دعا الرئيس اليمني رشاد العليمي إلى القضاء على القدرات العسكرية الخاصة بجماعة الحوثيين وليس فقط ضربات ردع عسكرية قال إنها "ليست حلًا".
واعاد الرئيس العليمي التذكير بالموقف اليمني المبكر من خطورة المشروع الإيراني في المنطقة، والذي باتت تتصدره مؤخرًا الجماعة الشيعية في صنعاء، مع استمرار استهدافها منذ أشهر لحركة التجارية العالمية عبر مضيق باب.
وعقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض مؤتمرًا صحفيًا مع العديد من مراسلي القنوات والوكالات العالمية، بالتزامن مع ضربات جديدة شنتها القوات الأمريكية فجر السبت، على مواقع للحوثيين بعيد هجومهم الأخير على سفينة نفط بريطانية اشتعلت فيها النيران لساعات طويلة في خليج عدن، مع تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على حركة حماس.
وقال الرئيس اليمني إن الحل لا بد أن يأتي بالشراكة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في بسط سيطرتها على هذه المناطق واستعادة مؤسسات الدولة، معيدًا التذكير باتفاق ستوكهولم 2018.، الذي قال إنه مكّن الحوثيين، دون أن يلتزموا به ككل الاتفاقيات الأخرى الموقعة معهم، من البقاء في ميناء الحديدة الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر.
اضاف "نقول اليوم لا يُلدغ المرء من جحر مرتين. يجب أن تتحرر المناطق من سيطرة الحوثيين."
ولفت العليمي الى أن "التطورات الحالية في البحر الأحمر ليست جديدة؛ كنا قد حذرنا سابقًا"، مشيرًا إلى خطابه الأخير على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى سبتمبر/أيلول الماضي.
وردًا على سؤال الصحفيين عما إذا كان اليمن يسعى الى دعم عسكري أميركي وسعودي للقيام بعمليات عسكرية برية للقضاء على الحوثيين، قال "نحن نطالب كلّ يوم وكل شهر وكل سنة".
وتابع "نريد دعم الحكومة الشرعية ليس من أجل الحرب (...) بل لكي تجبر الحوثيين على أن يأتوا إلى الحوار".
وفي اللقاء اللافت وغير المسبوق، كان الرئيس اليمني قد تطرق إلى نبذة تاريخية عما أسماها "القضية الحوثية" التي أشار إلى أن جذورها تغيب عن الكثير من الصحفيين والإعلاميين والباحثين السياسيين في المجتمع الغربي.
وفيما "يعتقد الكثيرون أنها بدأت عام 2004 أو 2015"، أعاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الجذور الأولى لجماعة الحوثيين في اليمن إلى "بداية ثمانينيات القرن الماضي"، بالتزامن مع عودة الخُميني إلى طهران عام 1979، لتبدأ معها ما أسماها "الاستراتيجية الإيرانية في التوسع تحت شعار تصدير الثورة بإنشاء كيانات في المنطقة العربية"، وهو ما شكل "بداية تكوين خلايا تابعة لإيران في اليمن بداية الثمانينيات بالتزامن مع إنشاء حزب الله في لبنان".
وقال: "لم يكن لهذه الخلايا تسمية محددة حينها، عندما تم تدريبها في إيران وبدأت ارتكاب أعمال إرهابية في صنعاء نهاية عام 1983 والعام التالي 1984"، مشيرًا إلى جرائم إرهابية اُرتكبت حينها مثل إلقاء قنابل على سينما بلقيس بصنعاء وقتل حارسها، ومهاجمة النساء في شوارع العاصمة اليمنية حينها بالمواد الحارقة
ولفت الى "تم ضبط هذه الخلايا ومحاكمة بعضها"، فيما لاذت قياداتها بالهرب إلى طهران، والتي "كان من أشهرها بدر الدين الحوثي والد عبدالملك الحوثي، وصلاح فليتة والد محمد عبدالسلام" الناطق الرسمي باسم الجماعة.
واستعرض الأكاديمي في علم الاجتماع الذي يرأس مجلس القيادة اليمني المكون من سبعة أعضاء، منذ أبريل/نيسان 2022 ، التطورات التي قادت لاحقًا لاستمرار الدور الإيراني خاصة بعيد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، حيث "بدأ الدعم يزداد لهذه الخلايا خاصة في صعدة"، كاشفًا الدور الذي لعبه "السفراء الإيرانيون والملحقون العسكريون وهم رجال مخابرات إيرانية، عندما كانوا يذهبون خلال التسعينيات لأداء العمرة في السعودية عبر الحدود البرية وليس الطيران، ويقضون أوقاتًا تصل لأسابيع في منطقة مران"، إلى أن انفجرت الحرب الأولى عام 2004 بقيادة حسين الحوثي "عندما أحس الحوثيون أنهم قادرون على مواجهة الدولة".
واعترف الرئيس اليمني أن الجماعة الشيعية المدعومة من إيران أكملت تدريباتها العسكرية في صعدة "في غفلة من الحكومة، وبدأوا الاعتداء على السلطات المحلية ورفض دفع الضرائب"، فيما خاضت القوات الحكومية حينها جولة من الصراع على مدى ست سنوات مع القوة المتمردة التي ظلت تتنامى ودخلت على خط الاحتجاجات السلمية المسماة بـ"الربيع العربي" التي عصفت باليمن وعديد دول حينها في المنقطة.
وقال العليمي إن الحوثيين انضموا إلى الحركة الشعبية المناوئة لنظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، مشيرًا إلى وقوف القوى السياسية التي كانت ضد النظام حينها في صف الجماعة "وضمتها إلى الساحات التي كانت موجودة في صنعاء ومحافظات أخرى"، فيما سارت الأحداث على وتيرة متسارعة حد انفجار "مواجهات مسلحة والبدء بحروب متعددة في صنعاء ومأرب والجوف ومناطق يمنية أخرى الأمر الذي كاد يتطور إلى حرب أهلية"، ما أدى إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي رعتها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي نقلت السلطة حينها إلى الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، الذي كان نائبًا لـ صالح، وتشكيل حكومة شراكة بين السلطة والمعارضة، والانفتاح لاحقًا على مؤتمر شامل للحوار الوطني ضم مختلف الفرقاء اليمنيين، بما فيهم الحوثيون الذين شاركوا بستة وثلاثين عضوًا قبل انقلابهم اللاحق على الحكومة المعترف بها دوليًا.