رحب الإعلام الإسرائيلي بالهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن، إذ جاءت تلك الهجمات عقب مطالبات مستمرة من تل أبيب لواشنطن بضرورة الرد على هجمات الجماعة في البحر الأحمر. وقال تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية إن هدف الضربات الأمريكية والبريطانية كان جماعة الحوثيين لكنها تحمل رسالة لإيران، التي تُتهم بدعم الجماعة.
ومع استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تراقب وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسرائيلية عن كثب الأوضاع في البحر الأحمر، في ظل مواصلة الحوثيين هجماتهم على السفن رغم تشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
كما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير حول تأثير هجمات الحوثيين على تراجع حركة ميناء إيلات وصعوبة الحصول على بعض السلع من السوق الإسرائيلية.
•الهجوم على الحوثيين: الهدف هو اليمن، لكن الرسالة موجهة لإيران
المصدر: موقع معاريف
اضطر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوناك، إلى إصدار أوامر لطائرات أمريكية وبريطانية بقصف أهداف عسكرية تستخدمها جماعة الحوثيين “الإرهابية” في اليمن نظرًا لتجاهلهم تهديدات واشنطن المتكررة ومواصلة هجماتهم على السفن التي تبحر في مضيق باب المندب حتى مع تشكيل التحالف الدولي الذي يهدف إلى حماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر، وهذا الهجوم يجب أن يوضح للحوثيين تكلفة الخسارة إذا واصلوا أنشطتهم العدوانية في منطقة المضيق، ويثنيهم عن مواصلة الهجمات.
ومع ذلك، يصعب تجاهل حقيقة أن الهجوم الذي حدث، هو أيضًا رسالة شديدة اللهجة لإيران. لقد كشفت الإدارة الأمريكية، في الأسابيع المنصرمة، عن المساعدات التي تقدمها إيران للحوثيين، ومن بينها المساعدة الاستخباراتية، كما حرص المتحدثون باسم الإدارة على الإشارة إلى أنها “منظمة إرهابية مدعومة من إيران”. ويبدو أن الأمل معقود على أن تدرك طهران “أنها تخاطر”، وأن تتأهب للضغط على الحوثيين لوقف هذه الهجمات.
حافظت إيران منذ بداية حرب “السيوف الحديدية” على سياستها الثابتة، المتمثلة في عدم التدخل المباشر في المعركة، بل دفع وتوجيه وكلائها في كافة أنحاء الشرق الأوسط لمهاجمة القوات الأمريكية والإسرائيلية بغية التوصل إلى هدنة للحفاظ على حكم حماس في القطاع. كما تواصل إيران، في الوقت ذاته، دعمها لهؤلاء الوكلاء لمساعدتهم في هذه المعركة، ولكن كما ذكرنا دون تدخل مباشر. وحتى لو لم تكن للإدارة الأميركية “رغبة” في مواجهة مباشرة مع إيران، فإن حقيقة خوض الإدارة حاليًا معركة عنيفة في مواجهة الميليشيات الشيعية في العراق (التي زادت من تطرفها في الأسابيع الأخيرة) والحوثيين في اليمن يفاقم بشدة من خطر المواجهة المباشرة بين طهران وواشنطن.
إن المساعدة التي تقدمها طهران لوكلائها تطمس للغاية حدود التمييز بين إيران وتلك العناصر “الإرهابية”. كما تعد حقيقة أن تحميل الإدارة الأمريكية طهران مسؤولية نشاطات وكلائها علنًا، تقوّض للغاية من قدرتها على التعامل مع هذه التهديدات، دون إلحاق أي ضرر بالراعي. كلما تصاعد الصراع بين وكيلها (إيران) والولايات المتحدة تفاقمت المعضلة في طهران. وآخر ما تريده إيران هو مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية، ومن ناحية أخرى، عندما يواجه حلفاؤها “الشيطان الأكبر” ستجد صعوبة في تجاهل الأمر، إذ تواجه طهران خيارات صعبة: زيادة المساعدات لوكلائها ستبرز وتعزز مسؤوليتها تجاه أنشطتهم وتزيد من خطر المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ولكن من ناحية أخرى، تجاهلها قد يضر بعلاقة إيران مع هؤلاء الوكلاء ويبرز العقبات التي تواجه نظام الوكلاء. كما يضع هجوم (الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين) تنظيم حزب الله -الذي عزز في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اغتيال سليماني، علاقاته مع الحوثيين وكان أعضاؤه يوجدون بانتظام في العاصمة اليمنية لمساعدة الحوثيين في معركتهم أثناء مواجهة السعودية -في مأزق. ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان حزب الله يريد أيضًا الانخراط في مواجهة مباشرة مع الأميركيين، لكن تزايد النشاط الأمريكي عليهم سيشكل أيضًا تحديًا له في ضوء التزامه الأساسي تجاه الحوثيين.
كما أن هجوم (الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين) هو رسالة من الولايات المتحدة لحلفائها في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها إسرائيل، بأنها لن تتردد في تقديم المساعدة لهم عند اللزوم، وبصفة عامة تعمل على شحذ تركيبة “التحالفات في الخليج” (الغرب إلى جانب إسرائيل ودول الخليج في مواجهة إيران ووكلائها).
لقد خاطرت الإدارة (الأمريكية) والبريطانيون -الذين أصبحت تصريحات كبار مسؤوليهم في لندن حول إيران ومسؤوليتها عن “وكلائها” أشد تطرفًا -في الهجوم، لأنه كان من المحتمل أن يتوسع، كما أن ردة فعل الحوثيين على الهجوم بدت وكأنها لن تكون الهجوم الأخير. ولهذا، مع تصاعد الحملة في اليمن، وتفاقم الصراع في العراق، فإن احتمال نشوب مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران تتزايد بشدة، حتى لو سعى الطرفان إلى تلافيها.
•خامنئي متورط شخصيًا في حصار البحر الأحمر، والحوثيون تدربوا في أكاديمية النخبة الإيرانية
المصدر: يديعوت أحرونوت
درب الحرس الثوري المتمردين الحوثيين الذين يهاجمون السفن “المرتبطة بإسرائيل” في البحر الأحمر في أكاديمية النخبة البحرية الإيرانية، التي تحمل اسم المرشد الأعلى علي خامنئي. وأفادت أن نحو 200 ناشط تدربوا في المؤسسة البحرية الواقعة على شواطئ بحر قزوين. ونقل تقرير، نشرته صحيفة التلجراف البريطانية، عن مصادر إيرانية قولها إن خامنئي نفسه “لعب دورًا بصفة شخصية” في الحصار الذي بدأ في البحر الأحمر، حيث دعم تجهيز الحوثيين بالأسلحة والعتاد الحربي.
ووفق التقرير، فإن الحوثيين تدربوا لمدة ستة أشهر في دورة لتدريب مرتزقة أجانب تحت قيادة فيلق القدس الإيراني، كما أن تفاصيل التدريب، التي جمعتها مصادر استخباراتية في إيران، تظهر تورط مباشر لطهران في توسيع الصراع في الشرق الأوسط.
واجهت القوات البريطانية والأميركية، مؤخرًا، الحوثيين في البحر، وأسقطوا طائرات مسيّرة انطلقت من اليمن وأحبطوا محاولات عدائية للاستيلاء على السفن. ويخطط الغرب لاتخاذ إجراءات انتقامية تلحق الضرر بالحوثيين على الأراضي اليمنية، في أعقاب محاولاتهم الإضرار بحرية الملاحة والتجارة في البحر الأحمر. وبحسب صحيفة التلجراف، استهدف ما لا يقل عن صاروخ حوثي سفينة حربية تابعة للبحرية البريطانية، وقال وزير الدفاع البريطاني بعد هذا الحادث: “هذا يكفي. لا يمكن استمرار ذلك. لن نسمح به”. كما أعلن الحوثيون أمس أنهم هاجموا “سفينة أمريكية ساعدت إسرائيل”.
