطقة، لكن الحماية حسبما ذهب تختلف عما أسماه "التدخل العسكري المباشر. حماية السفن أمر مختلف عن قصف اليمن".
أضاف: "مكافحة التهريب إلى الحوثيين من إيران ومصادر أخرى مهمة أولوية، حيث يجب أن يُساهم الشركاء الإقليميون والحلفاء الذين لعبوا على الحبلين في السابق بشكل أكثر فعالية في هذا الصدد"، مشددًا على أهمية "عدم القيام بأعمال مُنفردة أو خارجة عن الأُطر الدولية عند التعامل مع اليمن"، فيما أشار إلى معاناة دول المنطقة كالأردن ومصر جراء الهجمات في البحر الأحمر "أكبر من قدرتكم على التخيل. هذه ليست حربكم ولا يجب أن تكون حربكم".
ونصح المسلمي، الذي كان شارك في تغطية عديد الملفات بشأن اليمن على امتداد العقد الماضي، بـ"عدم التخلي عن إمكانية تخيل السلام" في البلد الرازح تحت نزاع طويل الأمد، معيدًا التركيز على أهمية الملف الإنساني رغم تلكؤ الحوثيين في عدم الالتزام باتفاقيات التهدئة.
وخاطب أعضاء مجلس العموم البريطاني: "بالرغم من كل مشاكله، لا يزال المسار الأممي هو المسار الوحيد الصحيح. خارج إطار الامم المتحدة لا يوجد لديكم أي حق قانوني للعب أي دور في اليمن."
نص المداخلة.. ردود المسلمي:
- ثمة أشخاص يقترحون علينا وجوب الاعتراف بالحوثيين كحكومة شرعية لليمن، هل توافق على ذلك؟
أولًا، وإضافة إلى ما قالته زميلتاي، أود الإضافة أن الطريقة التي أرى بها الحوثيين شخصيًا هي مزيج تجمع بين طالبان وكوريا الشمالية والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في بعض الجوانب، بالإضافة إلى مجموعاتٍ مُشابهة أخرى. يشبهون طالبان في رؤيتهم المُتطرفة للعالم باستثناء أنهم يقفون ضمن الفرقة الشيعية في الإسلام، ويشبهون القوات المسلحة الثورية الكولومبية كونهم ظهروا -بشكلٍ جزئي- نتيجة لتدمير الأحزاب السياسية في اليمن والحياة السياسية بشكل عام. لكنهم يشبهون أيضًا كوريا الشمالية، بأنهم لا يواجهون أي مشكلة في اتخاذ مواقف قصوى في أي مكان، وبغض النظر عن الثمن.
من وجهة نظري أرى أن المشكلة مع الحوثيين ليست مسألة اعتراف بهم وحسب، بل أكبر من ذلك. أعتقد أن الدبلوماسية الغربية بأكملها، وليس فقط المملكة المتحدة، لم تقم بالاعتراف بهم، ولكن بطريقة ما قامت بالتطبيع معهم، وأعتقد أن ذلك يُعد أكثر خطورة. فالطريقة التي يفهم بها الغرب الدبلوماسية، تتمثل على أنها نظام إقطاعي بنيوي، حيث يتم تحديد الترتيب الهرمي من خلال الاعتراف. ولكن بالنسبة للحوثيين، فقد تم الاعتراف بهم الآن، وبهذه الطريقة، حيث أن الجميع قد خضعوا واعتمدوا -على سبيل المثال- على نظام المساعدات البريطاني، وفي هذا الوقت يتم توجيه المساعدات الأخرى إلى المناطق التي تحت سيطرتهم وفقًا لشروطهم هم. وهذا بدوره أمر أكثر تعقيدًا، لذا فإن التطبيع (وهي كلمة تحمل مدلولات سيئة في اللغة العربية) أسوأ من الاعتراف بحكومتهم، وأعتقد أن هذه هي سياسة المملكة المتحدة الحالية، وأيضًا المجتمع الدولي بشكل عام. فقد قد تم التطبيع مع الحوثيين، ولا يهم حقًا الإقرار بهم، فهم بكل الأحوال ليسوا أشخاصًا حصلوا على السلطة عبر الانتخابات، وبالتالي لا يهمهم كثيرًا استطلاعات الرأي كما لا يجب أن ننسى أنهم استولوا على السلطة بالقوة في الانقلاب العنيف، سبتمبر/أيلول 2014، وهذه هي الواقعية التي نتعامل معها.
