قال كبير مفاوضي جماعة الحوثي وناطقها الرسمي، محمد عبد السلام، إن كثيرا من الدول التي وردت أسماؤها ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أبلغتهم في جماعة الحوثي أنها موجودة في المنطقة للتواصل والتنسيق مع سفنها فقط، وأنها نسقت معهم بهذا الشأن.
وقال عبد السلام في لقاء متلفز مع "يورو نيوز": "لدينا اتصالات مع دول كثيرة أكدت أنها غير موجودة في البحر الأحمر، وهناك دول ممن طُرحت أسماؤها داخل هذا التحالف أبلغتنا أنها فقط ستكون موجودة في البحرين من أجل التواصل والتنسيق مع سفنها ومع بعض البوارج التي تقوم بالحماية، وهذا نوع من التنسيق".
واعتبر عبدالسلام أن التحالف الذي تقوده واشنطن "فشل في أن يقدم للعالم تصورا بأنّ هناك مخاطر في البحر الأحمر والبحر العربي"، مؤكدا أن "الممرات الدولية، في البحر الأحمر، آمنة ومستقرة، والدليل أن هناك مئات السفن تمر كل يوم من البحرين الأحمر والعربي"، مضيفا أن "القوات البحرية اليمنية تتخاطب مع كل السفن يوميا".
واستدرك أن "صنعاء أعلنت بشكل واضح أن السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي أو التي لها علاقة بالكيان، هي فقط المستهدفة، فيما بقية سفن العالم بلا استثناء ليست مستهدفة".
وقال إن واشنطن تحاول أن تضغط على بعض الشركات لعدم المرور من البحر الأحمر بقصد ابتزاز بعض الدول للدخول في تحالفها ولحماية إسرائيل.
وأضاف: "لا نخشى من رد فعل أي طرف، بقدر ما نخشى التفريط بالقضية (الفلسطينية)"، مؤكدا أن "دور صنعاء لن يقتصر على معركة طوفان الأقصى؛ بل سيتواصل، فاليمن مع القضية الفلسطينية حتى النهاية".
وعن انسحاب دول، مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، من التحالف الأمريكي، قال إن "حال الإرباك وعدم التفاعل مع هذا التحالف هو نتيجة عدم وجود شرعية مقبولة، لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية القانونية، فهذه الدول تعرف أن سفنها تعبر كل يوم من البحر الأحمر".
وقال إن "القيادة والشعب في اليمن اتخذوا هذه الخطوة (التي وصفها بـ فرض الحصار على كيان العدو) انطلاقا من مبادئ دينية وأخلاقية وإنسانية ووطنية وقومية لهذه الأمة"، معتبرا أن "صنعاء تدرك تبعات هذا القرار، لكن التبعات الأكثر خطورة هي في التفريط بالقضية الفلسطينية".
وزعم النطق الرسمي الحوثي ألا علاقة لإيران بقرار صنعاء، قائلا: "صحيح أن إيران تدعم المقاومة، وتدعم اليمن، وتتصدر المشهد في دعم فلسطين، وتقوم بأدوار كبيرة في الدعم المتنوع؛ ولكن القرار يتخذه أبناء اليمن، كما اتخذه أبناء فلسطين، كما يتخذه الإخوة في حزب الله".
وعن نتائج الخطوة التي أقدمت عليها الجماعة المدعومة من إيران، قال عبدالسلام: "نلمس آثار الضغط اليمني من خلال المفاوضات معنا، ومن خلال الرسائل التي تُرسل إلينا أن بالإمكان إدخال المساعدات إلى قطاع غزة استجابة لمطالب اليمن، وقد قام الأشقاء في عمان بالدفع بإدخال المساعدات إلى فلسطين وإيجاد نوع من المعالجات الإنسانية".