تأسست الأكاديمية البحرية في إيران عام 2013، وفي غضون أربع سنوات انتقلت إليها كافة تدريبات الحرس الثوري البحرية. وانطلقت أول دورة للحوثيين -في علوم وتكنولوجيا البحار -في يناير 2020، وكانت إقامتهم منفردة عن الطلاب الآخرين. كما ذكر التقرير أنهم مُنعوا من التواصل مع هؤلاء الطلاب بأي وسيلة، لمنع تسرب معلومات استخباراتية. وأشار التقرير أن جزيرة فرور، وهي جزيرة صغيرة وغير مأهولة في وسط الخليج العربي ويسيطر عليها الحرس الثوري، تستخدم أيضًا لتدريب مرتزقة إيران.
•هجمات الحوثيين: هل هي مقدمة لأمر آخر؟
المصدر: تايمز أوف إسرائيل
لقد كان التهديد الحوثي محجوبًا عن أنظار الجميع لسنوات. وظلت نواياهم المعلنة، “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، مجرد كلمات حتى بعد فترة طويلة من سيطرتهم على الساحل الغربي لليمن وإظهارهم القدرة على مضايقة حركة الملاحة البحرية. قبل مهاجمة حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية أو الدولية في نوفمبر 2023، هاجم الحوثيون شحنات تصدير الطاقة التابعة للحكومة اليمنية، مما أدى إلى توقفها. كما استهدفوا، منذ عام 2018، أصولًا على بُعد أكثر من 1400 كيلومتر في الخليج بالصواريخ والطائرات المسيّرة، لذلك كانت مسألة تطوير قدراتها إلى حد الوصول إلى إسرائيل مجرد وقت فقط. إذا لم ينتبه أي شخص إلى التقدم الذي تحرزه الجماعة، فقد أعلن الحوثيون منذ أربع سنوات صراحة عن نواياهم وقدراتهم زاعمين أن لديهم بنكًا من الأهداف العسكرية الحيوية في إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، أثبت الحوثيون تميزهم بين وكلاء إيران، نظرًا لقدرتهم دون سواهم على إطلاق صواريخ باليستية يصل مداها إلى حوالي 2000 كيلومتر. قد يرجع هذا جزئيًا إلى أن وكلاء إيران الآخرين المجاورين لإسرائيل، مثل حزب الله اللبناني، لا يحتاجون إلى هذا النوع من المدى لضرب أي مكان في إسرائيل لأنها دولة صغيرة جغرافيًا وتقع على الحدود مباشرة وليس على بُعد 1600 كيلومتر. ومن المؤكد أن هذه القدرات لم تُصمم أو تُصنع في اليمن، بل زودتهم إيران بها وجرى تهريبها عبر مجموعة متنوعة من مختلف الطرق البحرية والبرية التي تشمل ميناء الحديدة اليمني والحدود المليئة بالثغرات مع عمان. ومع ذلك، فإن المسافة تضيف بعض التعقيدات لصياغة الرد الإسرائيلي.
حتى الآن، لم تسقط أي هجمات صاروخية للحوثيين على الأراضي الإسرائيلية، ولذا كانت الصواريخ والطائرات المسيّرة أكثر إزعاجًا من غيرها. ولكن يصعب إنكار أن الجماعة كان لها دور في تحويل موارد الجيش الإسرائيلي المنشغل بالفعل بقتال ضروس فيما لا يقل عن جبهتين. كما أن حقيقة عدم وجود وفيات أو إصابات جراء هجمات الحوثيين على إيلات -حتى الآن -ليست مسوغًا لتجاهلها، لأنها لا تنفي قدرتها على إلحاق الدمار إذا تسلل هجوم مفاجئ وحدث خطأ بشري. من المحتمل جدًا، أن يطلق الحوثيون -من حين لآخر -مزيدًا من الصواريخ على إسرائيل مستقبلًا لدمج جماعتهم بالقضية الفلسطينية (التي تحظى بتأييد كبير في اليمن) إذا تراجعت شعبيتهم في الداخل اليمني بسبب تردي الوضع الاقتصادي أو اقتراف خطأ يثير غضب الجمهور.
بطبيعة الحال، من المهم الإشارة أيضًا إلى تموضع الحوثيين على طول البحر الأحمر. ومع أنهم لا يتمتعون بسيطرة فعلية على نقطة اختناق باب المندب البحري، لأنها تابعة لـ”الميليشيات” التي يقودها طارق صالح المدعوم من الإمارات، إلا أنهم يسيطرون على المناطق الساحلية القريبة، ومن بينها محافظة الحديدة الساحلية. إن الوصول إلى البحر الأحمر بالقرب من باب المندب بمثابة قاعدة استراتيجية للغاية تساعد على شن هجمات على التجارة البحرية الدولية. ادعى الحوثيون منذ 7 أكتوبر أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، ولكنهم يتعرضون في حقيقة الأمر لمختلف أنواع السفن التجارية، وبعضها لا علاقة له بإسرائيل على الإطلاق. وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار التأمين، مما أثر على أسعار السلع الاستهلاكية، لأي شيء مستورد عن طريق الشحن البحري في البحر الأحمر -ومن بينها السلع التي يشتريها الإسرائيليون وكذلك الشعب اليمني الذي يعاني بالفعل من الفقر (ويستورد قدرًا كبيرًا من المواد الغذائية).
من الصعب القضاء على قدرة الحوثيين على تهديد حركة الملاحة البحرية لسبب بسيط؛ وهو امتلاكهم وسائل مختلفة كثيرة ورخيصة للقيام بذلك. يمكنهم إطلاق صواريخ مضادة للسفن من الساحل، أو زرع ألغام بحرية، أو إطلاق طائرات مسيّرة هجومية من الداخل اليمني، أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات أو أسلحة أخرى من سفن الصيد اليمنية المعروفة باسم المراكب الشراعية. وقد يكون أكثر الأمور فاعلية هو إقناع الحوثيين أن عدم مهاجمة حركة الملاحة البحرية هو أفضل خيار لهم لأنهم سيتلقون ردًا مؤلمًا يتناسب مع دوافعهم لشن مثل هذه الهجمات، بدلًا عن اتخاذ النهج الدفاعي دائمًا ومحاولة منع أو اعتراض أي هجوم.
أحد الأسباب المباشرة التي دفعت الحوثيين في اليمن إلى شن هجوم على إسرائيل، بخلاف عملية 7 أكتوبر والحرب على حماس التي تلتها، هو الضغط الداخلي الهائل الذي تواجهه الجماعة بسبب الوضع الاقتصادي الكارثي في اليمن. لقد واجهت المجموعة معارضة شعبية غير مسبوقة في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وهو ما تفاجأت به للغاية الجماعة التي لديها ما لا يقل عن أربع وكالات استخبارات محلية هدفها قمع تلك المعارضة. يبدو حاليًا وفي ظل عدم تحسن الوضع الاقتصادي وربما أصبح أسوأ بكثير بسبب زيادة تكلفة الواردات، أنها خففت من الضغط الشعبي وحشدت الدعم اليمني للجماعة في هجماتها على إسرائيل.