أعتقد أنها مزيج مزعج للغاية من الأمور التي لم يتمكن أحد من التعامل معها كما يجب.
- هل من المعقول أن تستمر الحكومة البريطانية في الاعتراف بالمجلس الرئاسي اليمني، حيث يوجد تشكيلة متنوعة من الفصائل التي بالكاد يمكن أن تعتبر نفسها بديلًا أو موحدة؟
أعتقد أنه بسبب الأحداث التي وقعت في السنوات العشر الماضية، لا أرى أن لدى حكومة المملكة المتحدة الكثير من الخيارات في اليمن بشكلٍ عام أو في المنطقة. لذا فإن صُنع السياسات السيئة قد أدى إلى تقليل الخيارات بشكلٍ غير متوقع بالقدر الذي تعتقدونه. ومع ذلك، أرى أن قرار مجلس الأمن 2216 الذي اعتمدته المملكة المتحدة في أبريل/ نيسان 2015 يجب أن يُؤخذ في الاعتبار، على الرغم من أن قرار مجلس الأمن بطبيعته كان قرارًا حربيًا، حيث جاء لتبرير الغارات الجوية السعودية على اليمن، إلا أنني أعتقد أن القيمة الأساسية لهذا القرار أمر مهم للحفاظ عليها، إذ أن أغلب الأسماء فيه قديمة، وهو بالأصل وثيقة قديمة بالفعل؛ لأن نصف الأشخاص المذكورين فيها قد توفوا أو فُقد أثرهم. لكن وبطريقة ما، فإن الروح الذي يحملها القرار والتي ترفض الوصول للسلطة بالعنف أمر مهم للغاية؛ لأن ذلك يعود مرة أخرى إلى نقطة التطبيع مقابل الاعتراف -كما ذكرنا سابقًا- حيث قمنا بتطبيع كبير مع العنف في الشرق الأوسط، وليس فقط في اليمن. وأعتقد أن التخلي عن ذلك سيفتح الباب أمام أي شخص يملك مزيد الأسلحة من الأطراف الحالية للبدء بهذه الدورة. لذلك، يبدو أن الدبلوماسية التي تمارسها المملكة المتحدة قد فشلت في تحقيق السلام في اليمن، وهذا يعتبر مسؤولية مزدوجة كونها حاملة للقلم في مجلس الأمن.
لكن في الوقت نفسه، أشعر بالقلق مرة أخرى من أنه إذا بدأنا في الاعتراف بأي شخص يظهر بأسلحة، فإن ذلك سيُشكل تهديدًا خطيرًا لا يمكن لأي شخص تحمله، سواء كانت المملكة المتحدة أو العالم أجمع. لذا فإن المشكلة في اليمن لم تعد فيمن هو قانوني أو شرعي. هناك جانب كان يتمتع باعتراف دولي وجانب لا يتمتع به، لكن في النهاية، بالنسبة لي كـ يمني، فإن كلا الجانبين مروعان. والوضع الحالي في اليمن ما كان ليستمر بهذه الطريقة للسنوات التسع الماضية أو حتى يبدأ، إذا كان لدى كل منهما التزامًا أكبر تجاه الشعب اليمني. وأعتقد أن ما يحدث في اليمن الآن لا يهم حقًا من يكون قانونيًا ومن ليس كذلك، إذ أننا عالقون في وضعٍ لا ينبغي أن نتعايش معه بسهولة، كدورة من العنف في جزء يعاني من ظروف صعبة في العالم.
