أكدت الأمم المتحدة أن استمرار جماعة الحوثيين في تنفيذ الهجمات على طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن يهدد بتفاقم الصراع ويضاعف من حدة التأثيرات على التجارة الدولية.
وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام؛ روزماري دي كارلو، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إن هجمات الحوثيين المستمرة بالطائرات المسيرة والصواريخ والتهديدات للملاحة في البحر الأحمر "تثير قلقا عميقا وتهدد بتفاقم الصراع والتأثير بشكل أكبر على التجارة الدولية"، حيث تقوم الشركات بتحويل السفن بعيدا عن الطرق البحرية الحيوية.
وفيما أشارت دي كارلو إلى الضربات التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، وبدعم من 6 دول أعضاء أخرى، ضد مواقع الحوثيين في اليمن، رداً على هجمات البحر الأحمر، كررت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف إلى "التراجع عن حافة الهاوية والأخذ بعين الاعتبار التكلفة البشرية والاقتصادية التي لا تُحتمل لصراع إقليمي محتمل".
وأوضحت أنه منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، قبل نحو ثلاثة أشهر ولا يزال مستمرا حتى الآن، "تقع حوادث شبه يومية في المنطقة"، سواء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أو هجمات الجماعات المرتبطة بإيران ضد المنشأت الأمريكية في سوريا والعراق، ورد واشنطن بضربات في البلدين، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي تنفذها إسرائيل على مواقع متعددة في سوريا.
وحذرت المسؤولة الأممية من خطر التصعيد في الشرق الأوسط وعواقبه المحتملة، وقالت إن المنطقة لا تزال "مضطربة إلى حد كبير، والتوترات التي اجتاحت العديد من بلدانها لا تزال تتصاعد، ومن المؤسف أن هذا لا يشكل مفاجأة".
وشددت دي كارلو على أن الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل يتطلب تنفيذ خارطة طريق سياسية واضحة تجاه كل هذه المواقف، لذا فإن "الأمين العام يواصل اتصالاته المكثفة مع جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين لحث كل الأطراف على اتخاذ تدابير ملموسة لتهدئة التوترات، والعمل على إيجاد حلول سياسية مستدامة تهدف إلى حل النزاعات طويلة الأمد، وليس مجرد إدارتها".
وناشدت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، مجلس الأمن لمواصلة العمل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية "لمنع المزيد من التصعيد وتفاقم التوترات التي تقوض السلام والأمن الإقليميين".