ومع ذلك، الجبهة الإسرائيلية ليست بالضرورة الجبهة المهمة الوحيدة التي يصعّد فيها الحوثيون حاليًا، وربما ليست الأهم من منظور صنعاء. مع اقتراب الحوثيين من التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية، قد يعتقد الحوثيون أن الهجوم على إسرائيل هو الطريقة المُثلى لحشد دعم شعبي عريض قبل بذل أي جهد جديد للهجوم على بقية اليمن. وفي حين أن الضحايا المباشرين لمثل هذا التطور هم اليمنيون الذين يتعرضون لوحشية حكم الحوثيين، فلا شك أن توسع قاعدة “الإرهاب” الحوثية في اليمن نذير سوء لإسرائيل، والاستقرار الإقليمي، والاقتصاد العالمي.
•ما الذي يمكن أن يحققه التحالف الدولي خلال مواجهة الحوثيين؟
المصدر: موقع إسرائيل ديفنس
تزايدت الهجمات كثيرًا في الآونة الأخيرة، وأعلن الحوثيون أنهم يفرضون حصارًا بحريًا في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر على أي سفن يرونها ذات صلة بإسرائيل. وبخلاف التصريحات الرنانة، فإنهم على الصعيد الميداني يتصرفون بحزم وينفذون عدة هجمات.
تحتوي ترسانتهم الهجومية على منصات لإطلاق صواريخ ساحلية، وطائرات مسيّرة انتحارية، وإطلاق سرب من المروحيات متعددة المحركات. كما أنهم لا يتورعون عن مهاجمة السفن العسكرية التي تؤمّن حركة المرور التجارية في المنطقة، واستهدفوا السفن العسكرية التابعة للولايات المتحدة، والبريطانية والفرنسية عدة مرات وبأسلحة مختلفة.
لم يستغرق الرد وقتًا طويلًا حتى أعلنت بعض أكبر شركات الشحن في العالم توقفها عن الإبحار عبر مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وقناة السويس، ولتجاوز ذلك ستدور حول أفريقيا في مسار أطول بكثير (وأكثر تكلفة). يمر قرابة 10% من حركة النفط السنوية في العالم عبر المضيق، ومنع بضائع تبلغ قيمتها تريليون دولار يعد عرقلة خطيرة لحرية الملاحة وسلاسل التوريد العالمية.
ومن الواضح أن دول العالم لن تتقبل هذا العمل الإجرامي بهوادة، ولهذا شكل الأمريكان تحالفًا دوليًا بقيادتهم لمحاربة هذه الظاهرة. وأساس هذه القوة هي حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور التي كانت حتى وقت قريب في الخليج العربي، ثم توجهت من هناك إلى بحر العرب ومن هناك إلى ساحل اليمن.
وستنضم إليها السفن (وربما أيضًا غواصة فلوريدا) التي تعد جزءًا من فرقة العمل التابعة لها (يوجد بعضها، مثل يو إس إس كارني، في البحر الأحمر منذ أكثر من شهر وتقاتل الحوثيين)، وسفن بريطانية وفرنسية موجودة بالفعل في المنطقة، بالإضافة إلى سفن من إيطاليا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والبحرين، وجزر السيشل. ستكون كل هذه السفن جزءًا من تحالف جديد لحماية الممرات الملاحية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، تحت اسم عملية “حارس الازدهار”.
ما الذي قد يحققه هذا التحالف؟
أولا الردع والاحتواء. مع أن الحوثيين يقصفون السفن التجارية، والسفن العسكرية بشكل مباشر، إلا أن وجود سفن كثيرة تابعة لعدة دول بالقرب من السواحل قد ينقل رسالة مفادها أنه يجب على الحوثيين التهدئة. إن استعراض القوة، في نفس الوقت الذي يتراجع فيه الصراع في غزة، قد يؤدي إلى وقف الأنشطة العدائية للحوثيين ورفع الحصار.
وعلى افتراض عدم تحقيق هذا الخيار، أو تنفيذه في المستقبل القريب، سيستمر الحوثيون في “العربدة”، وحينها سيضطر التحالف إلى اتخاذ إجراءات مختلفة لتحقيق هدفه المتمثل في ضمان حرية الإبحار بأمان في المنطقة.
الإجراء الأول، والذي يجري تنفيذه حاليًا، هو حماية فعالة للملاحة في المنطقة. اعترضت السفن الأمريكية والبريطانية والفرنسية، في الأسابيع الأخيرة، هجمات استهدفت السفن التجارية، وساعدت السفن المتضررة، وضبطت أيضًا فرقة صغيرة حاولت الاستيلاء على السفن. ومن المرجح أن تستمر هذه العمليات بقوة خلال الأشهر المقبلة، وذلك بالتوازي مع عمليات هجومية أخرى. وتعتمد هذه الإجراءات إلى حد كبير على تشكيل التحالف وقدراته على إحباط هجمات الحوثيين.
وفقًا لما هو واضح الآن، يعتمد هذا التحالف على حاملة طائرات على متنها عدة طائرات هجومية، وسفن سطحية، وغواصات مسلحة بصواريخ بحر جو، وبحر بحر، وصواريخ كروز، وقاذفات، وطائرات أمريكية مسيّرة منتشرة في مختلف موانئ الشرق الأوسط وقوات خاصة للقيام بمهام هجومية ومكافحة الإرهاب.
ويواجههم الحوثيون بعدد من الزوارق السريعة، والمروحيات، والزوارق المفخخة عن بُعد، والصواريخ، والطائرات المسيّرة، والألغام. ولا حاجة للتحالف لمهاجمة وتدمير سفن الحوثيين لأنهم لا يملكون الكثير منها، كما أن قدرة هذه السفن على مهاجمة سفن في نطاقات بعيدة عن الساحل محدودة.
يجب استغلال الجهد الرئيسي في تحييد وتدمير القدرة المضادة للحوثيين. ويتعيّن على التحالف تحديد وتدمير مواقع منصات إطلاق الصواريخ الساحلية والباليستية، ومستودعات الصواريخ، ومواقع الإطلاق (وكذلك الرادارات الساحلية، إن وجدت).
من المفترض أن تتولى أسراب طائرات F-18 الموجودة على حاملة الطائرات معظم مهام تحديد مواقع الإطلاق، إلى جانب اتخاذ تدابير استخبارية مختلفة على متن السفينة وفي المنطقة، وبعدها ستتمكن هذه الطائرات من إطلاق مجموعة متنوعة من العتاد العسكري من الجو نحو أهداف متحركة.
يمكن إطلاق صواريخ توماهوك من سفن وغواصات الأسطول، وصواريخ ستورم التي ستنطلق من السفن الفرنسية على السفن والمواقع الثابتة. كما أن قدرة التحالف على التحرك ضد أهداف على الساحل محدودة للغاية.
الإجراء الثاني الذي يمكن استخدامه هو هجوم قوات خاصة يمكن إرسالها من السفن بواسطة قوارب سريعة يمكنها الرسو على الشاطئ، وسفن نقل الغواصات (هذان الإجراءان فعالان فقط لمواجهة أهداف العدو وقواعده القريبة من الشاطئ) وهبوط مروحيات هجومية في أعماق الساحل.
وهذا يذكرنا إلى حد ما بما قام به التحالف أثناء مواجهة “صدام” في حرب الخليج الأولى والجهود التي بذلتها القوات الخاصة في الصحراء العراقية من تحديد مواقع منصات الإطلاق، ومواقع إطلاق وتوجيه الطائرات الهجومية (كما هو موثق في كتاب Bravo Two Zero الذي يصف مهمة وحدة SAS البريطانية الفاشلة). التحدي في هذا المخطط هو التضاريس الشاسعة التي تشكل تحديًا (الجبال والصحراء)، وهي التي يستغلها الحوثيون في عملياتهم، مما يصعّب للغاية تحديد مواقع ومنصات الإطلاق وتدميرها قبل إطلاق الأسلحة على السفن.