- هل كانت ضربات المملكة المتحدة الجوية على أهداف الحوثيين متوافقة مع وضعها كحاملة قلم في الأمم المتحدة في اليمن؟
أولًا، المملكة المتحدة هي حاملة القلم في الأمم المتحدة بخصوص اليمن. ومع ذلك، يعتبر العديد من اليمنيين أن المملكة المتحدة هي حاملة الحرب وليست حاملة القلم، بسبب انحيازها إلى التحالف بقيادة السعودية لأسباب بريطانية بحتة، ولذلك الدعم القوي للتحالف من قبل المملكة المتحدة يُثير تساؤلاتٍ حول قدرتها على أداء دورها كحاملة للقلم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فعالية الضربات الجوية في اليمن مشكوك فيها.
لقد شاهدت العديد من الدول تتوهم استخدام القوة العسكرية في اليمن، بما في ذلك الولايات المتحدة بضربات الدرونز سابقًا والمملكة العربية السعودية وحديثًا المملكة المتحدة وأمريكا. ومع ذلك، فإن طبيعة البلد وصراعها المعقد يجعل من غير المرجح أن تحقق الضربات الجوية وحدها النتائج المرجوة. كما تم انتقاد استخدام القوة في اليمن، وذلك لتسببهِ في وفيات المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية.
علاوة على ذلك، فإن اتخاذ إجراءاتٍ عسكرية بدون دعمٍ دولي أو قرار من الأمم المتحدة من الممكن أن يخلق مشاكل كبيرة. وآخر تحالف مشترك رئيسي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في ذاكرة الشرق الأوسط كان حرب العراق، التي كان لها عواقب واسعة النطاق. ولذلك فالعمل بشكلٍ منفرد أو خارج الأطر الدولية في اليمن يشكل مخاطر نتائج سلبية مماثلة.
كما أن الانطباع أيضًا يلعب دورًا حاسمًا في هذا الوضع. فقد تم تآكل انطباع القوة البريطانية والأمريكية في الشرق الأوسط من خلال أحداثٍ مختلفة، بما في ذلك حرب غزة. لذلك، من المهم أن نأخذ في الاعتبار الآثار الأوسع والانطباعات المتعلقة بالعمل العسكري في المنطقة.
ونظرًا لهذه العوامل، فإن هناك أربعة سياسياتٍ رئيسية يجب العمل عليها:
أولًا، يجب أن تستمر الجهود لحماية التجارة الدولية في البحر الأحمر، لأنه أمرٌ بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة. ومع ذلك، يجب التمييز عن التدخل العسكري المباشر في اليمن. حماية السفن أمر مختلف عن قصف اليمن.
ثانيًا، يجب، وقد يكون هذا متأخرًا بعض الشيء وسيحتاج لصبر استراتيجي لكي يجني ثماره، لكن يجب أن تكون مكافحة التهريب إلى الحوثيين من إيران ومصادر أخرى مهمة أولوية، بأن يُساهم الشركاء الإقليميون والحلفاء الذين لعبوا على الحبلين في السابق بشكل أكثر فعالية في هذا الصدد.
ثالثًا، من الضروري عدم القيام بأعمال مُنفردة أو خارجة عن الأُطر الدولية عند التعامل مع اليمن. فالتعاون الدولي والالتزام بالأطر القائمة ضروري لإيجاد حل دائم. هذا مهم؛ لأنه لا يجب عليكم التصرف لوحدكم. لقد هبطت هذا الصباح [مستهل فبراير/شباط] من الأردن، ووجدت أن كمية المعاناة التي تعيشها البلد بسبب الهجمات في البحر أكبر من قدرتكم على التخيل. والحال ذاته بالنسبة لدول مثل مصر. لذلك هذه ليست حربكم ولا يجب أن تكون حربكم.
