يعقد مجلس الأمن الدولي (UNSC) اجتماعه الشهري بشأن اليمن، منتصف الشهر الجاري، لمناقشة آخر مستجدات جهود تنشيط السلام في البلاد، في ضوء التطورات الأخيرة المتمثلة بتواصل أطراف الصراع إلى تفاهمات بشأن وضع خارطة طريق وتصاعد تهديدات الحوثيين لطرق الملاحة الدولية في المنطقة.
ووفق برنامج العمل الشهري المؤقت للمجلس، والذي تم إقراره، أمس، فإن الاجتماع بشأن اليمن سينعقد يوم الثلاثاء 16 يناير الجاري، في جلسة مشاورات مغلقة، كما جرت العادة في الاجتماعات الأخيرة.
ومن المقرر أن يستمع أعضاء المجلس خلال جلسة المشاورات المغلقة، إلى إحاطات من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، وممثل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، اللواء مايكل بيري.
ويأتي هذا الاجتماع، في أعقاب تطورات هامة، أهمها إعلان المبعوث الأممي غروندبرغ في 23 ديسمبر الماضي، توصل أطراف الصراع للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال إنه "سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
وفي المقابل، فإن من التطورات المهمة التي قد تؤدي إلى تقويض جهود السلام في اليمن، هي استمرار المخاوف من امتداد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى البلاد، خاصة مع تصعيد جماعة الحوثيين لهجماتها ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وتهديداتها المتزايدة للشحن الدولي في البحر الأحمر، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل تحالف دولي لحماية خطوط الملاحة في المنطقة.
ووصلت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين إلى نقطة خطيرة، وذلك في أواخر ديسمبر الماضي، بعد تبني الجماعة استهداف سفينة الحاويات "ميرسك هانغزو" الدنماركية بالصواريخ، أثناء مرورها في البحر الأحمر، وأعقبها مقتل 10 من عناصر الجماعة، في استهداف القوات الأمريكية لثلاثة زوارق تابعة لها المنطقة.
يذكر أن هذا الاجتماع، هو الأول، في غياب الإمارات (العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية) والتي انتهت عضويتها في مجلس الأمن خلال ديسمبر الماضي، وحلت محلها الجزائر، كما من المتوقع أن يتولى المبعوث الدائم لكوريا الجنوبية؛ هوانج جون كوك منصب الرئيس الجديد للجنة العقوبات بشأن اليمن، والمعروفة بـ(لجنة 2140) خلفاً لمندوب ألبانيا الذي انتهت عضويته في المجلس مع نهاية العام 2023.