التحدي الآخر هو كمية الأسلحة الموجودة في اليمن مقارنة بما هو موجود على متن السفن. لقد اعترضت سفن مثل يو إس إس كارني بالفعل مرتين وابلًا من عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة و”استهلكت” كمية كبيرة من صواريخ SM-2 لصدها.
من المستحيل تكرار هذا النوع من الأسلحة أثناء الإبحار ويتطلب الدخول إلى ميناء صديق قريب لتزويدها بالسلاح. كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار إمكانية تضرر بعض السفن في نهاية المطاف جراء الأسلحة التي سيطلقها الحوثيون، وحينها سيتعيّن عليها تلقي المساعدة من سفن أخرى باستخدام القوة وإجلائها من المنطقة إلى ميناء صديق للإصلاح.
ما هي نهاية اللعبة؟
بعد انهيار الحكومة المركزية في الصومال، بدأت القبائل التي تعيش على طول السواحل بالانخراط في أعمال القرصنة بضراوة. وهكذا، كما هو الحال اليوم، تكوَّن تحالف دولي لمكافحة هذه الظاهرة، وبالفعل، بعد فترة من الوقت، ضعفت القرصنة في منطقة القرن الأفريقي ولا تعد اليوم تهديدًا كبيرًا.
لكن يصعب على التحالف الحالي تكرار نفس الإنجاز، لأن العدو والتهديد يختلفان تمامًا عن الصومال.
قد يتمكنوا من توفير نوع من الحماية لحركة التجارة في المنطقة، وإلحاق الضرر بالعناصر المسلحة في الأراضي اليمنية. هل سيكون كافيًا للقضاء على التهديد؟ على الأرجح لا. هل سيكون كافيًا لاستعادة ثقة شركات الشحن حتى تتمكن من الإبحار عبر المنطقة مرة أخرى؟ ومن المحتمل أن تكون تكاليف التأمين أقل من تكلفة الدوران حول قارة أفريقيا.
على أي حال، يبدو أن انتشار التحالف وبدء عمله قريب جدًا، ومن المرجح أن نشهد صراعًا مسلحًا، حتى لو كان محدودًا، في المستقبل القريب.
•هجمات الحوثيين تشير إلى تزايد القلق الإيراني
المصدر: جيروزاليم بوست
لم تعد تهديدات جماعة الحوثيين التي تنطوي على استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب مجرد دعاية أو تصريحات فارغة، بعد تنفيذها عمليًا، وأصبحت حقيقة وسط استجابة عالمية تتميز بالصمت، والتردد، والإدانات اللفظية.
يدرك زعيم الحركة، عبدالملك الحوثي، وأنصاره أن هناك حالة من العجز الدولي لمواجهة هذه الممارسات التي لا تمس مصالح طرف معين، بل تمثل تهديدًا فعليًا يتزايد بوتيرة متسارعة لإلحاق الضرر بحركة التجارة العالمية -التي لا تزال تعاني من تداعيات وباء كورونا وأزمة أوكرانيا.
تتعرض حركة التجارة في البحر الأحمر، الذي يمر من خلاله ما بين 10% إلى 15% من التجارة العالمية، إضافة إلى أهمية الممر البحري لنقل أكثر من خمسة ملايين برميل من النفط يوميًا إلى أوروبا، والولايات المتحدة لتهديدات عديدة. وهذا يفتح الباب أمام سيناريو سيئ يتمثل في نقص الإمدادات وما يرتبط بها من آثار سلبية حادة، مثل ارتفاع أسعار الطاقة وغيرها من العواقب الاقتصادية المتتالية.
إن تهديد حركة النقل البحري عبر باب المندب إلى قناة السويس مسألة خطيرة للغاية؛ لأنها تؤثر سلبًا على النقل، والتجارة، والاقتصاد العالمي الأوسع، نظرًا لأصداء هذه التهديدات السلبية على تكلفة الشحن والتأمين على السفن.
وفضلًا عن تأثيرها على اقتصاديات دول مثل مصر، التي تمثل إيرادات قناة السويس جزءًا مهمًا من اقتصادها، فإننا نتعامل مع قضية متعددة الأطراف، ولا يمكن الادعاء أن هذه التأثيرات متعددة الأبعاد غائبة أو لا تدركها جماعة الحوثيين وداعموها وممولوها الإقليميون، بل هي في قلب حساباتهم الاستراتيجية تمامًا.
الحوثيون يريدون تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط
كمراقب، أجزم أن أحد أبرز أهداف الحوثيين وداعميهم ومخططي السياسات في طهران، هي ممارسة أقصى قدر من الضغط على الأطراف المعنية، غربية كانت أو إقليمية، لدوافع جيوسياسية -بعضها معلن، مثل إرسال المساعدات إلى غزة.
وغيرها -وهذا الأهم -مضمر ويتعلق بالضغط على الغرب لتعزيز مكانة إيران ودورها الإقليمي والدولي باعتبارها لاعبًا لا غنى عنها في معادلتي الأمن والاستقرار.
وبالتالي، تجري محاولة تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وإنهاء مشاريع بناء السلام وتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل بشكل نهائي في المراحل اللاحقة من حرب غزة.
ولا شك أن إيران يساورها قلق متزايد بسبب الحديث عن مستقبل قطاع غزة. ويتمحور هذا الحوار، سواء المتداول رسميًا أو ما كشف عنه خلال تسريبات إعلامية غربية وإسرائيلية، حول تصورات جديدة لمستقبل القطاع بدون حركة حماس “الإرهابية”، مما يعني فقدان حلم إيران الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على الفلسطينيين والتحكم في مصيرهم من خلال حركة حماس.
ولا شك أن إيران قلقة أيضًا من أن السيناريوهات المتداولة في هذا الصدد تتوازى مع استمرار تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وقصر معالجة القضية الفلسطينية على ما يمكن تسميته بيت التطبيع العربي الإسرائيلي.
وهذا يعني العودة إلى وضع ما قبل هجوم السابع من أكتوبر الدامي الذي شنته حركة حماس بالتنسيق مع إيران أو بإيعاز منها أو بتعليمات منها.
قل عنها ما شئت وسمها ما شئت، ولكن اتضحت الحقائق لكل ذي لب وبصيرة.
إن فقدان السيطرة على القضية الفلسطينية أمر مرعب لإيران.
ويمثل هذا السيناريو المرعب لإيران خطرًا داهمًا على مجمل استثمارها وتخطيطها الاستراتيجي، الذي بدأ منذ عقود من خلال ما تسميه “محور المقاومة”، خاصة أن هناك حديثًا متداولًا عن مصير حزب الله اللبناني، والتركيز على مواجهة ووضع حد لتهديد الحزب لأمن إسرائيل.
وهو ما يعني تفكيك شبكة الأسلحة الإيرانية، وهو الأمر الذي تنظر إليه طهران بجدية وقلق كبير. وهذا يفسر تغير سلوك إيران تجاه هذه الأسلحة من خلال تصعيد تهديداتها، سواء في شمال إسرائيل أو في باب المندب، والادعاء بأنها موجودة لدعم غزة، رغم أن ما يحدث في القطاع لم يبدأ الأسبوع الماضي، بل أكثر من شهرين.
دعونا نتذكر حقيقة مهمة للغاية، من وجهة نظري، وهي أن جماعة الحوثيين لم تلجأ قط إلى تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر إبان ذروة الأزمة اليمنية، واكتفت باستهداف السفن التابعة لدول التحالف العربي بقيادة السعودية. ولم يستهدفوا سفن أي دولة أخرى، حتى لو كانت متوجهة إلى موانئ دول التحالف.