أخيرًا، أعرف أن هناك الكثيرين ممن يقولون أن الحوثيين لم يوقعوا أي اتفاقية سلام أو لن يلتزموا بأي اتفاقية سيوقعون عليها. لكن وعلى الرغم من التحديات، من المهم عدم التخلي عن إمكانية تخيل السلام في اليمن؛ هذا مسار خطير للغاية حتى على الصعيد الإنساني، أن تذهب إلى النوم وأنت تعتقد أنه قد لا يُتاح أبدًا أن تصافح أحدًا آخر. هذا يعطي المرء الفرصة للتملص من واجباته نحو السلام. ولهذا فبالرغم من لعب بريطانيا دور ثاني مانح في المساعدات الإنسانية، فإنه لم يكن هناك استثمار ناجح في دعم السلام في اليمن حتى الآن. وفي هذا الصدد تحديدًا، فإن أي أحد ستتحدث معه لديه مشاكله الخاصة مع عملية الأمم المتحدة، وحينما لا يريد السياسيون أو وزراء الخارجية في الغرب عمل شيء لدعم السلام في اليمن، لطالما يكررون جملة "نحن ندعم جهود الأمم المتحدة"، وهي جملة اعتذار وتخفٍ. لكن، وبالرغم من كل مشاكله، لا يزال المسار الأممي هو المسار الوحيد الصحيح. خارج إطار الأمم المتحدة لا يوجد لديكم أي حق قانوني للعب أي دور في اليمن.
- لماذا حدث تصاعد حديث في حوادث إطلاق النار في البحر الأحمر؟ هل يعود ذلك إلى أن الإيرانيين منحوا الحوثيين الضوء الأخضر وقاموا بحثّهم على بدء الهجمات؟ أم أنه بسبب الديناميات الداخلية في حركة الحوثي، حيث يواجهون زيادة في عدم الشعبية داخل البلاد؟
أتفهم هوس الغرب بالزاوية الإيرانية، لكن وبصراحة، أعتقد أن هذا لم يعد ذا أهمية. سواء كانت إيران قد أمرت الحوثيين بالتصرف أم لا، وسواء أعلنوا بشكلٍ صريح عن الدعم الإيراني أم لا، فإن ذلك لم يعد مهمًا في هذه المرحلة. فقد تمكن الحوثيون بالفعل من تجميع قوة وتأثير كبير في منطقة البحر الأحمر مما يمكن أن تحققه إيران في أحلامها. وإذا كانت الحوادث الأخيرة تحركًا مقصودًا، فإنها تخدم هدفي الحوثيين، لذا في رأيي، لم يعد الارتباط الإيراني بما يجري ذو صلة بعد الآن.
- يُعتقد أن الحوثيين قد أصبحوا متشددين بعد سنوات من الحرب مع السعودية، برأيك إلى أي مدى قد لعبت المملكة المتحدة والولايات المتحدة لصالحهم حين دخلت معهم في مواجهة مباشرة؟ وهل هذا ما كانوا يسعون إليه منذ البداية؟
أعتقد ذلك. كما في الحياة، فإن القاعدة نفسها تنطبق على الدول إذ يجب عليك اختيار اصدقائك بحذر وأعدائك بحذر أكثر. وفي الوقت الحالي، حقق الحوثيون ميزةً كبيرة من خلال المشاركة المباشرة في الحرب مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ولا أعتقد أن الغارات الجوية وحدها ستكون فاعلة ضدهم، على الرغم من أن رأيي هذا قد لا يحظى بشعبية.
