أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيسحب عديد آلاف القوات من قطاع غزة خلال الأسابيع القادمة، دون معلومات عما إذا كان ذلك يعكس مرحلة جديدة من الحرب، لكنها خطوة تتوافق مع خطط صاغها القادة الإسرائيليون لحملة ذات كثافة منخفضة من المتوقع أن تستمر معظم العام، وتركز على ما تبقى من معاقل حماس.
إلى ذلك، استمرت المعارك العنيفة، الثلاثاء، وسط وجنوبي القطاع غزة، فيما كان معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد لاذوا إلى الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر، حيث تم تشريد أكثر من 85٪ من منازلهم.
وقُتل حوالي 1200 شخص بعد أن شنّت حماس هجومًا على جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما أخذوا 240 شخصًا آخرين كرهائن.
ووفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل أكثر من 21,900 فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، منذ بداية الحرب، فيما لا تفرق هذه الوزارة عادة بما يخص الضحايا بين المدنيين والمقاتلين.
مُستجدات الحرب:
- وزير الدفاع الإسرائيلي يقول إنه "غير صحيح" أن يُعتقد بأن إسرائيل ستوقف حربها ضد حماس في وقت قريب.
تصريحات (يوآف غالانت) جاءت بعد يومٍ واحد من إعلان الجيش أنه سيقوم بسحب عديد آلاف القوات من قطاع غزة في أكبر عملية سحب منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثلاثة أشهر.
ويأتي إعادة النشر بينما تستعد إسرائيل للدخول في مرحلةٍ جديدة من القتال ذو كثافة منخفضة.
وخلال زيارته قواته داخل غزة، قال غالانت إنه سيكون خطأً الاعتقاد أن إسرائيل تعتزم وقف الحرب، مضيفًا "الشعور بأننا سنتوقف قريبًا غير صحيح. دون الحصول على انتصار واضح، لن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط".
وأشار غالانت أن إسرائيل دمرت 12 كتيبة لحماس شمالي غزة. وقال إن هذا لا يعني أن حماس قد تم القضاء عليها تمامًا، لكن قُدراتها أصبحت محدودة، مقدّرًا أعداد المقاتلين المتبقين بعدة عدة آلاف، من أصل 15 إلى 18 ألف في بداية الحرب. فيما يختلف الواقع جنوبي غزة، إذ ما زالت إسرائيل تخوض معركة أشد صعوبة، حيث يسود الاعتقاد أن قادة حماس يختبئون في المنطقة.
- قدم الزعيم الأعلى لحركة حماس (إسماعيل هنية)، شُكره لجنوب أفريقيا على تقديم قضية في المحكمة العليا للأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة.
وقال هنية في خطابٍ تلفزيوني بثّته قناة الجزيرة: "نُحيي جميع من يدعمونا، وخاصة دولة جنوب أفريقيا، ونقدر الأهمية السياسية والقانونية لهذه الشكوى"، فيما رفض مطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بأن حماس لن يكون لها دور في مستقبل غزة بعد الحرب، مؤكدًا أن أي حل للقضية الفلسطينية دون حماس "هي مُجرد أوهام".
كما قال: "نحن من نقرر حاضرنا ومستقبلنا".
وأوضح هنية، الذي يعيش في المنفى، أن حماس وقادتها في غزة بخير، مؤكدًا مرة أخرى أنه لن يكون هناك تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل "حتى يتوقف العدوان تمامًا".
وقال إنه يجب أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن.
- الأطفال في غزة يتلقون التطعيمات
يقوم العاملون في الصحة الفلسطينية بتطعيم الأطفال في مدينة رفح الجنوبية في غزة، حيث هرب مئات الآلاف للابتعاد عن حرب إسرائيل وحماس.
وقالت منظمة اليونيسف الأسبوع الماضي إنها قدمت ما لا يقل عن 600 ألف جرعة من اللقاحات إلى الحصار المفروض على القطاع حيث تنتشر الأمراض بسرعة.
وتُقدر المنظمة الأممية أن أكثر من 16,600 رضيع فاتتهم جرعة واحدة أو أكثر من التطعيمات الروتينية.
ويوم الثلاثاء، توجهت النساء المتعبات من الحرب إلى مركز الرعاية الصحية في منطقة تل السلطان في رفح لتلقي التطعيمات لأطفالهن الرُّضع، ووقفن في طوابير طويلة.