أراد الحوثي حينها جذب التعاطف الدولي من خلال ادعائه أنه “ضحية” في وقت أدرك فيه الجميع أنه هو الذي أشعل الحرب في اليمن، كما أشعلتها حركة حماس في غزة.
ولذلك فإن التوجه الحوثي نحو توسيع دائرة الصراع وزيادة الضغط على المجتمع الدولي يعد في حد ذاته خطوة مختلفة نوعيًا ومؤشرًا قويًا على التنفيذ الفعلي للتهديدات الإيرانية منذ بداية الصراع في غزة، مما ينطوي على خطورة توسيع نطاقه ليصبح صراعًا إقليميًا.
تدرك طهران أن المساس بمصالح الأطراف الإقليمية والدولية قد يجرها إلى صراع على جبهات أخرى، مثل اليمن ولبنان، وهو سيناريو كارثي لا يمكن التنبؤ بمساراته وعواقبه.
ما يحدث الآن هو أن جماعة الحوثيين تعمدت رفع مستوى تهديداتها، بعد أن استهدفت السفن الإسرائيلية ولم تردع بما فيه الكفاية بعد أن قامت الولايات المتحدة بكبح إسرائيل ومنعها من الرد حتى لا تتسع دائرة الحرب.
وهذا أمر قد لا تريده إسرائيل أيضًا، لأسباب واعتبارات كثيرة لا مجال لشرحها بالتفصيل هنا.
اتجهت جماعة الحوثيين إلى استهداف سفن تجارية تابعة لدول أخرى، وأعلنت عن استهداف أي سفن تجارية تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وهو ما يعني في الواقع محاولة فرض حصار بحري جزئي على إسرائيل.
وهذا يعني أيضًا أن القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار لمواجهة هذه الممارسات تواجه اختبارًا معقدًا، لكنها قد تبعث رسائل خاطئة قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والاضطرابات.
وما يؤكد ذلك أن البنتاغون أثبت أن استهداف سفينة تجارية قرب اليمن نفذه مسلحون صوماليون وليس الحوثيين، وربما تكون هناك ترتيبات حوثية محددة لاستخدام القراصنة لتوسيع دائرة الاستهداف ونشر الفوضى في هذه المنطقة البحرية الحيوية. وهذه أخطر نقطة ينبغي أخذها بعين الاعتبار، ويجب معالجتها بكل حزم وصرامة.
•اتحاد الغرف التجارية في إسرائيل: نقص في منتجات الأطفال بسبب الحوثيين
المصدر: موقع N12
بدأت عرقلة الحوثيين في إيصال المنتجات إلى إسرائيل من شرق آسيا تثمر عن نتائج عملية. وفقًا لبيانات اتحاد الغرف التجارية، ظهر نقص في منتجات الأطفال، وقالت إحدى سلاسل الأغذية في إسرائيل إن نقص المنتجات قد يضر بتجهيز المخزون المطلوب من منتجات طعام الكوشر[5] لعيد الفصح.
ووفقًا لبيانات اتحاد الغرف التجارية، لا تزال ثلاث شركات شحن تبحر إلى إسرائيل حتى هذه اللحظة، ومن بينها شركة تسيم، في حين ألغت كثير من الشركات حركة السفن إلى إسرائيل، وغير البعض المسارات متجاوزًا أفريقيا.
ويحذر المستوردون نظرًا لإطالة مدة الشحن، وارتفاع أسعار نقل الحاويات، وضيق المساحة على سفن الشحن، من نقصان سلع كثيرة. هذا بالإضافة إلى نقص منتجات الأطفال والخوف من نقص منتجات “الكوشر” الغذائية قبل عيد الفصح. كما يحذر مستورد ملابس من أن المصانع في الصين ستتوقف عن العمل في العشرين من يناير استعدادًا لعطلة محلية ــ مما سيجعل توريد البضائع أمرًا صعبًا، ويهدد بالإضرار بالمبيعات قبيل عيد الفصح.
في الوقت نفسه، يحذر المستوردون في مجال المنتجات الكهربائية، والمعدات الطبية، من أن استمرار الوضع الحالي- مع عدم وجود عجز حتى الآن- يثير مخاوف من حدوث نقصان. حتى أن بعض الشركات ألغت الطلبيات خوفًا من عدم وصول البضائع قبل مبيعات عيد الفصح.
كما يحذر مستوردو الأدوات المنزلية والمعدات التي تأتي معظمها من الصين إلى أنه في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع سيكون هناك تأخير قد يؤثر على أسعار المنتجات.
•المعارضة في إريتريا ضد الرئيس: يجب التصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر
المصدر: موقع N12
هاجمت المعارضة في إريتريا بشدة الدكتاتور “أسياس أفورقي” لعدم تحركه لمواجهة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ومن بينها السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المملوكة لإسرائيل.
وحصل موقع N12 على بيان يفيد بأن زعماء المعارضة في إريتريا، قالوا إن ثمان سفن من أصل 12 سفينة تعرضت للهجوم في البحر الأحمر، كانت في المياه الإقليمية الإريترية أثناء الهجوم، وأن التعرض لها يعد انتهاكًا لسيادة الدولة.
ويشير البيان إلى أن “أفورقي” أدان بشدة في مايو 2021، غرق سفينة التجسس الإيرانية “سافيز” في المياه الإريترية، على الأرجح من قبل البحرية الإسرائيلية.
وتؤكد المعارضة في إريتريا أنها تسعى إلى لفت انتباه الرأي العام الدولي -وخاصة في إسرائيل- إلى موقف الحكومة في أسمرة الداعم للحوثيين وإيران، والمعارض لإسرائيل والتحالف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة مؤخرا قبالة سواحل اليمن.
وفي نهاية البيان، يقول زعماء المعارضة الإريترية: يجب على اليمنيين أن يتذكروا أن إريتريا تمكنت خلال الحرب بين البلدين في ديسمبر 1996، من الاستيلاء على جزر حنيش المتنازع على ملكيتها في 6 ساعات فقط.
•مستشارون إسرائيليون يصلون إلى جزيرة سقطرى في اليمن
المصدر: موقع معاريف
أفادت تقارير إعلامية يمنية، أن وفدًا يضم مستشارين بارزين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية وصل إلى جزيرة سقطرى جنوبي اليمن، في إطار خطة مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والسعودية لحماية الملاحة الإسرائيلية في المياه اليمنية – وذلك حسبما أفاد مصدر تابع لمسؤولين موالين لإيران. وبحسب التقرير، بعد الهبوط، توجه المستشارون الإسرائيليون والإماراتيون إلى القاعدة العسكرية الإماراتية الجديدة في الجزيرة.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب نشر بعض وسائل الإعلام تقارير حول دخول وانتشار سفينة “كورفيت” من طراز “ساعر 6” في جزيرة سقطرى. ومن المهم الإشارة إلى أن سفينة “كورفيت” اتجهت إلى البحر الأحمر للمرة الأولى.
ولم تُعلن أي معلومات حول مهمة السفينة الحربية الصغيرة، والمستشارين الإسرائيليين في جزيرة سقطرى، لكن نظرا للطبيعة الدفاعية للسفينة، فمن المرجح، بحسب التقرير، أن إسرائيل عازمة على إنشاء قاعدة بحرية على الجزيرة.
