أظهرت إحصائيات أممية أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام 2024، ما ينذر بزيادة انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع في حال فشل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في البلاد.
وأظهر تقرير النظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية في اليمن، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، أن 17.6 مليون شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الجاري 2024، نتيجة استمرار الأزمة الاقتصادية، وزيادة مستويات البطالة، وعدم الاستقرار وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.
وأضاف التقرير أن فشل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في مجال المساعدات الغذائية الطارئة ودعم سبل العيش خلال العام الجاري، سيؤدي إلى "انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، خاصة بين الـ6 ملايين شخص الذين يعانون من المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC4)"، حيث تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات.
وحذر مكتب الـ"أوتشا" من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عملية لتجنب المزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية، فإن من الممكن "أن تظهر جيوب في بعض المناطق تعاني من المرحلة الخامسة (IPC5) التي تعني المجاعة"، وهي أعلى مراحل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، حيث تعاني أسرة واحدة من كل 5 أسر على الأقل نقص شبه كامل في الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى، ما يجعلها تواجه الجوع والموت.
وكشف التقرير أن خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام تستهدف الوصول إلى 12.8 مليون من الأشخاص الأكثر تعرضاً لانعدام الأمن الغذائي الحاد؛ من بينهم 6.5 مليون طفل، و3 ملايين امرأة وفتاة، من خلال توفير المساعدات الغذائية الطارئة ودعم سبل العيش.
وأوضحت الأمم المتحدة أن مجموعة الأمن الغذائي والزراعة (FSAC)، والمكونة من 90 شريكاً، تتطلب تمويلاً قدره 1.36 مليار دولار للعام الجاري، من أجل تنفيذ تدخلات متعددة تهدف إلى زيادة توافر الغذاء الآمن والمنقذ للأرواح للأسر الأكثر ضعفاً من خلال المساعدة الطارئة، بالإضافة إلى مشاريع من شأنها حماية واستعادة وتعزيز سبل العيش وبناء الأصول لتعزيز القدرة على الصمود.