وقالت (إيمان الخضري) - وهي أمٌ نازحة من مدينة غزة - إنها حاولت عدة مرات لتطعيم ابنتها الرضيعة. وقالت: "يبدو أن اللقاحات التي وصلت إلى غزة ليست كافية"، فيما تشعر بالقلق من أن الثغرات في التطعيم ستجعل طفلتها أكثر ضُعفًا أمام انتشار الأمراض بسرعة.
كما قالت العاملة في الصحة (فاتن العمسي) إن الشحنة الأخيرة من اللقاحات تشمل اللقاحات المضادة لشلل الأطفال والتهاب الرئة الرئوي السلالي والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وكذلك السل، مضيفة أن مركز الرعاية الصحية الخاص بها لا يزال يقوم بتطعيم الأطفال طوال فترة الحرب.
وقالت إن انتشار الأمراض يرتبط في الغالب بالظروف غير الصحية في الملاجئ المزدحمة، بدلًا من نقص اللقاحات.
- تقول إسرائيل إنها ستدافع عن نفسها في مواجهة اتهامات الإبادة الجماعية المُقدمة من جنوب أفريقيا في المحكمة العالمية. حيث اتهم (إيلون ليفي)، مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، جنوب أفريقيا يوم الثلاثاء بـ"تقديم غطاء سياسي وقانوني" لهجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أدى إلى حرب إسرائيل ضد الجماعة المتطرفة.
وقال ليفي: "سيتوجب على دولة إسرائيل أن تظهر أمام المحكمة الدولية في لاهاي لتُنفي اتهام جنوب أفريقيا الكيدي بالقتل الجماعي".
وأطلقت جنوب أفريقيا القضية، الجمعة، في المحكمة العُليا للأمم المتحدة، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة مُطالبة المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف هجماتها.
وترفض إسرائيل القضايا الدولية المرفوعة ضدها باعتبارها غير عادلة ومتحيزة، ونادرًا ما تتعاون، فيما تُشير ردة فعل الدولة العبرية إلى أن الحكومة تأخذ القضية على محمل الجد هذه المرة.
- يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت أربعة مقاتلين فلسطينيين في الضفة الغربية في وقتٍ مُبكر، صباح الثلاثاء، بغارة جوية، في أحدث أعمال العنف في الأراضي المحتلة.
وقال الجيش إن الرجال فتحوا النار على قواته التي كانت تقوم بغارة على قرية عزون شمالي الضفة الغربية، قبل أن يحصروا أنفسهم في منزل، مشيرًا إلى أن جنديًا إسرائيليًا أُصيب بجروح متوسطة.
وأعلنت كتائب الأقصى شُهداءها كمقاتلين تابعين بشكل غير رسمي لحركة فتح العلمانية التي يتزعمها الرئيس (محمود عباس)، وقالت إنهم قتلوا أثناء الدفاع عن القرية.
وزادت إسرائيل من غاراتها في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عندما أدى هجوم من قبل حركة حماس المتطرفة إلى الحرب المستمرة في غزة.
وقتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفة الغربية منذ ذلك الحين، معظمهم في مواجهات مع قوات إسرائيلية خلال الغارات أو الاحتجاجات، على الرغم من أن بعضهم قتلوا أيضًا في هجمات من قبل المستوطنين المسلحين.
- أفادت وسائل إعلام سورية أن ضرباتٍ جوية إسرائيلية استهدفت ضواحي دمشق في وقتٍ مبكر، صباح الثلاثاء، مسببةً "أضرارًا مادية".
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، نقلًا عن مسؤول عسكري لم تُسمِّه، أن الضربات جاءت من اتجاه هضبة الجولان المحتلة حوالي الساعة 4:30 صباحًا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، أن الضربات استهدفت وحدة مدفعية تابعة للجيش السوري حيث كان أيضًا يتمركز أعضاء من حزب الله اللبناني.
وقامت إسرائيل منذ سنوات بضرب أجزاء من سوريا الخاضعة لسيطرة الحكومة. وفي الحالات النادرة التي تعترف بها إسرائيل بالضربات، تقول إنها تستهدف المجموعات المدعومة من إيران هناك التي دعمت حكومة الرئيس بشار الأسد. وذكر المرصد أن إسرائيل نفذت 76 هجومًا على الأراضي السورية عام 2023.
ويوم الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم التعرف على إطلاق خمسة صواريخ من سوريا سقطت في مناطق مفتوحة.