تعد سقطرى أهم وأكبر جزيرة في المياه الإقليمية اليمنية في خليج عدن، وتلعب دورًا مهمًا في السيطرة على المياه الإقليمية الجنوبية لليمن. واستخدمت بريطانيا والبرتغال هذه الجزيرة قاعدة بحرية وعسكرية، ومؤخرا تداول “مرتزقة” إماراتيين وسعوديين السيطرة عليها.
•نزر يسير حول وسائل الدعاية الحوثية
المصدر: موقع “نتسيف نت”
لم تعد قصة السفينة “جالاكسي ليدر” وأفراد طاقمها الأسير (أو حسب وصف الحوثيين – ضيوف اليمن) تتصدر الأخبار في العالم بعد انقضاء فترة على استيلاء القراصنة الحوثيين عليها.
يحرص الحوثيون على تذكير العالم “المستنير” الذي يتجاهل عواقب وتداعيات هذه القرصنة، ولا يزال يناقش ما يجب فعله حيال تهديدات الحوثيين بمهاجمة أي سفينة إسرائيلية -يملكها إسرائيليون -يديرها إسرائيليون/ قادمة أو مغادرة من إسرائيل (لكنهم يبعثون رسالة اطمئنان للجميع بأن كل السفن التجارية الأخرى “آمنة”…) والتي تؤثر على حركة السفن في ممرات التجارة البحرية، وتكاليف التأمين والشحن البحري، ومواعيد التسليم في سلسلة التوريد العالمية.
وحتى لا ينسى العالم أنهم احتجزوا السفينة، يحرص الحوثيون تقريبًا بشكل يومي على نشر مقاطع فيديو للعالم على الإنترنت، بدءًا من مقاطع فيديو تتضمن عملية الاستيلاء على السفينة، مرورًا بزيارات شخصيات بارزة. وحتى إحياء حفل زفاف لبعض “إرهابيي” جماعة الحوثيين على متن “جالاكسي ليدر”، كما نشروا في أفضل أسلوب دعائي متبع في محور الشر التابع للأخطبوط الإيراني، فيديوهات فنية بدءًا من الرقص وانتهاءً بالغناء.
وبفضل الفيديوهات الدعائية الحوثية التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية وشبكات التواصل الاجتماعي، يقال لنا في العالم إن “جلاكسي ليدر” أصبحت “وجهة سياحية” أو ما شابه ذلك من السخف مع تجاهل التداعيات.
نشر الحوثيون، فيديو جرى تصويره على متن “جالاكسي ليدر”، ويظهر فيه عيسى الليث، مطرب الحوثيين المفضل. ويمكنكم مشاهدة الفيديو على المواقع الدعائية الحوثية (المصدر هو موقع MMY المحظور في إسرائيلي) وجرى تحميل الأغنية من على الموقع وتوزيعها على شبكات التواصل الاجتماعي، كما نشر المغني بالطبع الأغنية على حسابه على تويتر، و تليجرام.
قد لا يروق النشيد لكل من يشاهد الفيديو، ولكن مع محاولة إيران النأي بنفسها عن قرصنة الحوثيين وتهديداتهم بمهاجمة السفن الإسرائيلية والأمريكية في مضيق باب المندب وفي كل البحر الأحمر، إلا أننا نشاهد في الفيديو الذي يطلق عليه الحوثيون صراحة كليب “محور الجهاد” قاسم سليماني وبقية حثالة محور الشر الإيراني وفي الحقيقة الأغنية هي أيضا إشادة بسليماني وصواريخه.
وإذا لم يكن هذا كافيًا ليوضح للعالم علاقة إيران الوثيقة بالحوثيين وكل أذرع الأخطبوط الإيراني، ترى أن خلف المغني مجسم كرتوني لسليماني، وأبو مهدي المهندس، وصالح علي الصماد الذي كان رئيسًا للمجلس السياسي الأعلى للحوثيين إلى أن اُغتيل بقصف عام 2018.
توسم الأغنية على شبكات التواصل الاجتماعي، بالهاشتاج المعروف والمشهور #طوفان_الأقصى، وأيضًا باستخدام الوسم الذي قد لا يعرفه كثير من الإسرائيليين، ولكنه معروف في العالم العربي فيما يتعلق بـ الحرب على الفلسطينيين في غزة: #لستم_وحدكم.
•الضرر على التجارة العالمية في تزايد: الخطر القادم من اليمن وتداعيات تهديدات الحوثيين
المصدر: إسرائيل اليوم
أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن الحرب على التجارة البحرية الدولية الموجهة إلى إسرائيل، في حين يلتزم المجتمع الدولي الصمت. كما أن وزارة المواصلات -ممثلة في إدارة هيئة الشحن والموانئ المسؤولة عن الموانئ وهيئة النقل البحري في حالات الطوارئ- لا تزال صامتة. الضحايا الرئيسيون هم: موانئ إيلات، والسعودية، وكذلك الأردن، التي يعد منفذها الوحيد إلى البحر عبر مدينة العقبة.
يضم البحر الأحمر وبحر العرب موانئ كبيرة، منها ميناء العقبة، وبورسعيد في مصر، ومينائي صلالة وصحار في عمان، وميناء خليفة وجبل علي في الإمارات، وميناء حمد في قطر، و موانئ الملك عبد الله، وجيبوتي، وجدة، والدمام في السعودية.
وبحسب مصادر ملاحية، يجب على إسرائيل الاستعداد لسيناريو مرعب وهو تعرض موانئ إيلات وأشدود وحيفا للتوقف التام؛ بسبب تهديدات الحوثيين من الجنوب وإغلاق مضيق باب المندب الذي تطل عليه اليمن. وبسبب تهديد صواريخ حزب الله من الشمال، وهو الأمر الذي سيضع إسرائيل تحت حصار بحري سيلحق أضرارًا بالغة بإمدادات السلع الأساسية وسيؤدي إلى وقف التجارة البحرية. ووفقًا للمصادر، قد يتسبب ذلك في ارتفاع الأسعار في إسرائيل بقدر كبير، خاصة بسبب نقص السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، وقريبًا في المركبات.
تلقت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية 31 تهديدًا بين نوفمبر وديسمبر 2023 ضد السفن والبواخر التي تمر في جميع أنحاء البحر الأحمر. وجاء أغلبهم من دول الشرق الأقصى وبحر العرب، واضطروا للعبور إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، الذي يسيطر عليه حاليا المتمردون الحوثيون، الذين لا يسمحون لأي سفينة تتجه نحو إسرائيل بالمرور شمالًا. وتضررت بعض السفن بسبب إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، واضطر البعض الآخر إلى الرسو في الموانئ اليمنية.
قال مدير ميناء إيلات، جدعون جولبر “يهدد الحوثيون باستهداف أي سفينة تتجه نحو إسرائيل حتى لو كانت تحمل علمًا أجنبيًا، وتمتلكها دول مختلفة، وأكثر المتضررين هو ميناء إيلات المتوقف حاليًا عن العمليات”، ودعا الحكومة إلى مهاجمة اليمن.
كما قال “يجب على إسرائيل مهاجمة الحوثيين، بذاتها أو من خلال تحالف من عدة دول، والقضاء على التهديد الذي تتعرض له ممرات الملاحة. ومن غير المنطقي أن تغلق منظمة صغيرة المضائق والممرات الملاحية أمام السفن الإسرائيلية والأجنبية”. “هذا له آثار على التجارة العالمية بأسرها. كثير من البلدان تتعرض لضرر، وسوف يزداد الأمر سوءا”.
على قائمة الضحايا: مصر والأردن
وبحسب اللوائح، من المفترض أن تحمي إسرائيل حمولات الأسطول التجاري الإسرائيلي في البحر الأحمر.
