قال مسؤولٌ أمريكي، الجمعة، إن الولايات المتحدة قد عززت الدفاعات في قاعدةٍ في الأردن التي تعرّضت لهجومٍ من قِبل مُسلحين مدعومين من إيران، وذلك استعداداً للرّد الأمريكي واسع النطاق، على هجوم الطائرات المُسيّرة الذي أودى بحياة ثلاثة من أفراد الخدمة.
وفي حين يبدو أن الاستجابة العسكرية الأمريكية الأكبر قد تكون وشيكة، تعهدت بعض الفصائل المدعومة من إيران بمواصلة استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي بيانٍ أصدرته، الجمعة، أعلنت أحدى الميليشيات العراقية الأكثر تأثيراً والمدعومة من إيران -حركة النجباء- عن خُططها لمواصلة العمليات العسكرية ضد قوات الولايات المتحدة، على الرغم من إعلان فصائل أخرى متحالفة عن تعليق هجماتها عقب الضربة بواسطة الطائرة المُسيّرة يوم الأحد في الأردن.
و كانت بعض الميليشيات تشكل تهديداً للقواعد الأمريكية لسنوات، لكن هذه الفصائل زادت من هجماتها في أعقاب حرب إسرائيل مع حماس بعد الهجوم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل، حيث أدت الحرب إلى مقتل آلاف المدنيين في غزة وامتدت إلى أربع دول أخرى حتى الآن. كما استخدمت فصائل الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة النزاع لتبرير استهداف المصالح الإسرائيلية أو الأمريكية، بما في ذلك تهديد السفن التجارية المدنية وسفن الحرب الأمريكية بواسطة الطائرات المُسيّرة أو الصواريخ في تبادلاتٍ يومية تقريباً.
و في يوم الجمعة، أعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية أن نظام الدفاع الصاروخي "أرو" اعترض صاروخاً اقترب من البلاد قادماً من البحر الأحمر، مما أثار الشك في أنه أُطلِق من قِبل الحوثيين في اليمن، ولم تُعلن الجماعة المُسلحة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
و قال مسؤول أمريكي ثان إن الجيش قام بتنفيذِ ضرباتٍ دفاعية ذاتية إضافية داخل اليمن يوم الجمعة ضد أهدافٍ عسكرية للحوثيين، حيث كانت تُعتبر تهديداً وشيكاً. وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية، التي يُديرها الحوثيون، أن القوات البريطانية والأمريكية نفذت ثلاثَ ضرباتٍ في محافظة حجة شمال اليمن، وهي معقل للحوثيين.
وفي حين كانت الردود الأمريكية السابقة في العراق وسوريا أكثر اقتصاراً، إلا أن الهجوم على برج 22، كما يعرف موقع القوات الأمريكية في الأردن، ووفاة الأفراد الثلاثة للخدمة قد تجاوزت الحدود، وفقاً للمسؤول. و رداً على ذلك، تدرس الولايات المتحدة استجابة أوسع بكثير و تشمل ضرب قادة الميليشيات. كما تشمل الخيارات الأمريكية المطروحة للنظر الأهداف في سوريا واليمن والعراق، حيث تم إطلاق الطائرة المُسيّرة المصنوعة في إيران و التي أودت بحياة الأفراد العسكريين.
وفي نفس اليوم، قامت وزارة الخزانة الأمريكية بفرضِ عقوباتٍ جديدة على شبكةٍ من الشركات في إيران وهونغ كونغ المُشتبه بها في مساعدتها لإيران على الحصول على تكنولوجيا لصنع أسلحةٍ باليستية وطائرات مُسيّرة. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ستة مسؤولين إيرانيين بتهمة ارتكاب سلسلة من الأنشطة السيبرانية الخبيثة ضد البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
كما أدى الهجوم على برج 22 إلى وقوع أول حوادث قتالية تؤدي إلى وفاة أفراد الخدمة الأمريكيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وتم التفكير في الخيارات الأمريكية للرد على الهجوم في حين كان الرئيس (جو بايدن) ووزير الدفاع (لويد أوستن) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال (كيو براون) في طريقهم إلى قاعدة دوفر للقوات الجوية في ديلاوير للوقوف مع عائلات الجنود الذين سقطوا أثناء عودة جثامينهم إلى الولايات المُتحدة.
و ألقت الولايات المتحدة باللوم على الهجوم في الأردن على المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف للميليشيات المدعومة من إيران. وفي الأيام التي تلت الهجوم، قامت الولايات المتحدة بتعزيز الدفاعات حول برج 22، الذي يضم حوالي 350 جندياً أمريكياً ويقع بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الأردن وسوريا، حيث تبعد الحدود العراقية فقط 6 أميال (10 كيلومترات).
و في يوم الخميس، أشار وزير الدفاع أوستن إلى أن الرد الأمريكي ضد الميليشيات سيتسع.
و صرّح: "في هذه المرحلة، حان الوقت لإزالة المزيد من القدرات، أكثر من تلك التي قُمنا بإزالتها في الماضي".
وأوضح أوستن أن إيران لها دورٌ في الهجمات من خلال توريد وتدريب الميليشيات. وقال مسؤول آخر في الولايات المتحدة إنه حاول التواصل من خلال قنوات غير رسمية مع إيران خلال الأشهر القليلة الماضية لإقناعها بضبط الجماعات المُسلحة.
و تحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تفاصيل لم يتم التصريح بها علناً.
وقد حاولت الولايات المتحدة الاستجابة أيضاً بردود عسكرية محدودة من خلال سلسلةٍ من الضربات على مواقع تخزين الأسلحة ومناطق التدريب. و حتى الآن، لم تثنِّ الاستجابة الأمريكية الجماعات التي هاجمت منشآت أمريكية ما لا يقل عن 166 مرة منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
و قامت إحدى الجماعات، كتائب حزب الله -وهي ميليشيا عراقية أخرى قوية مدعومة من إيران وتتم مراقبتها عن كثب من قبل المسؤولين الأمريكيين- يوم الثلاثاء بإعلان تعليقها "للعمليات العسكرية والأمنية ضد القوات الاحتلالية" وذلك لتجنب إحراج الحكومة العراقية عقب هجوم الأردن.