تحدثت صباح اليوم [مستهل الشهر] مع الرئيس اليمني في الرياض، ويعتقد أن المملكة المتحدة لا تبذل ما يكفي، ويريد شراكة عسكرية مع حكومته. مع أن هذا ليس رأيًا يحظى بشعبية كبيرة. ولكن أعتقد فعلًا أن الحوثيين تلقوا فرصة كانوا يتطلعون إليها منذ فترة طويلة. قد لا تصدقون أن الحوثيين سيتوقفون في حالة حدثت هدنة في غزة، لكن عقليتهم وحساباتهم تختلف كثيرًا عن عقليتنا، ففي عالم الحوثيين، يمكن لـ اثنين زائد اثنين أن يساوي عشرة أو حتى ناقص خمسة، إذ أن لديهم قواعد مختلفة جدًا للعب. وحتى وقت قريب، كانوا مُجرد جماعة جبلية، لا يجيدون السباحة ولا يحبون حتى أكل السمك. ومع ذلك، أصبحت هذه الأشياء هي واحدة من أبرز اهتماماتهم الرئيسية في الوقت الحاضر.
ولا أعتقد أن أحدًا رأى بشكل كامل قدرات الحوثيين في الحرب البحرية. قُمتُ بإجراء أبحاث مكثفة في هذا الشأن، والتي يمكننا مناقشتها في إطار مغلق أكثر؛ من أجل سلامة العديد من الأشخاص.ولكنني حقًا أعتقد أننا لم نشهد بعد مدى الكابوس الذي قد يطلقه الحوثيون في تلك المنطقة وفي ذاك الجزء الصغير من العالم.
- قمت في وقت سابق بذكر إمكانية فرض عقوبات، هل هذا يعني أنك تعتقد أنه لا يجب للحوثيين أن يُصنفوا منظمة إرهابية؟
أعتقد أن هذين سؤالين منفصلين: هل الحوثيون يستحقون أن يُعتبروا إرهابيين أم لا، وهل إعلانهم كذلك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة يؤثر فعلًا على سلوكهم أو يحدث فرقًا؟ شخصيًا، أعتقد أن الحوثيين يستحقون جميع الصفات السلبية بكل لغات العالم، ولكن ليس التصنيف عنهم كمجموعة إرهابية هو النهج الأكثر فعالية. دعني أوضح لماذا لدي مخاوف حول هذا التصنيف.
أولًا، لا توجد استراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع مثل هذا التصنيف، وهذا النقص في الوضوح قد يسبب مشكلة. ثانيًا، عند استخدام العقوبات، فإنها تشبه إطلاق رصاصة؛ بمجرد استخدامها، ستفقد القدرة على التهديد بها في المستقبل. وقد قامت الولايات المتحدة بالفعل بتصنيف الحوثيين في الماضي، والآن قامت الإدارة الجديدة بالشيء نفسه. أعتقد أن هناك طُرقًا أكثر كفاءة لاستهداف النظام المالي للحوثيين دون تصنيفهم كمجموعةٍ إرهابية.
دعني أعطيك مثالين محددين على كيفية تأثير هذا التصنيف على عملية السلام في اليمن. حاليًا، تقوم السعودية، على سبيل المثال، بالتفاوض مع الحوثيين والتعهد بالدعم المالي للقطاع العام في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون. هل ستقوم السعودية حليفتكم بتحويل الأموال لمجموعة مصنفة كإرهابية؟ بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء رحلاتٍ جوية بين عَمّان وصنعاء كجزء من اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، والتي أنقذت حياة مئات الآلاف من الأشخاص. هل سيُسمح للأردن تشغيل رحلات جوية إلى مطار تُسيطر عليه مجموعة إرهابية؟ هذه أسئلة عملية مهمة يجب معالجتها، لم أسمع لها أجوبة شافية حتى الآن.
إذن، مرة أخرى، ما إذا كان الحوثيون يستحقون التصنيف كمنظمة إرهابية أم لا، هو سؤال منفصل. وما إذا كان هذا التصنيف سيقربنا من السلام في اليمن فإني أشك في ذلك بشدة. أود أن أؤكد أن هذه ليست وجهة نظر واسعة، بل وجهة نظري الشخصية. وأعتقد بصدق أنها لن تكون مفيدة، على الرغم من أن العديد من الأشخاص قد يختلفون معي في الرأي.