يتمثل دور هيئة الشحن والموانئ، في حالات الطوارئ، في مراقبة موقع ووجهة وحمولة سفن الأساطيل التجارية حول العالم، فضلًا عن تنسيق وتوجيه والإشراف على نقل البضائع الأساسية وغيرها من وإلى إسرائيل. ومن المفترض أيضًا أن تقوم الهيئة بتقديم المشورة لقائد القوات البحرية في كل ما يتعلق بتشغيل الأسطول التجاري في الحرب وفي البحر وفي الموانئ.
هناك إجماع في عالم الشحن على أن إسرائيل، إلى جانب دول أخرى، يجب أن تنتبه وتتحرك لمواجهة الحوثيين الذين يهددون بإغلاق مضيق باب المندب وإلحاق الضرر بأي سفينة لها صلة بإسرائيل.
وتقول الصناعة: “قد تتضرر مصر أيضًا. يعتمد اقتصادها بالكامل على دخل قناة السويس، خاصة بعد انهيار قطاع السياحة في مصر وشبه جزيرة سيناء بسبب الحرب”.
“كما تضررت الأردن أيضًا. فمخرجها الوحيد إلى البحر هو في مدينة العقبة المجاورة لإيلات والمطلة على نفس الخليج. وقد أعلنت العديد من شركات الشحن الكبرى بالفعل أنها لن تبحر في البحر الأحمر. تبحر هذه السفن إلى جدة في السعودية وإلى ميناء العقبة، والأهم من ذلك أن الحوثيين أطلقوا النار بالفعل على سفن لا علاقة لها بإسرائيل”.
وبحسب جولبر، فإن “للصينيين مصلحة لأنهم متضررون، والمصريون والأردنيون متضررون، وكثير من الدول العربية متضررة. ولا يجب على أي دولة السيطرة على أي مضيق أو معبر بحري – لا مضيق جبل طارق، ولا مضيق تيران، ولا مضيق باب المندب، ولا أفهم لماذا تصمت مصر على الحوثيين.
“لم تتردد إسرائيل مسبقًا في خوض الحرب بسبب إغلاق مضيق تيران، والتهديد هذه المرة جدي وخطير أيضا. وبالنسبة لإسرائيل، قد يكون هذا بالتأكيد اختبارًا لأسلحة الهجوم المستقبلي على إيران، البعيدة أيضًا عن إسرائيل”.
•ميناء العقبة: المنفذ البحري الوحيد للأردن
لقد تعرض ميناء العقبة لأضرار اقتصادية بسبب الخوف من وصول السفن التجارية إلى البحر الأحمر. فقد شهد الميناء الأردني انخفاضًا بنحو 20 % في السفن الوافدة إليه منذ سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب.
ولأنه المنفذ البحري الوحيد للأردن، يمر عبره كافة الأسمدة والمواد الكيميائية، مما يثير أيضًا مخاوف من حدوث كارثة بيئية وصحية في الميناء بسبب القصف الحوثي المستمر.
قال جدعون جولبر، مدير ميناء إيلات: “هناك مخاوف كبيرة من هجوم الحوثيين على أحد موانئ العقبة، وعندها لن تحل الكارثة على إسرائيل فحسب؛ بل على الأردن والسعودية وحتى اليمن بدرجة كبيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى نظام الرياح الشمالية في خليج إيلات. إذا سقط صاروخ أو طائرة في ميناء العقبة، فإن الرياح الشمالية ستوجه كل شيء جنوبًا”.
•ميناء إيلات: بديل لموانئ الشرق الأوسط
منذ أن أعلنت الحكومة ميناء إيلات على أنه “ذخرًا وطنيًا استراتيجيًا ومشروعًا أساسيًا لمدينة إيلات، التي لها مصلحة وطنية في الحفاظ على كفاءته وحجم التجارة الخارجية التي تمر عبره”، تبرز أهميته في مجالين أساسيين: سياسيًا واقتصاديًا، باعتباره بوابة جنوبية مفتوحة للتجارة والسياحة من بلدان الشرق؛ وأمني وعسكري، باعتباره بوابة آمنة وكبديل لموانئ الشرق الأوسط.
اعتبارًا من عام 2022، يبلغ عدد السفن المملوكة لإسرائيل أو التي تسيطر عليها إسرائيل 38 سفينة، ترفع ثمانية منها العلم الإسرائيلي. يضم الأسطول التجاري الإسرائيلي شركة تسيم، التي تمتلك ثماني سفن حاويات (بحمولة إجمالية 365 ألف طن). كما تؤجر أيضًا السفن لفترات زمنية مختلفة. وشركة X.T. للشحن، التي تمتلك 11 سفينة (بحمولة إجمالية 986 ألف طن)، بالإضافة إلى سفن حاويات وسفينتين لشحن الفحم.
•تهديد الحوثيين لإسرائيل وتداعياته الإقليمية والعالمية
المصدر: “المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب (ICT)”
لفهم تهديد الحوثيين لإسرائيل -بعد اندلاع الحرب على حماس في غزة- وعواقبه الإقليمية، من الضروري التعرف إلى طبيعة التنظيم الاستثنائية وسياسات الإدارات الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
يمكن وصف الحوثيين بأنهم حزب الله “الثاني”، وهم أعضاء كاملي العضوية في “محور المقاومة” بقيادة إيران. وقال الجنرال حسين سلامي، القائد في الحرس الثوري الإيراني، إن “أنصار الله [حركة الحوثيين] نسخة من حزب الله [اللبناني] في منطقة استراتيجية”.
وزعيمهم الديني هو المفتي الزيدي شمس الدين شرف الدين (ملاحظة المحرر: الزعيم الروحي الديني للجماعة هو عبدالملك الحوثي، بينما يشغل شمس الدين وظيفة مفتي عام)، الذي تلقى تعليمه في إيران ويعد حلقة وصل مهمة مع القيادة الدينية الشيعية في طهران. وشعارهم “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”، مقتبس من آية الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران.
ينبهر زعيمهم السياسي “عبد الملك الحوثي” بزعيم حزب الله “حسن نصر الله” ويحاول تقليد أسلوبه وحتى خطابه. وقد درَّب حزب الله الحوثيين في اليمن ولبنان. وزودتهم إيران بالعتاد العسكري، وخاصة الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة.
اتخذت الإدارة الأمريكية موقفًا متباينًا تجاه المنظمة. لقد دعم الرئيس ترامب بالفعل الحرب التي شنتها السعودية على الحوثيين منذ عام 2015 لإعادة الرئيس السني “عبدربه منصور هادي” إلى السلطة في اليمن، ولكن بعد إطلاق الحوثيين صواريخ ألحقت أضرارًا جسيمة بمنشآت النفط السعودية في سبتمبر 2019، لم ترد إدارة ترامب على الإطلاق.
قرر ترامب إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية في 19 يناير 2020، قبل أن يحل الرئيس بايدن محله بيوم واحد فقط. وسارع الرئيس بايدن إلى إزالة الحوثيين من القائمة. وبهذه الطريقة، برأيي، قللت الإدارة الأميركية من تقديرها بشأن تحول حركة الحوثي إلى شريك فاعل في «محور المقاومة» الإيراني.
ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل باعتراض الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إيلات وجنوب إسرائيل من سفنها الحربية التي تبحر في البحر الأحمر أو من قواعد في السعودية. لكن هذا، شأنه شأن التهديدات الإسرائيلية الخطابية الموجهة الحوثيين، لم يردع قيادتهم.
ومع أن الحوثيين أعربوا في البداية عن عزمهم استهداف “السفن الإسرائيلية” فقط، إلا أنهم هاجموا عمليًا “كل سفينة تشق طريقها إلى إسرائيل”، حتى لو لم تكن مرتبطة بإسرائيل. ومع تزايد عدد السفن التجارية التي تعرضت لنيران الصواريخ، أصبح الوضع يشكل تهديدًا مباشرًا لحركة الملاحة البحرية الدولية والنشاط الاقتصادي العالمي.
ربما دفعت طهران قيادة الحوثيين إلى هذه الاستراتيجية العدوانية لاستبدال أو استكمال تهديد حزب الله لإسرائيل، الذي لم ينفذ بالكامل. لكن من الممكن أيضًا أن يكون الزعيم عبد الملك الحوثي قد اكتسب ثقة بالنفس، وشغُف بالقوة التي اكتشفها، ويرى نفسه شخصًا يمكنه التأثير في التحركات الإقليمية على إسرائيل، التي تقاتل حماس في غزة، وحلفائها.
إن الوضع الخطير الناجم عن ذلك يجبر الولايات المتحدة، التي حاولت حتى وقت قريب التقليل من خطر نشوب حرب إقليمية، على بذل جهد سياسي وعسكري للتنسيق مع بريطانيا العظمى وفرنسا واليابان ودول أخرى لتشكيل قوة بحرية دولية تضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر والمضائق.
يجب على الولايات المتحدة والتحالف الآن أن يقرروا ما إذا كانوا سيواصلون سياسة الاحتواء والدفاع أو الهجوم العدواني على أهداف استراتيجية في أراضي الحوثيين.
في هذه الأثناء، تتباين مواقف اثنين من حلفائها المهمين، الذين يهددهم الحوثي بشكل مباشر. السعودية، التي تخشى تعرضها لأضرار محتملة جراء إطلاق صواريخ على حقولها ومنشآتها النفطية؛ والإمارات، التي لها حضور في اليمن في تحالف مع عناصر انفصالية في جنوب البلاد، والتي تفضل إعتماد سياسة أكثر عدوانية لمجابهة الحوثيين.
ولم يتضح بعد موقف مصر، وهي لاعب مهم في منطقة البحر الأحمر وتمتلك أسطولًا عسكريًا كبيرًا، التي تعاني من التأثير السلبي على عائداتها من قناة السويس.
تفضل إسرائيل أن يتصدى تحالف دولي بقيادة الأميركيين للتهديد البحري الحوثي. ويرى كاتب هذه السطور أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي وتتخلى عن دورها في حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر والمضيق بعد أن أجبرها وضع مماثل على شن حربين في الماضي، حرب سيناء عام 1956، وحرب عام 1967.
إن ردع الحوثيين بالوسائل العسكرية القوية يمكن أن يعزز الردع في مواجهة حزب الله، والجماعات الشيعية الموالية لإيران في سوريا والعراق، وكذلك إيران نفسها، التي جعلت من استخدام الوكلاء الأداة المركزية في استراتيجيتها الإقليمية للهيمنة.
كما إنها فرصة لإسرائيل لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والعسكرية مع السعودية ومصر والإمارات.
•المخاطر التي يشكلها الحوثيون على الشحن جادة ومعقدة
المصدر: نيوز وان
تتطور أزمة بحرية على بُعد ألفي كيلومتر من غزة، قد تحولت حرب السيوف الحديدية إلى حدث دولي له تأثير على الاقتصاد العالمي. وبسبب تصاعد هجمات الحوثيين -المجهزين بأسلحة متطورة- أوقفت أو علقت أربع من أكبر خمس شركات شحن بضائع في العالم خدماتها في البحر الأحمر منذ 15 ديسمبر الماضي. وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها إنشاء فرقة عمل وربما تهاجم الحوثيين لاستعادة حرية الملاحة.
وتشير الإيكونوميست إلى أن مضيق باب المندب يمر من خلاله 12% من التجارة العالمية، و30% من سفن الحاويات. وكما ذكرنا، فقد توقفت أربع شركات عملاقة عن الملاحة في البحر الأحمر. وتمثل هذه الشركات 53% من تجارة الحاويات العالمية. وقد تحذو حذوها الشركات الصغيرة، وكذلك شركات الشحن.
هذه المخاطر هي السبب وراء عزم الولايات المتحدة وحلفائها على التحرك، لكن خطر الحوثيين جاد ومعقد، يدعي التنظيم أنه سيمنع الملاحة إلى إسرائيل حتى يتم إمداد قطاع غزة بالغذاء والدواء، لكن معظم السفن التي يهاجمها لا علاقة لها بإسرائيل.
زودت إيران التنظيم ودربته على التمكن من السيطرة على جزء كبير من اليمن خلال مواجهة القوات المدعومة من السعودية والإمارات. الأسلحة التي يستخدمها متطورة للغاية ولديه ترسانة ضخمة من الصواريخ المضادة للسفن.
الغرب ليس متأكدًا من توجيه إيران لهذه الهجمات. وإسرائيل غير مقتنعة بأن “القوة 6000″، وحدة الحرس الثوري التي تعمل مع الحوثيين، هي التي تدعمهم. ومع ذلك، يفترض أنهم تلقوا معلومات استخباراتية من إيران بشأن حركة السفن في البحر الأحمر. وتتماشى هجماتهم مع التصور الإيراني بالضغط غير المباشر: من خلال تجنب شن هجوم شامل على إسرائيل، مع استخدام وكلائها الإقليميين لإلحاق الضرر بها. لكن إيران لا تتمتع بالسيطرة الكاملة على الحوثيين، التي تجر تحركاتهم المزيد والمزيد من الدول إلى المنطقة.
ويعتقد خبير اقتصادي أن الدبلوماسية قد تخفف من حدة التوتر. تدخلت السعودية والإمارات، عام 2015، في الحرب الأهلية في اليمن داعمة للحكومة، لكن في مارس 2022، وافقت السعودية على هدنة كانت سببًا في ترك العاصمة صنعاء والساحل الغربي تحت سيطرة الحوثيين. وقد يعلن الطرفان قريبًا عن خارطة طريق لاتفاق سلام، وقد يكون الالتزام بوقف الهجمات البحرية جزءًا من المحادثات.
ومع ذلك، من المتوقع القيام برد عسكري كبير على التهديد الحوثي. وتعمل فرقة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بالفعل قبالة الساحل اليمني في محاولة لردع الحوثيين من الاستيلاء على السفن وإطلاق الصواريخ. وفي الأسابيع الأخيرة، اعترضت سفن أمريكية وبريطانية وفرنسية صواريخ وطائرات مسيرة حوثية، كما طلبت الولايات المتحدة من أستراليا إرسال سفينة حربية خاصة بها، لكن تعسر الأسطول الدفاعي من منع تفاقم الأزمة. وقد أثبت الحوثيون أن عددًا قليلًا من الصواريخ والطائرات المسيرة يمكنها دائمًا الوصول إلى هدفها. من الممكن وضع حراسة مسلحة للسفن التجارية، ولكن هذا يقتضي عدد كبير من البوارج الحربية.
البديل الرئيسي هو الهجوم المباشر على الحوثيين ومخابئ أسلحتهم. ووفقًا لمجلة الإيكونوميست، فقد أعدت الولايات المتحدة وإسرائيل خططًا لمثل هذا الهجوم. ولكن الولايات المتحدة لن ترغب في توسيع نطاق تدخلها في الشرق الأوسط، وإسرائيل لا تريد شن مواجهة أخرى بخلاف التي تواجهها في غزة ولبنان. ولكن إذا واصلت إيران والحوثيون هجماتهما على أحد أهم ممرات الشحن في العالم، فإن التصعيد حتمي.